أخــطـاء تجـنـبـهــا أثــنــاء الـحـديــث

  • 6/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُعَرِّضُ كثير من الناس أنفسهم للانتقادات بسبب سوء استخدام المصطلحات أثناء الحديث فيوقعوا أنفسهم في المواقف الحرجة، فحتى تتمكن من الحديث مع الآخرين بأسلوب راقٍ ومتزن ثق بأنك تحتاج إلى ضبط بعض الكلمات والمصطلحات حتى تجعل حديثك دقيقا وواضحا، وحتى تتجنب الإساءة لنفسك أو لغيرك بقصد أو من دون قصد يجب عليك أن تسأل عن حقيقة التعبيرات والمصطلحات التي تستخدمها. من بين تلك الأخطاء حين يطلب أحدهم العون من آخر لأزمة مالية ألَمَّت به فيقول «أنا ليس لي إلا الله»، بمعنى لا أحد يساعدني من الناس إلا الله تعالى، وهو بهذه الطريقة يجعل الله تعالى أقل شأنا وأدنى منزلة، تعالى الله عن ذلك، وهذا يدل على هشاشة في العقيدة وضعف في المعرفة، فمن كان مع الله ماذا فقد ومن فقد الله ماذا وجد! وكان حريا به أن يقول أنا أعتمد على الله تعالى ثم عليك. الكثير من الشباب تَعَوَّدَوا على نطق الحوقلة والاستغفار بطريقة خاطئة وناقصة، فيقول أحدهم «لا حووول» لموقف أضحكه أو أثار استغرابه، وهو بهذه الطريقة ينفي الحول بشكل تام بغير قصد منه فيقع في محاذير شرعية، وكان الأولى أن يقول «لا حول ولا قوة إلا بالله» فالحول هو كلمة استسلام وتفويض لله تعالى واعتراف بالإذعان له بمعنى لا صانع غيره ولا راد لأمره ولا قوة للعبد على جلب منفعة أو دفع إساءة إلا بعون من الله تعالى، وكذلك الاستغفار أصبح عادة لا عبادة عند الكثيرين وذلك من دون قصد منهم، فنجد أحدهم يضحك ويقهقه على موقف أثار نفسه فيصرخ بالاستغفار قائلا «أستغفررررر...» وأحيانا يأتي بلفظ الجلالة وأحيانا لا يأتي به من كثرة الضحك، وهكذا يتحول الاستغفار من عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى ونطلب بها المغفرة إلى أداة في يد البعض ووسيلة لإكمال الضحك مع أن المستغفر حين يستغفر يجب أن يكون في أعلى درجات الوعي النفسي والخشوع القلبي والإنابة الروحية فيستغفر من أعماق قلبه. أصبح التقليد الأعمى عند كثير من شبابنا من المُسَلَّمَات بل هو «التحضُّر» بحكم السيطرة والنفوذ والقوة من جهة المُقَلد، وللأسف الشديد مازال البعض رغم التنبيهات مغترين باللغة الغربية وكأن اللغة العربية أصبحت عيبا رغم أنها من أدق اللغات في التعبيرات والمصطلحات، فالجَمَل على سبيل المثال كل جزء من أجزاء جسمه وكل فقرة لها اسم مختلف عن غيرها والأسد له 10 من الأسماء فأين تجد هذا في باقي اللغات، لكن رغم هذا نجد البعض عندما يتحدث بالعربية يزين حديثه بكلمة «أوكي»، حتى الصغار منهم، وقد سمعت بأذني أطفالا دون العاشرة ينطقون بهذه الكلمة في حديثهم وكذلك النساء لم يسلمن من ذلك، حتى كدنا نعتقد أنها كلمة عربية وليست غربية ظنا منهم أن هذه طريقة للتقدم والتحضر، فلماذا نتخلى عن لغتنا الجميلة ونذل أنفسنا من حيث لا ندري. البعض مازال يقبع في زاوية الجهل ويعتبر المرأة لا قيمة لها، فعندما تسأله «مع من أتيت؟» يقول لك بكل جرأة «مع الأولاد»، فينزل زوجته منزلة الأولاد، وكذلك حينما يذكرها أمام الرجال يقول «الحرمة الله يعزكم» وكأنها أصبحت عيبا في المجتمع مع أنها تشكل نصف المجتمع بل هي المجتمع بأسره إن تمت تربيتها تربية صالحة لتؤدي رسالة إعداد قادة المستقبل، ولو رجعنا إلى القرءان الكريم لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر أمنا حواء ذكرها بصيغة الزوجة وليس بصيغة الأولاد، حين قال: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة»، فلِمَ نرضى للآخرين ما لا نرضاه لأنفسنا. نرى كثيرا من الشباب يقلدون الغرب في ثقافاتهم حتى السلبية منها، فعندما يغضب أحدهم لأمر ما يقول «شِت» تضجرا لذلك، وهي في معناها الحقيقي اللعن المنهي عنه شرعا، واللعن ليس من ديدن المؤمن ولكن بسبب عدم ثقة الكثير منهم بقوة لغتهم جعلهم يدخلون في حديثهم كلمات دخيلة وليست من لغتنا العربية الجميلة الراقية بتعبيراتها والغنية عن المصطلحات غير الموزونة. يستخدم كثير من الناس مقولة «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» حينما يكون شخص ما سببًا في فصل شخص آخر من العمل أو في إغلاق محله وكأن الإنسان له القدرة على قطع رزق أحد من الناس، فإن كان بنفسه لا يملك القدرة على قطع رزقه فكيف يقطع أرزاق الآخرين والله تعالى هو المتكفل بالرزق ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، لكن الاندفاع في الحديث من دون التمعن في معانيه كفيل بإيقاع صاحبه في الأخطاء.

مشاركة :