شن المرجع الشيعي الإيراني الشهير "ناصر مكارم الشيرازي"، مرة أخرى، هجومًا حادًّا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حمَّلها هذه المرة مسؤولية أزمة التحرش الجنسي في المجتمع الإيراني، مطالبًا المسؤولين بقطع خدمات هذه المواقع في البلاد. ووفقًا لتقرير نشره موقع "راديو زمانه" ترجمته "عاجل"، علق الشيرازي (اليوم الأربعاء) أثناء إلقائه درسًا فقهيًّا في مدينة قم (جنوب العاصمة) على حادثة تعرض أطفال للتحرش الجنسي من قبل معلم بإحدى المدارس، قائلًا: "إن من قام بهذا الفعل، وجدنا أنه تعلم أشياء غير أخلاقة من خلال مواقع التواصل، بعد نشره أفلامًا إباحية بين التلاميذ". واعتبر الشيرازي مواقع التواصل هي السبب في نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي، لا سيما التحرش الجنسي في المجتمع الإيراني، وفقًا لتعبيره. ووصف الشيرازي منصات التواصل الاجتماعي بأنها تحولت إلى "بلاء" حل على المجتمع، مضيفًا بقوله: "رغم كل ما تشهده البلاد من حوادث تحرش جنسي واعتداءات غير أخلاقية، لا يزال المسؤولون عاجزين عن حظر هذه المواقع بحجة عدم قدرة السلطات على حجبها نهائيًّا عن الناس". وحمَّل الشيرازي مواقع السوشيال ميديا في إيران، مسؤولية الخلل الاجتماعي الذي تعانيه البلاد؛ حيث قال: "إننا نشاهد ثمار هذه المواقع في مجتمعنا كل يوم؛ فعلى سبيل المثال، إذا ذهبنا إلى المحاكم، سنجد أن جذور العديد من قضايا الطلاق تعود إلى منصات العالم الافتراضي". وتأتي تصريحات الشيرازي في هذا التوقيت تعليقًا على حادثة تعرض عدد من الأطفال التلاميذ بالصف الأول في إحدى مدارس العاصمة طهران للتحرش الجنسي من قبل أحد المعلمين. وتعود الواقعة إلى تلقي أجهزة الأمن (الاثنين 28 مايو الماضي) شكوى من أكثر من 40 من أولياء أمور تلاميذ إحدى المدارس، تفيد باعتداء مدرس جنسيًّا على أبنائهم. وفور إلقاء القبض على المتهم، تبين أنه كان يعلم التلاميذ الأطفال تدخين السجائر وشرب الخمور ومشاركته أفلامًا إباحية معهم، فضلًا عن إقامة علاقات غير أخلاقية مع التلاميذ. وليست هذه المرة هي الأولى التي يهاجم فيها المرجع الشيعي "مكارم الشيرازي" مواقع التواصل الاجتماعي في إيران؛ حيث دعا مرات عديدة سلطات النظام إلى حجب وحظر هذه المواقع نهائيًّا في البلاد، لا سيما بعد نجاحها في تغطية أحداث احتجاجات ديسمبر الماضي.