الشارقة – يستضيف مهرجان الموسيقى والفنون العربية الذي سيقام في مدينة تورنتو، العاصمة الاقتصادية لكندا، خلال الفترة من 26 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 2018، عرض مسرحية “النمرود” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، التي كتبها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأخرجها المخرج التونسي الراحل المنصف السويسي قبل عشر سنوات. وذكر عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة أن الدائرة تلقت دعوة لعرض مسرحية “النمرود” في تورنتو الكندية، ما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي باعتباره إحدى مفردات الحوار الثقافي. وهذه الدعوة هي استمرار لدعوات سابقة نتج عنها تقديم عروض للمسرحية في مناطق مختلفة من العالم، وأثمرت نتائج إيجابية لتحقيق التقدّم في العلاقات الثقافية بين الشارقة وجهات ثقافية مختلفة إقليميا ودوليا. ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، وبطل عرض مسرحية “النمرود”، أحمد الجسمي، أن هذه المسرحية صالحة لكل زمان ومكان، فهي عرض متجدد ومستمر، وتشكل دعما وإسهاما لافتا في تعميق الحضور الثقافي العربي في المشهد الثقافي العالمي المعاصر، وتجسيدا حيا للتعاضد الثقافي والقيم الفنية المشتركة بين فناني المسرح من كل أنحاء العالم، وذلك لما تحمله من قضايا إنسانية تلامس الواقع الصاخب الذي يشهده العالم اليوم، وتمنح المشاهد الفرصة للاطلاع على تجربة المسرح الإماراتي. ومسرحية “النمرود” هي الخامسة للشيخ القاسمي بعد مسرحيات “عودة هولاكو”، و”القضية”، و”الواقع صورة طبق الأصل”، و”الإسكندر الأكبر”، ويشارك فيها ما يقرب من ثلاثين ممثلا من ثماني جنسيات عربية، منهم أحمد الجسمي في دور النمرود، محمد جمعة، عبدالله مسعود، أحمد عبدالرزاق، عبدالله بن حيدر، أحمد ناصر، حميد سمبيج، أحمد يوسف، محمد يوسف، رائد الدالاتي وعثمان عبيد جوهر، إضافة إلى طاقم الإخراج والديكور والموسيقى. المسرحية كتب نصها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وأخرجها قبل 10 سنوات التونسي المنصف السويسي ويبدأ العرض بمشهد جماعي للرعية من أهل بابل يشكون ظلم الملك الضحاك ووحشيته وقتله الأبناء والرجال، والمطالبة بالثورة عليه، والدعوة إلى تولية الملك شاع على مملكة بابل بعد أن يقاتل الملك الضحاك، لكنه يخذلهم بحجة أنه ضعيف ولا يقوى على ذلك، ما يضطرهم إلى مخاطبة الملك النمرود ليساعدهم على التخلص من الملك الضحاك. وبالفعل تحدث مواجهة بين النمرود والضحاك، وينتصر الأول ويعلن نفسه ملكا على بابل بالقوة، ويضطهد أهلها ويذلهم، ويبالغ في ذلك إلى حدّ أنه يدعي الربوبية، ويطلب أن يُشيّد له “برج بابل” ليتأكد من عدم وجود إله غيره، بل إنه يجهز الجيوش ويعلن الحرب على الله، بالرغم من أن وحيا جاءه أكثر من مرة وطلب منه أن يؤمن بالله ويتراجع عن فكرته. لكنه رفض حتى فوجئ بسحابة من البعوض تسلط على جنوده، واستطاعت بعوضة أن تدخل في رأسه، وتعذبه عذابا شديدا إلى درجة أنه طلب من الناس ضربه على رأسه ليخف ألمه، فينهالون عليه ضربا بالنعل حتى يفارق الحياة. وكانت دعوة الشعب في نهاية العرض واضحة “من أراد أن ينتقم من النمرود فليأت”، وهكذا كانت نهاية الحاكم الطاغية الذي قاده غروره وكفره إلى الموت. يُذكر أن عرض “النمرود” سبق أن قُدّم في أيرلندا والمجر عام 2012، ورومانيا عام 2010، وألمانيا عام 2014، ومدريد وإشبيلية في إسبانيا عام 2016، ومالمو في السويد عام 2017. كما عرضت المسرحية في بلدان عربية عديدة منها: سوريا عام 2008، ولبنان عام 2009، وتونس عام 2010، والقاهرة والإسكندرية بمصر عام 2011، كما عُرض في افتتاح أيام الشارقة المسرحية عام 2008.
مشاركة :