تزايد خطر «داعش» في شمال أفريقيا

  • 6/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عضو في القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة يشغل موقعًا بالقرب من المنطقة المركزية المعروفة باسم «الحي الأول» أثناء القتال ضد جماعة «داعش» المتحصنين في الساحل مدينة سرت ، شرق العاصمة طرابلس. (غيتي)طرابلس: عبد الستار حتيتة -بون: جاسم محمد* ليبيا أصبحت أكثر جاذبية، خاصة للمقاتلين الأجانب الذين يفرون من بلدان العراق وسوريا ودول الساحل الأفريقي. * إعادة تشكيل خلايا داعش داخل ليبيا، تعني أن هناك موجة تهديدات أكبر يمكن أن تتعرض لها دول المنطقة وأوروبا. كشف مسؤولون أمنيون وخبراء غربيون وعرب، عن تزايد خطر «داعش» في شمال أفريقيا، انطلاقاً من ليبيا التي تعمها الفوضى، وإمكانية انتشار خلاياه في البحر المتوسط وأوروبا، بعد خسارة التنظيم لأهم معاقله في العراق وسوريا خلال الشهور الماضية. وحاول «داعش» بناء أول مركز قوي له في مدينة سرت الليبية، وتشكيل قواعد موالية في بنغازي ودرنة، إلا أن السلطات المنقسمة على نفسها في ليبيا تمكنت، في نهاية المطاف، من طرد معظم عناصر التنظيم إلى الصحراء، في العامين الأخيرين. ويقول ولفغانغ بوشتاي، المحلل الأمني والسياسي الغربي، إنه بعد النكسة التي تعرض لها التنظيم في سرت، فإن «داعش» في ليبيا أصبح بعيدا عن تلقي هزيمة جديدة، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا ما بين 600 إلى800 من الجهاديين في ليبيا، وربما أكثر قليلاً. ويضيف أن هذا العدد يتكون من الجهاديين الذين نجوا من معارك سرت وبنغازي، إلى جانب خلايا في بلدات مختلفة في منطقة طرابلس الساحلية، وآخرين من الملتحقين حديثا بالتنظيم، والكثير من المقاتلين الجدد من دول الساحل، بالإضافة إلى الجهاديين الهاربين من سوريا والعراق. وتوجد أرضية خصبة لعمل التنظيمات الجهادية في شمال أفريقيا، يعود بعضها لما قبل مرحلة ظهور مثل هذه التنظيمات في العراق، بعد عام 2003. وفي سوريا بعد عام 2011. ومنذ خسارة تنظيم القاعدة معاقله في أفغانستان في أعقاب الحرب على الإرهاب، في 2001 عاد الكثير من «الأفغان العرب» إلى أوطانهم ومنها دول شمال أفريقيا، لتنشط من جديد على شكل كتائب وفصائل وتنظيمات صغيرة، تهدد أمن دول المنطقة وتتحرك عبر الحدود مستغلة الجغرافيا والتضاريس الصعبة.قوات «الوفاق الوطني» للحكومة الليبية تهاجم مقاتلي داعش بأسلحة ثقيلة وخفيفة في الحي الأول والمقاطعة الثانية في سرت (غيتي) ويعود تشكيل الجماعات الإسلامية في ليبيا وشمال أفريقيا والمغرب العربي عموما، إلى بداية التسعينات من القرن الماضي، عندما التحق عدد من الليبيين بموجة الجهاد في أفغانستان ثم دول أخرى. وبعد انقلاب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، عقب ما يعرف بـ«ثورات الربيع العربي»، وخروج تنظيم داعش من رحم التنظيمات الجهادية، حذرت أجهزة استخبارات غربية عدة، من احتمال نجاح هذا التنظيم في تشكيل خلايا سرية تهدد البحر المتوسط انطلاقا من شمال أفريقيا. وزاد هذا التحذير بعد عام واحد من خسارة «داعش» لمعقله الرئيسي في سرت في أواخر 2016. وتشن قوات تابعة للمجلس الرئاسي الليبي، بقيادة فايز السراج، حملة ضد المتطرفين في غرب البلاد، بينما يقوم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، بالحرب ضد التنظيمات المتطرفة في شرق البلاد، وسط تقارير أمنية عن فرار عدة مئات من عناصر «داعش»، من التمركز على الشريط الساحلي الشمالي، إلى الصحراء الجنوبية. ويقول مسؤول أمني إن عدة مئات من المقاتلين الفارين من سوريا والعراق، وجدوا طريقا آمنة للتسلل إلى داخل ليبيا عبر مسارين: الأول من الحدود الجنوبية، والثاني من الحدود الشمالية الغربية. ويضيف ولفغانغ أن ليبيا أصبحت أكثر جاذبية، خاصة للمقاتلين الأجانب الذين يفرون من بلدان العراق وسوريا ودول الساحل الأفريقي… «على الأغلب تنوي داعش استخدام جنوب ليبيا كملاذ آمن، وفقا للنموذج الذي تستخدمه (القاعدة) في المغرب الإسلامي منذ عام 2011». ويقول أيضا: «يمكن استخدام فزان بشكل مثالي كمركز تدريب ومركز لوجستي واتصالات لداعش، وكمنطلق لعملياته في الخارج في دول الجوار». ولا يقتصر نشاط «داعش» على الداخل الليبي. ولكنه استفاد من الفوضى في ليبيا للتمدد والعمل عبر حدود المنطقة، وسط مخاوف أوروبية من أن يتسلل البعض من عناصره ضمن موجات الهجرة غير الشرعية التي تعبر البحر المتوسط إلى دول الشمال. وعن حضور التنظيم في أفريقيا، يقول الدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في قضايا العنف والتطرف والهجرة، من مدينة مراكش المغربية، إن حضور «داعش» في القارة السمراء «أمر واضح»، مشيرا إلى أن التنظيم يعتبر البلدان الأفريقية ساحة مفتوحة أمامه لعدة عوامل، من بينها الماضي الاستعماري الفرنسي، وهشاشة بنية الدولة الأفريقية، ووجود مجتمعات قبلية، إضافة لظاهرة الترحال، والفساد السياسي الذي ينعكس بالضرورة على كثير من الأجهزة العسكرية في الدول الأفريقية. في عام 2013 لم يكن عدد الجماعات الإرهابية يتجاوز ثلاثين جماعة صغيرة، لكن اليوم أصبح عددها يتجاوز المائتين، بعضها مع «القاعدة» وبعضها مع تنظيم داعش، وفقا لبعض التقارير، وغالبها نتج عن انشقاقات داخلية بسبب تباين الولاءات للتنظيمين. ورغم الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، فما زالت هنالك معسكرات تدريب للتنظيمات الجهادية، في المناطق الصحراوية النائية التي تغيب فيها سيطرة الحكومات. ويقول الدكتور رحيم عبد القادر، الخبير في الجماعات المتطرفة ومستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، في اتصال من مدينة بنغازي، إن تنظيم داعش يعمل على إعادة ترتيب صفوفه، والعودة للواجهة مجددا، خاصة أن ظروف البلاد المستمرة في التردي على وقع الانقسام السياسي والأمني تساعده على ذلك، في منطقة جنوب ليبيا، أما المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها المشير حفتر، فقد فقدت خلايا التنظيم معاقلها، خاصة بعد دحره في أهم معاقله في مدينة درنة، قبل أن يستولي عليها تنظيم القاعدة في أواخر 2016. ويشن الجيش الليبي في الوقت الرهن حملة عسكرية ضد المتطرفين في هذه المدينة الساحلية. ويضيف الدكتور عبد القادر قائلا إن تسمية «جيش الصحراء» في جنوب ليبيا هو الاسم الجديد الذي ابتدعه تنظيم داعش بعد هزيمته في سرت وتشكيله قيادة شبه أفريقية، بقيادة الإرهابي الليبي المهدي سالم دنقو، ويضم ثلاث كتائب أغلبها أجانب وأفارقة تم تجنيدهم مؤخرا. ومن جانبه يوضح ولفغانغ بوشتاي، قائلا إن بعض الجهاديين من «داعش» عادوا إلى درنة ولا يزال فيها الكثير من الإسلاميين والإرهابيين الراديكاليين، مشيرا إلى أنه، وعلى الرغم من أن هذه العناصر هي بالتأكيد أقلية في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، فإن جميع السكان سيعانون بشكل متزايد من الصراع بين الإسلاميين والجيش الوطني الليبي، إذا لم تكن هناك طريقة للتوصل إلى تسوية. ويضيف أنه ليس من المقبول بالنسبة للجيش الوطني الليبي، ولا بالنسبة لمصر، أن تكون هناك مدينة كبيرة ذات أهمية استراتيجية، كملاذ آمن لبعض الإرهابيين. ويضيف أن الجيش الوطني الليبي يحقق في الوقت الحالي بعض التقدم الجيد نحو المدينة، ولكن بمجرد وصولهم إلى الضواحي، قد يصبح القتال أكثر دموية. وفي مناطق جنوب ليبيا يتنقل عناصر «داعش» بكل حرية، حيث تسيطر في تلك المناطق وتنتشر الفوضى والمجموعات المسلحة غير المنضبطة. وحذّر مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، من إمكانية عودة نحو 6 آلاف مقاتل أفريقي قاتلوا في صفوف «داعش»، إلى القارة السمراء، داعيًا الدول الأفريقية إلى الاستعداد بقوة للتعامل مع عودتهم، ومشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك تقارير تفيد بوجود 6 آلاف مقاتل أفريقي ضمن 30 ألفا انضموا إلى «داعش»، الأمر الذي يثير مخاوف من أن يتكرر ما حدث في الجزائر حين عاد مقاتلون من أفغانستان وأنشأوا جماعات مستقلة حصدت أرواح آلاف الأبرياء. ويقول باراك بارفي، الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة»، بواشنطن: لقد تم نقل مقاتلي «داعش» إلى ليبيا في السنوات الأخيرة، موضحا أن عدم الاستقرار هناك مثالي لمثل هذه المجموعات. ولكنه يضيف أن مناطق تمركزه بعيدة عن الساحل الليبي، حيث يعيش معظم السكان، وتم إجباره على النزوح إلى عمق البلاد. ونتيجة لذلك، فإن تأثيره محدود في المدن الليبية الشمالية. ويبدو أن التنظيم أصبح يقوم فقط بتنفيذ عمليات خاطفة في مدن الشمال الليبي، والعودة إلى مراكزه في الجنوب، إلا أن المخاوف من احتمال تسلل بعض عناصره في مراكب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ما زالت قائمة، أضف إلى ذلك أن تحركات «داعش» في الصحراء الليبية أصبحت أكثر ارتباطا بالتنظيم في باقي الدول الأفريقية الضعيفة أمنيا. ويؤكد الدكتور الكنبوري، أن أكثر المنافذ الحدودية النشطة هي التي تربط بين السودان وجنوب ليبيا مرورا بدولة تشاد لأسباب أمنية تتعلق بضعف الرقابة، وكذلك سياسية بسبب توتر العلاقات بين السودان وليبيا. ويقول إن التنظيم يتلقى دعما من بعض القوى المجهولة تتمثل في الوقود والسلاح والغذاء. ويضيف أن هناك حضورا للتنظيم في شمال أفريقيا وغربها والساحل وفي القرن الأفريقي خاصة الصومال. لكن لا يمكن معرفة حجمه بشكل دقيق. ويتابع قائلا إن التنظيم يراهن على استقطاب شباب البلدان الأفريقية بشكل كبير، خصوصا عبر استعمال مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكنه من اجتذاب مجندين جدد. ويقول الدكتور الكنبوري: ليس هناك شك في وجود علاقة كبيرة بين التنظيمات الإرهابية بشكل عام وشبكات تهريب البشر والمخدرات والمحروقات في منطقة شمال أفريقيا، لأن هناك مصالح متبادلة فيما بينها. إن تمكن تنظيم داعش من إعادة تشكيل خلاياه من جديد داخل ليبيا، وربما في بعض دول شمال أفريقيا الأخرى، يعني أن هناك موجة تهديدات أكبر يمكن أن تتعرض لها دول المنطقة وأوروبا.مراكب الهجرة ويخشى الأوروبيون من وصول خلايا تابعة لتنظيم داعش إلى القارة العجوز ضمن مراكب الهجرة غير الشرعية. وسبق أن قام الاتحاد الأوروبي بمناشدة مجلس الأمن الدولي دعم خططه لوقف تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط. وتعد الدول الأفريقية، خاصة النيجر والسودان وليبيا، بلدان العبور الرئيسية الثلاثة التي يمر بها المهاجرون قبل عبور البحر المتوسط إلى أوروبا. ومن المعروف أن القارة السمراء تشهد تزايدا في نشاط المتطرفين خاصة من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش. وحذر فابريسي ليجيري، المدير التنفيذي لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية «فرونتكس» في مارس (آذار) الماضي، من خطورة تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يمكن تتبعهم، لا سيما القادمين من تونس والجزائر إلى أوروبا. وأضاف ليجيري خلال تقديمه تقريرا للبرلمان الأوروبي عن عملية «ثيميس» التي تديرها إيطاليا على طول ممر وسط أوروبا، أن «التهديد الإرهابي لا يزال مرتفعا، وعلينا أن نتأكد أنه لا توجد عمليات عبور لحدود الاتحاد الأوروبي لا يمكن اعتراضها، لأن هذا يمكن أن يقرر مصير الأمن الأوروبي». وتابع أنه يجب أن يكون هناك مزيد من توجهات التكامل فيما يتعلق بإدارة الحدود، خاصة أن طائرات فرونتكس قد تمكنت من تتبع بعض تدفقات الهجرة من الجزائر وتونس لم يتم اعتراضها، وهذا الأمر يزيد من القلق الأمني، وأن هناك زيادة حادة في عدد الوافدين من المغرب والجزائر، والذين تم تسجيلهم في إسبانيا. وتعهدت دول الاتحاد الأوروبي وبمصادقة مجلس الأمن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على تسيير سفن حربية بالتعاون مع السلطات الليبية عند السواحل الليبية، على غرار ما يجري الآن في بحر إيجة وبدعم من دول «الناتو» ووكالة «فرونتيكس». والهدف من ذلك هو الحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين وعمليات تهريب البشر والسلاح. ويمكن أن يتأثر واقع الأمن في دول المنطقة إقليميا ودوليا، خاصة داخل دول أوروبا، بما يجري من أنشطة «جهادية» في أفريقيا. فلم تعد خريطة عمل الجماعات المتطرفة مغلقة، بقدر ما هي منفتحة بعضها على بعض، ولا تمثل الحدود الجغرافية قيودا على حركتها.سياح يحملون العلم التونسي بطول شاطئ مدينة سوسة الساحلية تنديدا بمقتل 38سائحاً وإصابة العشرات على شاطئ سوسة يوم 28 يونيه عام 2015 (غيتي) وتوجد في أفريقيا الكثير من التنظيمات المتطرفة. وبرز معظمها في السنوات العشرين الماضية، لكن أخطرها يتمثل في الجماعات القريبة من تنظيم داعش مثل تنظيم بوكو حرام ومقره الرئيسي في نيجيريا، وتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا والذي يتزعمه الجزائري مختار بلمختار، بالإضافة إلى النشاط الملحوظ للتنظيمات المتطرفة الأخرى في ليبيا وعبر حدودها مع عدد من دول الجوار. ومن أبرز هذه الجماعات المتطرفة تنظيم «أنصار الشريعة» الذي يتكون من تونسيين وليبيين ومصريين، وله فروع في كل من تونس وليبيا. وبدأ هذا التنظيم عبر جماعات جهادية جديدة ظهرت، بعد القذافي. وكان يقود التنظيم في بنغازي محمد زهاوي، الذي قتل قبل أكثر من عام أثناء مواجهات مع الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر. ومع ذلك احتفظ التنظيم بعلاقات مع السلفية الجهادية في ليبيا والتي تمثل جماعة ظل أنصار الشريعة في درنة بقيادة سفيان بن قومو، أحد سجناء معتقل غوانتانامو سابقا. وهناك تنظيم المرابطون الذي أعلنت عنه الجماعات الجهادية. ويقوده بلمختار وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وفي مالي والصحراء الكبرى التي سيطرت لفترة على شمال مالي ثم اتحاد تلك الجماعات في حركة واحدة تحمل اسم «المرابطون». أما تنظيم داعش الذي ظهر في ليبيا، فقد أثار انتباه دول العالم إلى ما يمكن أن تمثله ليبيا من خطر مستقبلا على المنطقة في حال تمكن هذا التنظيم من خلق مراكز له كما حدث في سرت، قبل طرده منها. ويعني وجود «داعش» في ليبيا انفتاحا على شمال وغرب أفريقيا التي تعيش مناخا «جهاديا» منذ عقد التسعينات. ويمكن أن تمنح جغرافية ليبيا التنظيم التوسع ورمزية «عولمة الجهاد» في ذات الوقت تمنحه فرصة للوصول إلى الترسانة الكيميائية من النظام السابق وهو يعيد تجربته في العراق. وفي أبرز صورة على تعاون الجماعات المتطرفة مع بعضها البعض في شمال أفريقيا، لم يظهر أي تنافس كبير بين أنصار تنظيم القاعدة وأنصار تنظيم داعش، باستثناء المواجهات التي جرت بينهما في درنة في أواخر 2015. وترتب عليها نزوح عدد كبير من عناصر «داعش» من درنة إلى سرت. وحتى هذا النوع من الخصام لم يدم طويلا، حيث عادت هذه الجماعات مرة أخرى إلى التعاون، في محاولة منها لصد الهجمات التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي ضد مقاتلي ما يعرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة»، الأقرب إلى «القاعدة». وتوجد صلات بين قيادات متطرفة موالية لـ«داعش» وأخرى موالية لـ«القاعدة» في الصحراء الأفريقية، خاصة قرب الحدود المشتركة بين ليبيا ودول أخرى مجاورة لها. وينشط مع تنظيمات «القاعدة» و«داعش» جماعة أنصار بيت المقدس المصرية، وجماعات من النيجر ومالي والسودان وتونس والجزائر. ويعد غض الطرف عن العبور في الممرات الصحراوية، أقل درجة من درجات التعاون بين المتطرفين في الصحراء الأفريقية. وتجد الأجهزة الأمنية المختصة عبر ضفتي البحر المتوسط صعوبة كبيرة في معرفة المتطرفين الذين يستغلون موجات الهجرة غير الشرعية للوصول إلى أوروبا، خاصة بعد أن خرجت الكثير من التهديدات من الجماعات المتشددة بـ«غزو روما».

مشاركة :