احتضنت مدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية، السهرة الأولى من تظاهرة «مجالس المالوف» التي تعنى بالموروث الغنائي التونسي، واعتلى الركح فنانون من فرقة «الرشيدية» التونسية التي تختص بهذا اللون الغنائي. وأدت المطربة التونسية «عايشة» المعروفة باسم «ابنة صليحة» عدة أغان تراثية تونسية مثل «نزاد النبي» و«ربي عطاك كل شيء بكمالو» وهما أغنيتان من الأغاني المعروفة للمطربة التونسية ذائعة الصيت الراحلة صليحة.وخلال السهرة الأولى من تظاهرة «مجلس المالوف»، فتحت الأبواب أمام عدد من تلامذة الفرقة «الرشيدية» التي اتضح أنها «منجم» لا ينضب من الأصوات الغنائية المميزة. وأدى الشاب التونسي نذير البوّاب أغنيتي «مشموم الفل» و«حبك في كنيني»، ثم غنت سارة النويوي ابنة «الرشيدية»: «آش (ماذا) يفيد الملام»، و«العزابة»، و«يا نهار البارح» و«الكون إلى جمالكم مشتاق»، ليسلم المصدح بعد ذلك إلى الفنان التونسي سفيان الزايدي الذي قدم عددا من الأغاني التونسية المعروفة مثل «بنيّة جاري حمودة» و«بعدك يا البيّة»، و«زاد على حالي»، و«من جار علي قتلني».ويتضمّن البرنامج 4 عروض؛ فبعد عرض «الرشيدية» فتحت أبواب مدينة الثقافة في 6 يونيو (حزيران) الحالي، أمام فرقة «المالوفجية» وهي فرقة من مدينة تستور التونسية المعروفة بهذه النوعية من الأغاني التراثية. كما تحتضن مدينة الثقافة عرض «الولادة» للمالوف في اليوم التالي، على أن يختتم هذه التظاهرة الفنية المميزة زياد غرسة.وفي هذا الشأن، قالت سيماء صمود، مديرة قطب الموسيقى والأوبرا في مدينة الثقافة التي تشرف على هذه التظاهرة، إن هذه المجالس تمثل فرصة للتعريف بفن «المالوف» الأصيل والتذكير بميزاته الفنية، وهي أيضا مناسبة لاستضافة مشايخ «المالوف» في بلدان المغرب العربي وتقديم إنتاجات «بيت المالوف».وأنجبت فرقة «الرشيدية» التونسية التي تأسست سنة 1934، عدة أسماء فنية مرت في تاريخها بالتكوين في مرحلة أولى، ثم الغناء والانضمام إلى هذه الفرقة العريقة، ومن بين تلك الأسماء شبيلة راشد، وصليحة، والطاهر غرسة، وخميس الترنان، وصالح المهدي، ومحمد التريكي، ومحمد سعادة، وغيرهم كثير.وتعود أصول «المالوف» التونسي إلى امتزاج التراث في بلدان المغرب العربي، (تونس والجزائر والمغرب) مع الموسيقى الأندلسية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد.
مشاركة :