تنطلق في قطر، الأحد المقبل، الحملة المشتركة لدعم الصومال تحت شعار (الصومال.. نداء الأشقاء)، بمشاركة أربع مؤسسات إنسانية قطرية هي الهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية، ومنظمة صلتك، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، بإشراف هيئة تنظيم الأعمال الخيرية وبدعم من صندوق قطر للتنمية.تهدف الحملة التي أعلن عنها أمس خلال مؤتمر صحافي، إلى جمع أكثر من 60 مليون ريال لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية للشعب الصومالي، وتوفير خدمات المياه والصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي، إضافة إلى التدخل الإنساني في المناطق المتأثرة من الفيضانات وتوفير المأوى والغذاء والمواد الطبية. وتضم قائمة المشاريع التي ستركز عليها حملة الصومال حفر الآبار وتأهيلها، وتأهيل شبكات المياه، ومشاريع توفير سبل الرزق ودعم القطاع الزراعي، وتعليم الأطفال، وبناء وتأهيل المدارس والمراكز الصحية، وتوفير العلاج للمرضى، وتوزيع السلال الغذائية، وإنشاء المراكز الاجتماعية، وإصلاح وإعادة تأهيل الطرق. ويعاني الصومال من أزمات حادة لعل أخطرها المجاعة التي تهدد 6.2 مليون نسمة، أي ما يقارب نصف السكان، بسبب النقص في المياه كما تشير إلى ذلك إحصاءات صادرة عن المنظمات الدولية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، فضلاً عن وجود ما يصل إلى مليونين ونصف المليون نازح، وحاجة أكثر من 400 ألف إلى مساعدات طبية عاجلة، وتدني معدلات الالتحاق بالتعليم حيث لا تتجاوز نسبة الملتحقين بالتعليم الابتدائي 30 % و26 % لمرحلة التعليم الثانوي. وأكد ممثلو المؤسسات الإنسانية القطرية خلال المؤتمر الصحافي أن هذه الحملة تأتي ترجمة لروح التضامن بين الشعبين القطري والصومالي، واستمراراً لموقف دولة قطر الرسمي والشعبي الداعم للصومال في كل الظروف، واستجابة للأوضاع الإنسانية في هذا البلد الشقيق نتيجة موجة الجفاف المتكررة والأوضاع غير المستقرة الناجمة عن النزاعات. صباح الهيدوس: تأمين 33 ألفاً و400 وظيفة للشباب قالت السيدة صباح الهيدوس الرئيس التنفيذي لمنظمة صلتك: «إن الوضع الإنساني في الصومال يحتاج إلى تعاضد وتعاون المؤسسات المعنية بالأعمال الإنسانية، ودعم جميع القطاعات وعطاء أهل قطر للمساهمة في التخفيف عن الصوماليين من خلال هذه الحملة».. مضيفة أن «الحملة تسعى إلى إغاثة المتضررين من الجفاف والمجاعة والفقر في المناطق الصومالية المتأزمة». وأوضحت أن مشاركة منظمة صلتك في الحملة تأتي استكمالاً لعملها الجاد في مكافحة الفقر وبطالة الشباب، التي تعد من أكثر المشاكل إلحاحاً في الصومال.. وقالت: «نحاول استثمار طاقات الشباب في تنمية هذا البلد، وحماية هذه الثروة البشرية الهائلة من أن تقع فريسة للجماعات المتطرفة». وذكرت أن المنظمة التي بدأت العمل في الصومال منذ العام 2012 نجحت في تأمين 33 ألفا و400 وظيفة للشباب والشابات في الصومال، وذلك بتسهيل وصول الشباب من أصحاب المشاريع الصغرى إلى التمويل وأسواق العمل، وتأهيلهم بالتدريب اللازم للإسهام في تنمية القطاعات الواعدة في ذلك البلد. النعمة: 4.4 مليون طفل صومالي غير ملتحقين بالتعليم من ناحيته، قال السيد محمد جاسم النعمة، ممثل إدارة تنمية الموارد بمؤسسة «التعليم فوق الجميع»: إن هذه الحملة تهدف إلى دعم المجتمع المحلي الذي يواجه تحديات جمّة أثّرت بشكل كبير على مؤشرات التنمية المستدامة الاقتصادية والخدماتية وغيرها. وأشار إلى الدور البارز لمؤسسة التعليم فوق الجميع في الصومال، من خلال عملها خلال السنوات الماضية على ترجمة رسالتها التنموية، التي تسعى إلى تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية عبر توفير التعليم النوعي، وتلبية احتياجات الأطفال والشباب والنساء، الذين يعانون من الفقر وويلات النزاعات والكوارث.. وقال: «نسعى إلى تمكين هذه الفئات لتصبح فاعلة في هذا المجتمع، وتساهم في عملية التنمية وتحقيق الاستقرار». وأضاف: تؤمن المؤسسة بأن التعليم هو أساس التقدم والازدهار، وهو المحفّز لإطلاق القدرات الكامنة للأفراد وتعزيز السلام والتعاون والتنمية المستدامة، ولهذا تعمل في هذا المجال من خلال برامجها الأربعة «علّم طفلاً»، و»الفاخورة»، و»حماية الحق في التعليم في ظروف النزاعات المسلحة وانعدام الأمن»، و»أيادي الخير نحو آسيا». وأكد ممثل إدارة تنمية الموارد بمؤسسة التعليم فوق الجميع أن المؤسسة ستضع قدراتها وشبكة علاقاتها وشراكاتها الدولية لخدمة قضية التعليم في الصومال، الذي يسجّل أدنى المعدلات في العالم في التحاق الأطفال بالتعليم الابتدائي.. مبيناً أن إحصاءات منظمة «اليونيسف» تشير إلى وجود 4.4 مليون طفل صومالي غير ملتحقين بالتعليم. وقال: «إن مؤسسة التعليم فوق الجميع ستساهم من خلال برنامجها «علّم طفلاً» في توفير التعليم الابتدائي للأطفال غير الملتحقين بالتعليم، وتنفيذ أعمال بناء وإعادة تأهيل الفصول الدراسية، وتوفير المواد التعليمية للمدارس، وتدريب المعلمين على المناهج التي تركز على الأطفال، وتطوير قدرات وإمكانات اللجان التعليمية المجتمعية في مجال الإدارة المدرسية». كما أوضح أن المؤسسة تسعى من خلال عملها في الصومال إلى معالجة عدد من العوائق التي تحول دون تعليم البنات، مثل الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال حملات التعبئة الاجتماعية للتشجيع على المساواة بين الجنسين في الحق بالتعليم. وأشار إلى أن المؤسسة وبالتعاون مع «اليونيسف» بدأت في عام 2014 مشروع «التعليم الرسمي للأطفال غير الملتحقين بالمدارس في الصومال»؛ حيث وفرت التعليم الابتدائي لما يقارب 64 ألف طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات، وبناء وتأهيل وتأثيث 800 صف دراسي، وتوفير مواد تعليمية لـ 308 مدارس لتعزيز جودة التعليم، فضلاً عن برامج التدريب وتنمية الإمكانات وغيرها. وحثّ المتحدثون خلال المؤتمر الصحافي أهل الخير في دولة قطر، أفراداً ومؤسسات وشركات، إلى دعم هذه الحملة لإغاثة المتضررين في الصومال من الكوارث، والوقوف إلى جانبهم لتعزيز التنمية وتحقيق الأمن والاستقرار. ومن المقرر أن تطلق المؤسسات الإنسانية القطرية، يوم السابع والعشرين من رمضان، بثاً مفتوحاً عبر قنوات إذاعية وتلفزيونية لحشد الدعم للحملة إلى جانب حملاتها عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي. الغامدي: الحملة واجب ديني وإنساني وأخلاقي تجاه الصومال الشقيق قال السيد محمد علي الغامدي -المدير التنفيذي للتعاون الدولي بجمعية قطر الخيرية- إن هذه الحملة المشتركة واجب ديني وإنساني وأخلاقي تجاه الصومال الشقيق، مؤكداً ثقته بدعم أهل قطر للحملة، لسد جزء من الاحتياجات الإنسانية للشعب الصومالي في مجالات المياه والصحة والتعليم والغذاء والمأوى، والمشاريع الأخرى الإغاثية والتنموية. وأشار إلى أن الوضع المتدهور لمختلف القطاعات الخدمية التعليمية والصحية في الصومال وضعف البنية التحتية ونقص الغذاء والدواء، إلى جانب مشكلات النزوح، نتيجة الكوارث والفيضانات والنزاعات. وقال: «إن تقارير المنظمات الدولية تكشف فداحة الأوضاع الإنسانية في هذا البلد، الذي يحاول النهوض من جديد». السادة: الفيضانات الأخيرة تسببت في تشريد قرابة 700 ألف صومالي لفت السيد يوسف عبدالله السادة المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري إلى أن الفيضانات الأخيرة تسببت في تشريد قرابة 700 ألف شخص، لتضاعف معاناة هذا الشعب الشقيق.. مؤكداً أن هذه الهبة الإنسانية القطرية تأتي للتخفيف من هذه المعاناة. وأوضح أن «الهلال الأحمر» سيعمل من خلال هذه الحملة في مختلف مناطق الصومال في قطاعات الرعاية الصحية والأمن الغذائي والمياه والإصحاح والتعليم والتدخل الإغاثي العاجل. وأشار إلى أن «الهلال الأحمر» الذي يعمل في الصومال منذ العام 2000، تمكن من تنفيذ مشاريع نوعية خلال السنوات الماضية، استفاد منها ما يقرب من 900 ألف شخص بشكل مباشر، ونحو 4.5 مليون شخص بشكل غير مباشر.;
مشاركة :