الدوحة - الراية : نظم مركز الوجدان الحضاري التابع لوزارة الثقافة والرياضة ندوة بعنوان ”قيم التقدم وإنسان المستقبل“ قدمها الدكتور جاسم السلطان مدير عام مركز الوجدان الحضاري بقاعة بيت الحكمة في مبنى الوزارة، بحضور كل من سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة وسعادة الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر آل ثاني رئيس نادي قطر الرياضي وعدد كبير من مسؤولي وزارة الثقافة والباحثين والمهتمين. وأكد الدكتور جاسم سلطان أن دولة قطر تمتلك رصيداً معرفياً يجعلها قادرة على تحقيق التقدم المنشود، معتبراً أن تحقيق التقدم هو اختيار ولكنه ليس بالصعب بل ممكن إذا توافرت الإرادة والعزيمة وشروط النهضة الموجودة في الإنسان ذاته، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي فيه الميراث الهائل الذي يضع أساساً للتقدم الإنساني والذي يخدم مشروع النهضة، كما أن دولة قطر لديها تخطيط رؤية وهي “قطر 2030” لافتاً إلى أننا نحتاج إلى غرس الفكرة في نفوس الناس وأن يتم التفاعل معها والرغبة في تحقيق هذه الانطلاقة، كما أن هناك نخبة فاعلة في المجتمع خاصة من الشباب لديها عزيمة نحو التقدم، فضلا عن المقومات المادية والبشرية. واستدل بوجود تجارب دولية مثل الصين وسنغافورة والهند شهدت انطلاقات واستطاعت أن تبني نموذجها الحضاري على الرغم من أنها عانت مشكلات أكبر من مشكلات عالمنا العربي في الوقت الراهن. وأكد دكتور جاسم أن رهانات النجاح والتقدم للإنسان قائمة على فكرة الاستخلاف في الأرض والأمانة التي منحها الله للبشر وكرمه من أجلها ولذلك فهناك قابلية للعودة وتعاقب فعل الإصلاح غير أننا نحتاج إلى تصحيح بعض المفاهيم والتصورات، متحدثا بالتفصيل عن المناظير الثمانية ومن أهمها النظرة للإنسان وتأكيد الكرامة الإنسانية ليس نصاً دينياً أو قانونياً بل ممارسة عملية لتحقيق هذه الكرامة، وكذلك نظرة الإنسان للعلم الذي ينشئ وعياً بأساس السياق الكوني لقوله تعالى “اقرأ باسم ربك الذي خلق” لأن العلم إذا لم يخلق وعياً فلن يحقق غاياته السامية.