باريس- تنتظر الجماهير الفرنسية الكثير من منتخبها في بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، وذلك مع وصول الفريق إلى نهائي يورو 2016 في فرنسا. وسبق للمنتخب الفرنسي (الديكة الزرق) الفوز بلقبي مونديال 1998 ويورو 2000. كما وصل إلى النهائي في مونديال 2006 بألمانيا وإلى دور الثمانية في نسخة 2014 بالبرازيل. ورغم الهزيمة أمام السويد والتعادل مع بيلاروسيا ولوكسمبورغ، تصدر الفريق مجموعته في التصفيات الأوروبية وتأهل مباشرة للمونديال الروسي. والآن، لم يعد أمام الفريق سوى استغلال الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها لكسر الحظ العاثر الذي واجهه في عدد من النسخ السابقة للمونديال والمشاكل التي حاصرته في بعض النسخ مثل مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. وإذا تغلب المنتخب الفرنسي على هذا الحظ العاثر، سيكون قادرا على الفوز بلقب المونديال الروسي لما يمتلكه من كتيبة لاعبين جاهزين في مختلف المراكز. ورغم وجود العديد من اللاعبين المميزين من الطراز العالمي في خط هجوم الفريق مثل أنطوان غريزمان وكيليان مبابي وعثمان ديمبلي وكذلك في خط الوسط مثل بول بوغبا ونجولو كانتي ، لا تظهر خطورة المنتخب الفرنسي مع الضغط الهجومي المتواصل على دفاع ومرمى المنافس بقدر ما تظهر من خلال الهجمات المرتدة السريعة التي تمثل أبرز نقاط القوة في الفريق. ويحظى ديدييه ديشامب المدير الفني للفريق، والذي فاز معه بلقب مونديال 1998 كلاعب، بوجود العديد من المهارات في المنتخب الفرنسي حيث يضم الفريق حاليا عددا من الأسماء الكبيرة. وغاب المنتخب الدنماركي لكرة القدم عن مونديال 2014 بالبرازيل ولكنه حافظ على سجله خاليا من الهزائم لأكثر من عام كامل في نحو عامين تحت قيادة المدرب أوجه هاريدي الذي حل مكان المدرب مورتن أولسن بعد فشل الفريق في التأهل ليورو 2016. مع وجود المنتخب الفرنسي المرشح بقوة للصدارة، ينتظر المنتخب الأسترالي صراعا شرسا مع منتخبي الدنمارك وبيرو واحتل المنتخب الدنماركي المركز الثاني في المجموعة الخامسة بالتصفيات خلف نظيره البولندي ليخوض الملحق الأوروبي الفاصل. وفي الملحق الأوروبي تغلب المنتخب الدنماركي على نظيره الأيرلندي 5-1 ليحجز مقعده في المونديال وتكون المشاركة الخامسة للفريق في بطولات كأس العالم. ولكن نجاح الفريق لا يقتصر على مسيرته المثمرة في التصفيات أو عودته للظهور في المونديال وإنما تمتد إلى استعادته ثقة الجماهير به. ويدين الفريق بالفضل الكبير في هذا إلى المدرب أوجه هاريدي الذي أعاد الانضباط للفريق وصبغه بأسلوب أداء متميز. كما يدين الفريق بالفضل للاعب خط وسطه كريستيان إيركسن الذي أعاد إلى الجماهير ذكريات تألق اللاعب السابق الأسطورة مايكل لاودروب. وخلال مسيرة الفريق بالتصفيات كان إيركسن أفضل هدافيه برصيد 11 هدفا في 12 مباراة. والآن، ينتظر الفريق من إيركسن نجم توتنهام الإنكليزي الكثير في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، لا سيما وأن الفريق سيخوض فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة تضم المنتخب الفرنسي أحد المرشحين لبلوغ المربع الذهبي على الأقل، إضافة إلى منتخبي بيرو وأستراليا الطموحين. ويخوض المنتخب الدنماركي فعاليات المونديال الروسي واضعا في حساباته إمكانية تفجير مفاجأة بعد أكثر من ربع قرن من الزمان على تفجيره واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم. وفي 1992، شارك الفريق في كأس الأمم الأوروبية (يورو 1992) في اللحظة الأخيرة بعد استبعاد منتخب يوغسلافيا السابقة ولكن الفريق شق طريقه إلى منصة التتويج باللقب الأوروبي. تحديات كبيرة أنهى منتخب بيرو 36 عاما من الغياب عن بطولات كأس العالم وشق طريقه إلى المونديال الروسي من خلال احتلال المركز الخامس في تصفيات أميركا الجنوبية ثم الفوز على المنتخب النيوزيلندي بطل تصفيات أوقيانوسيا في الملحق العالمي. وخلال مسيرته في التصفيات، اعتمد الأرجنتيني ريكاردو غاريكا المدير الفني للمنتخب البيروفي على مجموعة من العناصر الشابة والوجوه الجديدة المطعمة ببعض عناصر الخبرة. وأعاد غاريكا الفريق لتقديم أسلوب اللعب الذي افتقده لعدة سنوات حيث لجأ إلى أسلوب اللعب القائم على التمريرات القصيرة المتقنة والاستحواذ بشكل جيد وكبير على الكرة. وأثمرت خطة غاريكا خاصة مع التزام اللاعبين وإخلاصهم للفريق وإصرارهم على العودة إلى المونديال. المنتخب الدنماركي يخوض فعاليات المونديال الروسي واضعا في حساباته إمكانية تفجير مفاجأة بعد أكثر من ربع قرن من الزمان على تفجيره واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم ورغم صعوبة التصفيات في قارة أميركا الجنوبية نظرا لتقارب المستويات بين معظم الفرق المشاركة فيها، انتزع منتخب بيرو المركز الخامس في جدول التصفيات ليحجز مكانه في الملحق العالمي الذي أطاح فيه بمنتخب نيوزيلندا في طريقه إلى المونديال الروسي. وافتقد غاريكا جهود مهاجمه المخضرم والمتألق باولو جيريرو نجم بايرن ميونخ وهامبورغ الألمانيين السابق في فعاليات الملحق العالمي بسبب إيقاف اللاعب لسقوطه في أحد اختبارات الكشف عن المنشطات. التمسك بالأمل كان المنتخب الأسترالي من أواخر الفرق التي حجزت مقعدها في المونديال الروسي، حيث تأهل للبطولة من خلال الفوز على منتخب هندوراس 3-1 في سيدني بإياب الملحق العالمي. وحجز المنتخب الأسترالي المقعد قبل الأخير خلال التصفيات المؤهلة للمونديال الروسي لتكون معاناته في التصفيات بمثابة جرس إنذار للفرق قبل خوض النهائيات. ويمتلك المنتخب الأسترالي، حامل لقب كأس آسيا، ثقة هائلة، ولكن رحيل المدرب آنجي بوستيكوغلو عن قيادة الفريق أثار بعض الجدل حول فرص الفريق في المنافسة على التأهل من مجموعته في الدور الأول للمونديال الروسي إلى دور الستة عشر للبطولة. وكان بوستيكوغلو(52 عاما) أحد أبرز المدربين في أستراليا خلال السنوات الماضية، كما نجح في توفير الدعم الجماهيري للفريق في هذا البلد الذي تسيطر عليه رياضتا الرغبي والكريكيت. ولكن الظروف ربما خدمت الفريق في اختيار البديل حيث جاء رحيل الهولندي بيرت فان مارفيك عن تدريب المنتخب السعودي بسبب خلاف على العقد الجديد بعد قيادة الأخضر إلى المونديال الروسي ليفتح الطريق أمام المنتخب الأسترالي للاستعانة بالمدرب الهولندي الذي سبق له قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا لكنه خسر أمام المنتخب الإسباني.
مشاركة :