كلمة لهذه القبائل المحترمة، أرجو أن يخرج الله من أصلابكم من هو ناصح أمين وينبذ عنكم هذه الجاهلية التي تريدون بها السيطرة والمحاربة، وانفتحوا على ثقافات وحضارات الآخرين واستبصروا حقيقة وسماحة الإسلام الحق في كفالة كل طالب علم، فبسماحة الإسلام وأهله الحقيقيين وصل إلى أصقاع العالم وتبادل الناس علومهم وانتشرت المحبة والسلام. هل يعقل ونحن في سنة ٢٠١٨ أن نرى كل قبيلة تهنئ أبناءها فقط بمناسبة تخرجهم، وتعلن استعدادها لتقديم الخدمات الخاصة لهم دون غيرهم؟! وما يزيد الطين بلة أنهم رفعوا شعار جامعة الكويت، هذا الصرح الحكومي المستقل غير المنتمي لأي قبيلة، وسطروا أسماء قبائلهم بجانبه، وكأنها جامعتهم، أنا هنا لا أصغر من شأنهم، فكلهم محترمون، لكن هذا العرض جعلني أعيش عصر الجاهلية وسوق عكاظ، كلٌّ يقدم أبناءه لاحتلال هذا الصرح المستقل، فما بالنا كلما تقدمت الأمم تراجعنا فكريا وتخلفنا عن الركب، هل هي "مافيا"؟ نعم "مافيا" والدليل أنه لا يعين إلا من قبائل هذه المافيا، ولا يخرج إلى البعثات إلا من هو منهم، حتى عندما قررت أن أعمل في هذا الصرح (بواسطة) أخبروني بأنه سيتم تعيينك مقابل أن تعطي أبناءنا علامات كاملة، فرفضت مثل هذا المبدأ القائم على الاستغلال والسيطرة بطريقة همجية. بمثل هذا التفكير الشائن تتخلف بلادنا، من هنا تتم البرمجة غير الواعية بأننا نحن الأفضل وغيرنا رعاع، نحن الأول وغيرنا أتباع، لنا الأحقية والآخرون همل، وأشكر للحكومة استنكار لهذه اللافتات التي ترجعنا إلى الجاهلية، لكن عليها أيضا أخذ موقف حازم للحفاظ على هذا الصرح المتبقي مما يرمز لثقافة وتطور الكويت، فتنظفه من هذا الفكر المتطرف والذي يعود بنا إلى الجاهلية الغبراء، وأن تضع كل شخص مؤهل وتقبل كل طالب مجد بتعبه دون النظر إلى أي قبيلة ينتمي؟ أو إلى نهاية اسمه المحلاة بـ (ال)، بل تسجل في الجامعة من يستحق فعلا، وتوظف بناء على الأهلية المشهود لهم بالثقة والأمان والإنجازات الكبيرة، وتحطم القوانين الشائنة والتي وضعت من غير دراسة بخصوص التوظيف والقبول في الجامعة وإرسال البعثات، وتوكل لهذا الصرح القوي الأمين، وتكون جادة فعلا أمام الله قبل أي أحد. وكلمة لهذه القبائل المحترمة، أرجو أن يخرج الله من أصلابكم من هو ناصح أمين وينبذ عنكم هذه الجاهلية التي تريدون بها السيطرة والمحاربة، وانفتحوا على ثقافات وحضارات الآخرين واستبصروا حقيقة وسماحة الإسلام الحق في كفالة كل طالب علم، فبسماحة الإسلام وأهله الحقيقيين وصل إلى أصقاع العالم وتبادل الناس علومهم وانتشرت المحبة والسلام، سيروا على هذه الخطى بدلاً من أن توغروا القلوب بالحقد والكراهية والأفضلية، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فاتقوا الله.
مشاركة :