«استراتيجية العزم» السعودية - الإماراتية تُطلق مسار التكامل... د...

  • 6/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جدة (السعودية) - وكالات - أقرّت السعودية الإمارات، خلال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق المشترك بين البلدين، «استراتيجية العزم» التي تضمنت 44 مشروعاً مشتركاً في ثلاثة محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري، وصولاً إلى تحقيق تكامل سياسي واقتصادي وأمني بين البلدين خلال 60 شهراً.جاء ذلك في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي الذي عقد في جدة، ليل أول من أمس، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.وشهد الاجتماع الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي تم تشكيله بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد. وسيضم المجلس 16 وزيراً من البلدين، إضافة إلى تشكيل لجنة تنفيذية لتكثيف التعاون بين البلدين ومتابعة تنفيذ المشاريع والبرامج المرصودة، وصولاً إلى التكامل السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري وتحقيق رفاه مجتمعي البلدين.ويعمل المجلس على تنسيق تنفيذ العمل على المبادرات المشتركة التي لها نتائج ستنعكس بشكل إيجابي على خلق فرص عمل ونمو في الناتج الإجمالي وزيادة نسبة الاستثمار بين البلدين.كما يهدف إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق العلاقات بين البلدين واستدامتها، بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها كل من الدولتين لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، وتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين في المجال السياسي والأمني والعسكري بما يعزز أمن ومكانة الدولتين السيادية الإقليمية والدولية، إضافة إلى ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بينهما، عبر آلية واضحة تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط.وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع، أعلن البلدان إطلاق 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية على مدى 12 شهراً، لتحقيق التكامل في 3 محاور رئيسية، هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري. وتضم «استراتيجية العزم» أيضاً خطة لإنشاء شركة للاستثمار الزراعي وصندوقاً استثمارياً مشتركاً للطاقة المتجددة، وصندوقاً ثالثاً للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وستعمل الاستراتيجية على تسهيل انسياب الحركة في المنافذ، وبناء قاعدة بيانات صناعية موحدة، وتمكين القطاع المصرفي في البلدين، ومواءمة الإجراءات والتشريعات الاقتصادية بين البلدين وإنشاء مجلس مشترك لتنسيق الاستثمارات الخارجية.وحدد قادة البلدين 60 شهراً لتنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه «في حماية المكتسبات وحماية المصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين».ووقع الجانبان أيضاً 20 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات. وتضم المشاريع التي تم الإعلان عنها خلال الاجتماع استراتيجية موحدة للأمن الغذائي والمخزون الطبي وأمن الإمدادات والربط الكهربائي والتعاون في إدارة مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى استثمارات مشتركة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وإنشاء شركة للاستثمار الزراعي وصندوق استثماري للطاقة المتجددة وآخر للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.وقال ولي عهد أبوظبي: «لدينا فرصة تاريخية لخلق نموذج تكامل عربي استثنائي... نحن نشكل أكبر اقتصادين عربيين، والقوتين الأحدث تسليحاً، ونسيجاً اجتماعياً واحداً، وشعبين يشكل الشباب أغلبيتهما يطمحان إلى قفزات تنموية كبيرة».وإذ أكد أن البلدين «تجمعهما علاقات استراتيجية تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتكاملة»، أوضح الشيخ محمد بن زايد أن «اقتصادين الإمارات والسعودية يمثلان ناتجاً محلياً إجمالياً يبلغ تريليون دولار، وصادراتهما المشتركة الرابعة عالمياً بقيمة 750 مليار دولار، إضافة إلى 150 ملياراً سنوياً إجمالي مشاريع البنية التحتية، مما يولد فرصاً هائلة واستثنائية للتعاون».واضاف ان «تحالفنا مع السعودية خيار استراتيجي يزيد قوتنا قوة ويضيف بعداً تنموياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً واعداً بين البلدين، ونحرص من خلال التحالف مع السعودية على تشكيل نواة تعزز من التقارب وتوحد العرب حول قضاياهم المصيرية».وتعليقاً على الاجتماع، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، في سلسلة تغريدات على حسابه على «تويتر»، أمس، «تطوّر نوعي في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والشعبين، الشفافية والمصداقية بين الشقيقين لبنة البناء لهذا الأساس والخير والازدهار والمستقبل رؤيته».وأضاف ان مجلس التنسيق المشترك سيحمل في طياته بشرى إيجابية للبلدين والمنطقة، مشيراً إلى أن محاور الاقتصاد والمعرفة والاستقرار هي السبيل لتعزيز العلاقات التاريخية بين السعودية والإمارات، وبناء نموذج يحتذى به في المنطقة.كما شبه العلاقات بين البلدين باليدين المتكافلتين، قائلاً: «يمنى بلا يسرى تراها ضعيفة... ورجل بلا ربع على الغبن صَبَّار».

مشاركة :