طرابلس- قال مصدر من الغرفة الأمنية المشتركة بمدينة بني وليد، جنوبي العاصمة الليبية إن طائرات مجهولة قصفت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء سيارة رباعية الدفع تقل أربعة أشخاص بضواحي المدينة، مما أسفر عن مقتلهم جميعا. وأضاف المصدر في تصريح أن الدلائل الأولية تشير إلى أن القصف نفذته طائرات أجنبية، معللاً ذلك بعدم قدرة الطيران الحربي الليبي على الطيران الليلي والقصف بمثل هذه الدقة. وبحسب ذات المصدر وقع القصف في منطقة بقيلة بوادي كمكوم التابع إدارياً لبني وليد. وتعد منطقة وادي كمكوم من الأماكن التي ينشط فيها تنظيم داعش الإرهابي بسبب تضاريسها الوعرة. وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان من بني وليد بأن القصف استهدف سيارة تقل قيادات في تنظيم داعش كانوا قد فروا من مدينة سرت التي كانت معقل التنظيم قبل أن تعلن قوات حكومة الوفاق الليبية عن تحريرها العام الماضي. ولم يصدر بيان رسمي بخصوص عملية القصف. وأوضح الشهود أن المستهدفين هم محمد ونيس أبوستة وسليم احويته ومعتوق المستيره وعبدالعاطي اشتيوي أبو ستة. وأشاع تنظيم داعش في ليبيا من جديد مناخا من الخوف وخلق ظروفا من الرعب والهلع سواء داخليا أو خارجيا بعد أن استطاع السيطرة على مساحات واسعة من الصحراء الليبية، وتمكن من إعادة الانتشار في بعض المدن والقرى، بالتزامن مع انسحاب عناصره من العراق وسوريا، والتي أجمعت آراء الخبراء الأمنيين والتقارير أنها في طريقها للتجمع في جنوب ليبيا. وحسب رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي فقد أطلق التنظيم على نفسه تسمية "جيش الصحراء" وقد تم تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، ويضم 3 كتائب بقيادة الليبي المهدي سالم دنقو، والملقب بـ"أبوالبركات". وبدأ جيش الصحراء في تعزيز صفوفه بالمقاتلين الأجانب سواء المنخرطون سابقا في التنظيم أو تجنيد عناصر جديدة من دول الجوار خاصة الأفارقة. وقد شهدت ليبيا هجوما مماثلا خلال شهر مارس، حيث استهدفت طائرات مجولة منزلا في حي الفرسان شمال شرق مدينة أوباري الواقعة جنوب غرب ليبيا وأدى القصف إلى مقتل شخصين على الأقل. وقال مصدر أمني من مدينة أوباري، حينها، إن القصف أدى لأضرار مادية في المنزل وتدمير بعض السيارات الموجودة في مكان القصف، مشيرا إلى أن السكان عثروا على جثتين في موقع القصف لشخصين قتلا في الحادثة. وأضاف أن الجثتين وجدتا بدون رأس، مبينا أنه بحسب ما يظهر عليهما، من الممكن أن تكون المجموعة المسلحة التي كانت في المنطقة قد فصلت رأسي الجثتين، حتى لا يتم التعرف على هويتهما بعد أن قتلا في القصف الجوي. وأكد أن دقة القصف وحجم الدمار الكبير، يشيران إلى أن الطيران الذي نفذ الغارة لم يكن تابعا للقوات الجوية الليبية، مشيرا إلى أن السكان أيضا لم يسمعوا صوت الطائرة قبل تنفيذ الغارة، وهو ما يعزز هذه الفرضية. وأضاف المصدر أن المجموعة المسلحة التي كانت موجودة في موقع القصف مجهولة الهوية، ولا تعرف تبعيتها أو هوية أفرادها. ورجح أن تكون المجموعة التي جرى استهدافها تابعة لتنظيم الدولة داعش، لا سيما وأن عددا من عناصر التنظيم فروا من مدينة سرت إلى الصحراء في جنوب ليبيا، بحسب التقارير العسكرية والأمنية في ليبيا.
مشاركة :