قلق فلسطيني من إجراءات إسرائيلية تكرّس «تهويد الأقصى»

  • 6/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثار سماح الشرطة الإسرائيلية للمتدينين والمستوطنين اليهود باقتحام باحات المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، غضب الفلسطينيين وقلقهم من قيام المجموعات اليهودية بفرض أمر واقع في المسجد، شبيه بما جرى في مقدسات أخرى حوّلتها تلك المجموعات إلى أماكن دينية يهودية جزئياً أو بالكامل. وكان حراس»الأقصى» أفادوا بأن عشرات المتدينين اليهود اقتحموا باحات المسجد في اليومين الماضيين، تحت حراسة قوات الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت حوالى 20 مصلّياً فلسطينياً من المعتكفين فيه. ويمثل المسجد الأقصى صورة معبّرة عن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي القائم على إحلال شعب مكان شعب آخر، ودين مكان الأديان الأخرى، فاليهود يدّعون أنه أقيم على أنقاض «الهيكل الثالث» اليهودي، فيما يطالب بعضهم بتقسيمه وإقامة الهيكل في باحاته التي تبلغ مساحتها 144 دونماً، ويطالب البعض الآخر بهدمه وإقامة الهيكل مكانه. وتصاعدت في السنوات الخمس الأخيرة دعوات يهودية للدخول إلى باحات المسجد، والمطالبات بتقسيمه بين اليهود والمسلمين. وكان دخول اليهود إلى باحات المسجد الأقصى يتم بصورة فردية، وتحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، وخلال فترات السياحة الأجنبية الممتدة من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة والنصف ظهراً. لكن الشرطة الإسرائيلية بدأت تسمح تباعاً بدخول مجموعات كبيرة من اليهود إلى باحاته تحت حراستها، ومن دون إشراف دائرة الأوقاف منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 تحت ذريعة توفير الحماية لهم. ومع الوقت، تحولت هذه الذريعة إلى تكريس للحضور اليهودي في المشهد اليومي للمسجد بلا توقف. ويشاهَد عشرات اليهود يومياً وهم يجوبون باحات المسجد في مجموعات، ويمارس بعضهم طقوساً دينية، ويتلقون شروحاً عن تاريخ الهيكل الذي يدعون أن المسجد مقام على أنقاضه. ويخشى الفلسطينيون قيام المجموعات اليهودية بفرض أمر واقع في المسجد شبيه بما جرى في مقدسات أخرى مثل الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي يسيطر اليهود على ثلثي مساحته، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم الذي يطلقون عليه «قبة راحيل» ومقام النبي يوسف في نابلس. وكانت مجموعات يهودية سيطرت على مقدسات إسلامية في الضفة الغربية بعد الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967 عبر سلسلة طويلة، تدريجية، وبطيئة من إجراءات فرض الأمر الواقع. وأشهر هذه المساجد الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي يضم رفات النبي إبراهيم ورفات زوجته وأبنائه. وأخذت مجموعات يهودية بالصلاة في الحرم الإبراهيمي تحت حراسة الجيش بعد احتلال المدينة في67، إلى أن قامت السلطات الإسرائيلية بتقسيمه بين الجانبين، بعد مجزرة ارتكبها يهودي متطرف يدعى غولدشتاين في المسجد وقتل فيها 29 مصلياً خلال صلاة الفجر. وخصصت السلطات الجزء الأكبر (65 في المئة) لليهود والباقي للمسلمين. وأغلقت سلطات الاحتلال مقام النبي يوسف في نابلس الذي كانت تزوره مجموعات يهودية في أيام محددة، في وجه المسلمين عند اندلاع الانتفاضة الأولى في1987، وفرضت عليه حراسة مشددة، وحوّلته بالكامل إلى مكان ديني يهودي. واعتمد الأمر نفسه في مسجد بلال بن رباح في بيت لحم الذي تطلق عليه تلك المجموعات اسم «قبة راحيل».

مشاركة :