أكد تونسيون أن «المالوف» ركيزة تراثهم الموسيقي باعتباره مزيجاً فنياً بين الأنغام والألحان، التي جاءت مع هجرة الأندلسيين إلى شمالي أفريقيا في القرنين الـ 14 و15 ميلادياً. ولهذه الموسيقى رواد كثر عملوا على نشرها ووضعها في قوالب قادرة على الصمود لأزمنة طويلة، ما جعل الباحثين منذ القدم في هذا النمط الموسيقي، يؤكدون أنه سمّي بـ «مالوف»، لأنه أصبح بين الناس «مألوفاً». موروث وفي تعريف المالوف، يقول الباحث التونسي فتحي العابد: إنه موروث غنائي أندلسي ورثته بلدان الشمال الأفريقي، ومنها تونس، ويتكون من الشعر والموشحات والزجل مع إضافات لحنية محلية، إلى جانب ما استعاره التونسيون من نصوص وألحان. وأشار إلى أن فن «المالوف» ملك القلوب واستقطب أهل تونس، ليصبح الموروث الغنائي الشعبي للبلاد، في الدكاكين والأسواق وفي كل مكان على أرض تونس. وأوضح أنه من خلال «المالوف» تم تنظيم نصوص عبرت عن حالة الحزن وفقدان الديار وضياع الأرض والحنين إليها، واحتوت قصائد المالوف كذلك على مشاعر القلق والفرح والبهجة. كما أكد العابد أن تلك الموسيقى انتشرت بين الحرفيين الذين تعلموها وأتقنوها حتى بات يقال، وإلى اليوم، هذا دكان الفنان «فلان» لإجادته للغناء والموسيقى بدل الإشارة لحرفته الأصلية. وشاع قديماً ترديد مقولة «الدرس بريال والصنعة بـ 100 ريال»، والدرس هنا إشارة للموسيقى والغناء التي تحولت إلى رديف للصنعة، وبهذا لم ينقل أصحاب الحرف إن للمستخدمين التونسيين لديهم مهناً جديدة فحسب، بل أورثوهم موسيقى دخلت تدريجياً إلى النسيج اليومي لحياتهم. تقليد وأوضح الباحث فتحي العابد في التأكيد على أن هناك مجموعة من الآلات الموسيقية المستعملة في فن «المالوف» منها في النوبات التقليدية، وهي: الغيطة آلة نفخية، وآلات رقية من جلود الحيوانات، منها النوبة وتستعمل في الموكب المولدي، وتحل محلها داخل الزاوية الطبلة «الدربوكة» والطار، ويسمى بالبندير العيساوي، ووجدت فيه صنوج نحاسية وآلة النقرة.
مشاركة :