تعد منطقة حلايب وشلاتين مثلث جزءا من أرض مصر، ويعد أهلها حراس البوابة الجنوبية، وبرغم من تسببت فيه وسائل الإعلام المختلفة وفى مقدمتها الفضائيات من تغيير العادات الاجتماعية التي كانت موجودة وراسخة بين قبائل حلايب وشلاتين وأبورماد إلا أن تلك المناطق مازالت تحتفظ ببعض الطقوس الرمضانية وتتمسك بها.ولاشك أن الأكلات الشعبية جزء أصيل من هوية الجماعات العرقية المنتشرة حول العالم، وسكان حلايب وشلاتين جزء من هذه الجماعات التي تمتلك موروث ثقافي منوع يظهر في كل تفاصيل حياتها.ويكثر أهالى الجنوب خلال رمضان فى أكل لحوم الجمال والخراف، وتعد أشهر تلك المأكولات "الغمسة" والتى يتميز بها سكان المناطق التى تقع على البحر، وهى شربة سمك يضاف اليها بعض التوابل بالإضافة إلى الاسماك، بالإضافة إلى العصيدة والسلات والجابورى."والعصيدة" هى إحدى الوجبات الرئيسية، تتكون من الدقيق والماء والملح واللبن ثم يضاف عليها عسل اسود ويعتبرها اهالى الجنوب من اكثر الاكلات التى تعينهم على تحمل مشقة الصيام فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتستخدم عادة فى الإفطار وأثناء الترحال فى الصحراء.أما "السلات" عبارة عن لحوم مشوية على أحجار تعلو النار حيث تقوم تلك العملية فى الطهى بإزالة معظم الدهون من اللحوم وهناك ايضا اكلة يتميز بها اهالى الجنوب فى الصحور.فيما يتناول الأهالى "الجابورى" بشكل شبه يومى خلال رمضان، وهى عبارة عن دقيق وماء ويعجن، ثم توقد نار على الأرض لتسخن الأرض ثم يطب بالعجينة على خشبة صلبة، ويوضع الفحم الموجود على الجانب الآخر على العجينة لمدة ثوان حتى لا تحترق العجينة، ثم تدفن العجينة بالأرض السخنة مع وضع بعض الوقود المفحم عليها لمدة حوالى نصف ساعة وتقلب إلى الناحية الثانية، وتدفن فى الأرض الساخنة، وتترك ربع ساعة ثم تخرج، ويأتى الأهالى بمنديل نظيف أو قماش ثم تؤكل طازجة.أما مشروب "الجبنة"، فهو المشروب الرسمى لأهل المنطقة، ومشروب الترحيب والضيافة ومواجهة العطش خلال شهر رمضان، وهو ضمن العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين الخاصة، بالإفطار والسحور فى شهر رمضان.فيما تعد الأسماك من الوجبات الأساسية للأهالى الأصليين شمال المحافظةفى شهر رمضان وبخاصة وجبة الإفطار.ويفضل الأهالي تناول الأسماك بمختلف أنواعها مثل السيجان والحريد والكشر والشعور والعنبر والناجل على مائدة الإفطار في رمضان، والتي تعد بأنواعها الوجبة الأساسية التي يفضلها الجميع على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم، إلا سمك السيجان له أهمية خاصة لديهم، حيث تشتهر عبارة "شورية السيجان دوا العيان.والسيجان هو نوع من أسماك الشعب المرجانية يتغذى على أنواع معينة من الأعشاب التي، لها قبول كبير في الخليج العربي وتعرف باسم الصافي حيث تتميز بلحمها الشهي والخفيف، طهيت مشوية أو مقلية، ويستخدم زيت السيجان في منطقة جازان دهانا لعلاج الاعصاب والمفاصل والعضلات. ولا تلقى سمكة "السيجان" إقبالا لدى الوافدين على المحافظة السياحية من مختلف المحافظات المجاورة بسبب عدم معرفتهم بقيمته الغذائية حيث يهتمون بالأسماك ذات الأحجام الكبيرة، كما تتميز بتوافرها طوال العام وتفضل العيش عند الصخور، وتمتاز بعدم وجود قشور على جسمها ويبلغ طولها 30 سم، وتمتاز السمكة بإبراز شوكتها الأمامية المخدرة والتي تدافع بها عن نفسها في حالة الخطر.وهناك نوعان من السيجان، وهو السيجان الأبيض والذى يلقى قبولًا أكثر لدى الأهالى ويبلغ سعره 50 جنيهًا، أما السيجان الأسود فيبلغ سعره 35 جنيهًا ويمتاز بجلده السميك.
مشاركة :