لطالما تمنى أن تصل قدراته في الرسم إلى العالمية، وحظي بمكانة مؤثرة بين شباب مواقع التواصل الاجتماعي حتى صار من بين الـ50 الأكثر تأثيرًا فيهم. تجاوز العشرين بأعوام أربعة، لكنه يمتلك من أدوات الحياة الكثير. يرى في المرأة ملهمة، وصاحبة حق إنساني أصيل، وينظر إلى البراءة بأنّها ليست كما جعلتها الأجيال السابقة وورثتها الأجيال الحالية، مشدّدًا على أنَّ البراءة ليست مختصة بالأطفال، ولا علاقة لها بالسذاجة، البراءة هي أن تكون في الضوء نقيًا من جميع شوائب الظلام، فخورًا بعيوبك ومزاياك، لا نفاق، لا خوف، ثقة، إرادة، حرّية، قوة. إنّه الفنان مشاري الغامدي، الذي تمكن من الحصول على الاعتماد الرسمي من الأكاديمية الأميركية العالمية للفنون والإبداع. المرأة عند الفنان مشاري الغامدي: وفي حوار خاص لصحيفة “المواطن“، تحدث مشاري عن المرأة في حياته، وموقعها الإنساني، مؤكّدًا أنَّ “المرأة هي رمز للجمال في كل الأمور، وهذا لا يعني أنَّ الرجل لا يملك الجمال، أو أنَّه لا يوحي بالجمال، ولكن غالبًا الرسم أو الشعر أو أي نوع من الفنون، عندما يتجه للرقة والمشاعر الرقيقة ستجسده المرأة وتصل الصورة للمشاهد بكل سهولة، أيضًا العظمة والطموح قد تجسدها المرأة، لذا أستخدم جمال المرأة للتعبير عن أحاسيسي عندما أبدأ بالرسم، وهذا ما جعلها تصل للمشاهد”. وكشف مشاري، عن الانتقادات التي تعرّض لها بالحديث عن المرأة السعودية وحقوقها، أنَّ “الانتقادات التي طالتني بخصوص دفاعي عن المرأة طالتني لسنوات طويلة، بجميع الأشكال والألوان، لكنني لم أزال مؤمنًا جدًّا بحقوقها، وأنَّها شريكة بالمجتمع، ولن يؤثر أي انتقاد في وجهة نظري البديهية الطبيعية تجاه المرأة ومساواتها مع الرجل”. التأثر والتأثير في المجتمع والفن: وعن فترة دراسته في بريطانيا، يخبر مشاري قراء “المواطن“، أنَّه “درست لفترة في معهد كابلان ببريطانيا، لتحسين جودة لغتي الإنجليزية. طبعًا تعلمت الكثير في هذه الفترة وصقلت شخصيتي، فضلًا عن أنّها فترة جعلتني أتعلم كيفية الاعتماد على النفس في أمور حياتي. كانت تجربة جميلة جدًّا وأكسبتني الثقة بالنفس والحضور”. وكونه واحدًا من خمسين شابًّا سعوديًّا يعتبرون الأكثر تأثيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي وفق تصنيف “إلمام”، أكّد مشاري أنَّ غالبية تغريداته عبر موقع “تويتر”، تركت أثرًا كبيرًا على نفسه، وجعلته يتعرف على نفسه أكثر. وأضاف: “أنا ممتن للكتابة جدًّا”. أما عن نظرته للضوء والظلام، وتأثره بالبراءة الإنسانية الحقيقية، قال مشاري: “البراءة والإنسانية والضوء تجسد جزءًا مني، وربما يكون جزءًا دفينًا، لهذا دائمًا أحاول أن أبرزه بأعمالي”. الدعاية السلبية ومفاجأة للقارئ: وتعرّض الفنان التشكيلي مشاري الغامدي للكثير من الدعاية السلبية التي سبقت كتابه الأول “قوة البراءة”، والتي تركت أثرًا كبيرًا في استيعاب المجتمع للكتاب، إلا أنَّه أكّد أنّه “أنا بطبيعتي أتمتع بضبط الأعصاب، وبهذا استطعت أن أوجه الدعاية السلبية لخدمة كتابي وانتشاره، حتى بيعت منه نسخ كثيرة- الحمد لله”. وكشف مشاري، في حواره الخاص مع صحيفة “المواطن“، وفي مفاجأة لكل متابعيه، أنَّه الآن “في طور كتابة رواية، وستكون هي كتابي الثاني”. عهد المملكة الجديد في الفن: وأكّد مشاري، أنَّ المملكة الآن تخطو خطوات جبارة في الانفتاح نحو العالم، ومشاركة ثقافتنا، وهذا ما يجعلني مطمئنًا أنَّ المملكة ستدعم الفن بجميع أنواعه. أما في شأن موقع الفن التشكيلي في حياة الإنسان السعودي، وإلى أين يتّجه، أوضح الفنان التشكيلي والإنسان مشاري الغامدي أنَّه “لا زال الفن التشكيلي مبهمًا لدى السعوديين، والعرب بشكل عام، لأنه فن مستحدث يخلقه الرسام من العدم ومن وحي خياله، ولكن الفترة الأخيرة أصبح هناك اهتمام واضح من السعوديين في الفن التشكيلي، وهذا بسبب ظهور فنانين للساحة، وتطور الذوق الفني العام، ولو كان بشكل بسيط”. وفي ختام حديثه إلى “المواطن“، أعرب الفنان والكاتب مشاري الغامدي، عن أمنيته بأن يكون “عند حسن ظن الجميع، وظن وطني، وظن نفسي بي”.
مشاركة :