خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح لدى بيل جيتس تقليداً سنوياً في تقديم مجموعة من الكتب التي ينصح بقراءتها في الصيف. وفي هذا العام، اختار جيتس كتباً يمكن أن يستمتع بقراءتها القراء من جميع التخصصات، وليس عليك أن تكون عبقرياً أو مؤسساً لشركة عملاقة لتقدر أياً منها. ولكن من خلال ملخصه الموسع عن كل عمل، يسارع جيتس للإشارة إلى النقاط التي يخاطبه فيها كل كتاب، والتي تقدم أيضاً العديد من الدروس التي تتعلق بشكل خاص بأصحاب المشاريع ورجال الأعمال. وإليكم في هذا السياق قائمة بهذه الكتب: 1- «ليوناردو دافنشي»، تأليف والتر آيزاكسون: نصيحة الكتاب: اتبع فضولك، ولكن لا تنجرف بعيداً. لدى جيتس ولع خاص بالمخترع اللامع والفنان ليوناردو دافنشي، ففي العام 1994 دفع 30 مليون دولار في مقابل الحصول على مذكرة علمية لدافنشي والتي تعرف باسم «مخطوطة ليستر». ويبرز جيتس سيرة والتر آيزاكسون لأسطورة عصر النهضة لتسليطها الضوء على ما يميز دافنشي حقاً. ويوضح جيتس أن «السمة الأهم التي تبرز بشخصية ليوناردو دافنشي هو فضوله وشعوره بالاندهاش»، مضيفاً:«عندما أراد أن يفهم شيئاً، سواء كان تدفق الدم عبر القلب أو شكل لسان نقار الخشب، فإنه يراقبه عن كثب ويكتب كل ما يراه في مذكرته، ثم يحاول فهم كل شيء». إلا أن هذا التركيز الشديد يمكن أن يذهب إلى أبعد من اللازم: حيث يشرح الكتاب أنه خلال عملية نحت دافنشي لتمثال يتضمن حصاناً، تعلم رائد عصر النهضة الكثير عن الخيول، لدرجة أنه أنشأ نظاماً جديداً لإطعامها، وكذلك صمم إسطبلات أنظف لها. ربما تكون هذه كلها أفكار رائعة، إلا أن التمثال لم يكتمل أبداً. 2-«كل شيء يحدث لسبب والأكاذيب الأخرى التي أحبها»، تأليف كيت بولر: نصيحة الكتاب: لا تتعثر في البحث عن سبب، فالأشياء السيئة تحدث للأشخاص الصالحين.كانت أستاذة علوم اللاهوت، كيت باولر، 35 عاماً، متزوجة ولديها طفل صغير، عندما تم تشخيصها بسرطان القولون في المرحلة الرابعة. وقبل تشخصيها بالمرض، ألّفت بولر «كتاب الازدهار»، والذي يصفه جيتس بأنه «الفكرة الشائعة بين بعض المتدينين بأن الله يكافئ المؤمنين بالصحة والثروة». وفي حين أن بولر لا تؤمن بهذه الفكرة بشكل كامل، فإن مرضها غير تفكيرها للأفضل. وبالإضافة إلى اضطرارها إلى متابعة خيارات العلاج اليومية التي يمكن أن تساعدها على البقاء حية لتربية طفلها، كانت بولر تطرح على نفسها بعض الأسئلة الكبيرة مثل: لماذا أنا؟ وهل هذا اختبار؟ ويشير جيتس إلى أن بولر تجيب على سؤال «لماذا» بطريقة مقنعة من خلال رفض قبول الفرضية. ويدخل جيتس في الحديث عن الموضوع بطريقة غير متوقعة، حيث يروي قصة مؤلمة عن أحد أجداده، ويقول في ذلك: «لقد كان أجدادي متدينين جداً وكانوا يعتقدون أنه في حال مرض أحدهم، يكون قد أصيب به لاقترافه ذنباً. وعندما أصيب جدي بمرض خطر، كان يحاول جاهداً معرفة ما الذي فعله، لكنه لم يستطع التفكير بأي شيء، لذا ما كان به إلا إلقاء اللوم على زوجته. لقد توفي وهو يعتقد أن سبب مرضه هو ارتكاب زوجته خطيئة مجهولة».وتناقش بولر كيف يمكن لأولئك الذين يحاولون دعم شخص وقع في مصيبة أو أصيب بمرض خطر أن يتعاملوا معه بعيداً عن إلقاء اللوم والتصريحات المؤلمة، وتتضمن قائمتها 6 طرق لدعم الأشخاص بشكل جيد. 3-«لينكولن في المقبرة»، تأليف جورج ساندرز: نصيحة الكتاب: انظر بعناية إلى نتائج قرارات البشر. هل تعتقد أنك تعرف كل شيء عن أبراهام لينكولن؟ فكّر مرة أخرى! إن الرواية الوحيدة في قائمة بيل جيتس، «لينكولن في المقبرة»، سوف تغيّر كل شيء تعرفه عن الرئيس الأمريكي السابق. تجري الرواية على مدار ليلة واحدة طويلة وحزينة، يزور خلالها أبراهام لينكولن قبر ابنه الراحل، ويلي، الذي توفي عن عمر ناهز 11 عاماً فقط بعد إصابته بحمى التيفوئيد في عام 1862. بالطبع أن لينكولن وابنه ويلي شخصيات حقيقية، لكن الأحداث في رواية ساندرز خيالية، وهي تتمحور حول مشاعر الحزن التي انتابت الرئيس الأمريكي خلال زيارته لقبر ابنه. وكتب بيل جيتس:«على الرغم من كونه عملاً خيالياً، إلا أنه قدم رؤية جديدة جعلتني أعيد التفكير في أجزاء من حياة لينكولن، كما جعلتني أفكر بشكل كبير في عواقب القرارات». وأضاف جيتس:«أصبح لدى الرئيس الأمريكي فهم جديد للحزن الذي يخلقه في عائلات أخرى بإرساله لأبنائهم للموت في المعركة. عليه أن يختار، هل يجب أن تستمر الحرب؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكننا أن نضمن أن النتيجة النهائية تبرر تكلفة مثل هذه المعاناة؟». 4-«قصة الحياة: التاريخ الكبير عن كل شيء»، من تأليف ديفيد كريستيان: نصيحة الكتاب: عالمنا مترابط، ولم يفت الأوان بعد للتعرف على ذلك.عمل جيتس والباحث ديفيد كريستان، مؤلف «قصة الحياة»، على مشروع التاريخ الكبير، وهو برنامج يهدف إلى تشجيع المدارس على استخدام منهج الدراسات الاجتماعية الذي يعرف باسم «التاريخ الكبير». وتبدأ الدورة ب نظرية الانفجار العظيم وغيرها من الأحداث التي شهدها الكون قبل 13 مليار سنة، ودمجها بوجهات النظر المتعددة في كل شيء من الكيمياء إلى الأنثروبولوجيا، وكلها مبنية على العلم الحديث.وكتاب «قصة الحياة» هو في الأساس دورة مكثفة في التاريخ الكبير، وفقاً ل جيتس الذي يقول إن الكتاب يقسم ال 13 مليار سنة إلى 8 «عتبات» أو لحظات مثلت نقطة التحول الرئيسية مثل الظهور الأول للبشر. ويتم تدريس هذه الدورة التدريبية في عدد متزايد من المدارس، ويمكن للبالغين المشاركة في هذه الدورة عبر الإنترنت والتي مدتها 6 ساعات، أو شراء هذا الكتاب الذي يحتوي على بعض الأشياء التي لا يمكن تضمينها في الدورة. 5-«الوقائع»، تأليف هانس روسلينج: كجزء من عمل جيتس في مؤسسة «بيل وميلندا جيتس»، فإنه يستخدم مصطلحات «المتقدمة» و«النامية» في كثير من الأحيان. لكن كتاب «الوقائع» من تأليف المحاضر السويدي الراحل هانس روسلينج، قد علم الملياردير أن هذه المصطلحات ليست دقيقة تماماً. لا يستطيع المرء ببساطة تقسيم العالم إلى غني وفقير، كما يشير روسلينج في كتابه، حيث يقارن ذلك بالنظر إلى المباني الأخرى وأنت على قمة ناطحة سحاب، حيث سيبدو كل شيء صغيراً. ومن أجل فهم الفقر بشكل أكثر وضوحاً وكيفية التفكير فيه بطريقة مفيدة، يقسم روسلينج سكان العالم إلى 4 مجموعات من حيث الدخل. ويعيش مليار شخص في المستوى الأولى وينامون على التراب ويقضون معظم أيامهم وهم يمشون حفاة للحصول على المال. وفي الطرف الآخر، يمتلك مليار شخص ثري سيارات ويستمتعون بالإجازات الطويلة. وفهم هذا الإطار يمكننا من قياس التقدم المحرز لمحاربة الفقر. وهذا الكتاب مكرّس لشرح الغرائز ال 10 التي تمنعنا من رؤية العالم بواقعية، حيث يمكن لعناوين الأخبار أن تثير مخاوفنا من دون داعٍ، كما أن تحيزنا الفطري يمكن أن يقودنا للمبالغة في ردة الفعل. ويقول جيتس إن هذه الغرائز تجعلنا بشراً، مشيراً إلى أن التغلب عليها ليس بالأمر السهل. ولاحظ جيتس أن روسلينج رفض الحكم على الآخرين بسبب تصوراتهم الخاطئة، وإنما يريد أن يعلمهم فحسب.