دعا عدد من المختصين وزارة الصحة إلى التفاعل بجدية مع اللائحة الأساسية للبيوت الاجتماعية، التي وافق عليها مجلس الوزراء الاثنين الماضي، من خلال تأمين بيوت للمرضى النفسيين الهائمين في الشوارع اذا لم تقم بتحويلهم الى وزارة الشؤون الاجتماعية، معتبرين ان وجودهم في الشوارع يشكل خطرًا على المجتمع. وقال أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الرديعان: إن وجود مثل هذه البيوت مسألة في غاية الضرورة والأهمية لسببين: حماية المجتمع للحد من حالات التشرد والضرر الذي قد يوقعه المتشرد على الآخرين، والسبب الثاني حماية هؤلاء ممن يصعب على أسرهم رعايتهم. واضاف إن مجتمعنا السعودي مر ويمر بتحولات مهمة بعضها سلبي وهناك الكثير من الايجابيات بالطبع. ومن الأمور السلبية التي يلزم عدم تجاهلها وهو ما فطنت له وزارة الشؤون الاجتماعية أهمية وجود رعاية أسرية لمن لا يتوفر على أسرة أو أن أسرته لسبب من الأسباب تخلت عنه. وقد يكون ذلك بصورة بيوت رعاية تقدم خدمات إيوائية وصحية لمن هم بحاجة لها. وقال: يدخل ضمن ذلك كبار السن ممن فقدوا ذويهم أو أن أسرهم تخلت عنهم، وكذلك بعض المرضى النفسيين ممن يصعب رعايتهم من قبل أفراد الأسرة والذين قد يكون بقاؤهم مع الأسرة فيه خطورة شديدة، ولاسيما أنهم قد يخرجون للشارع كما في حالة «أبو ملعقة» الشهيرة الذي ارتكب جريمة بشعة تمثلت بقتل أحد العمالة الوافدة في مكان عام وأمام المارة. وبين أن جميع هذه السلبيات المرتبطة بالعصر قد يصاب بها بعض الأفراد مما يستلزم تقديم الرعاية لهم وان ذلك لن يكون ممكنا بصورة صحيحة إن لم يتم الاهتداء إلى هؤلاء لتقديم الخدمة لهم خاصة في ظل تخلي بعض الأسر عن دورها في هذا الجانب. بعد إنساني من جانبه قال المستشار خالد بن عبدالرحمن الفاخري: إنه استمرار للقرارات ذات البعد الإنساني التي تتخذها المملكة في سبيل توفير الحياة الكريمة لفئات المجتمع ومن ضمنهم من تشملهم اللائحة الأساسية للبيوت الاجتماعية. وأضاف: نتطلع أن يكون هناك تفعيل يوازي الاهتمام المعطى لهذه الفئة كما يحقق رؤية الدولة في توفير أسر بديلة لمن فقدوا الحياة الأساسية مع أسرهم لعدة أسباب ..وقال نأمل أن تكون هذه اللائحة تطبيق يحقق الهدف من وجودها، مؤكدا انه لابد أن يكون تلمس احتياجاتهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم. من جانبه قال المحامي والمستشار القانوني أحمد الراشد أن هناك تطورًا ملموسًا من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم خدمة أساسية للرعاية الاجتماعية فيما يتعلق بالمسنين والمسنات بدل النظام القديم الذي لم يتمكن من تقديم أي خدمة خاصة للمسنين والمسنات ودور الفتيات. واشار الى أن هذا النظام يشمل بالكامل في تقديم الرعاية لمن يحتاج الرعاية الصحيحة والاجتماعية والاقتصادية ممن فقد احد ذويه أو لايوجد من يرعاه. ويشمل المرضى النفسيين ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الصحة والشؤون الاجتماعية في نقل المهام بما يخص تأمين مأوى لرعايتهم.
مشاركة :