محمد سعيد الشريف A A كشف تجار وبائعون في محلات الملابس الجاهزة والأقمشة عن تراجع المبيعات بنسبة 40% في رمضان، نتيجة خروج الوافدين وضعف مستويات القوة الشرائية للمستهلك السعودي، متوقعين خروج 30% من المنشآت والمستثمرين خلال العام الحالي، نظرًا لارتفاع التكلفة التشغيلية وقلة العمالة السعودية. وقدرعضو لجنة الملابس الجاهزة والأقمشة في الغرفة التجارية بجدة وليد العمارى متوسط التراجع في مبيعات القطاع بنحو 30-40% خلال شهر رمضان مقارنة بنفس الفترة من الأعوام السابقة نتيجة لعدة عوامل أبرزها انخفاض القوة الشرائية بسبب تحفظ المستهلك السعودي في الشراء، مقارنة بالسنوات السابقة لكثرة التزاماته المالية إضافة إلى قلة العملاء الوافدين بعد خروج نحو 400-500 ألف وافد وفقًا للأرقام الرسمية في الفترة الأخيرة ومحدودية القوة الشرائية للمعتمرين والذي يفضل كثير منهم الشراء من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما يفسر انشغال أغلب التجار العام الحالي بتصريف المخزون بدلا من إحضار موديلات أو تصميمات جديدة قبيل موسم رمضان والأعياد والإجازات المدرسية. وتوقع خروج 30% من المنشآت أو المستثمرين في العام الحالي من القطاع، مشيرًا إلى أن 2018 سيكون من أصعب الأعوام على قطاع الملابس والأقمشة نظرًا لارتفاع التكلفة التشغيلية وقلة العمالة السعودية الماهرة والمدربة وذات الاستمرارية في القطاع، مؤكدًا أن أغلب السعوديين المتقدمين للعمل في هذه الصناعة من حملة الشهادات الجامعية وبعضهم، لا سيما النساء، كان يمتلك محلات نسائية، مما يجعل عملية إقناعهم إو إغرائهم بهذه النوعية من الأعمال أمرًا صعبًا، مما يدفعهم لعدم الاستمرار في العمل. ودعا العماري وزير العمل الجديد إلى التوازن والتدريج في برامج التوطين مع الأخذ في الاعتبار رأي التاجر، مشيرًا إلى أن رجل الأعمال يبحث عن العامل المنتج بغض النظر عن الجنسية، مطالبًا السعوديين الراغبين في العمل إثبات كفاءتهم وإنتاجهم والتزامهم بالعمل لصاحب المنشأة. وأكد خالد باقلالق، بائع في أحد محلات الملابس الجاهزة بحي الكندرة بجدة، أنه رغم انخفاض أسعار الملابس خلال العام الحالي إلا أن التكاليف زادت على التاجر، مما انعكس على سعر المنتج النهائي وجعل الانخفاض غير محسوس للمستهلك، مشيرًا إلى أن الانخفاض بلغ 50% في فساتين السهرة والاسبورتات 35% وفي العبايات 30% . وأضاف: إن بعض التجار لجأ إلى تخفيضات مغرية للحصول على رأس المال لبعض أنواع الملابس التي لم يتم بيعها نتيجة الركود الحالي والذي خفض المبيعات بنسب تتراوح بين 20% و40% ، خاصة في الملابس النسائية أكثر من الرجالية، لافتًا إلى أن أغلب المحلات بدأت في إجراء تخفيضات لتصريف المخزون. وقال مدير أحد المحلات الكبرى في جنوب جدة محمد باضروس: إن موسم رمضان يعد موسم المحلات الشعبية في جميع المجالات وخاصة مجال الملابس، مشيرًا إلى أن 70% من الأقمشة تأتي من الصين وتعد غير مكلفة مثل البضائع الكورية واليابانية التي تشكل 15% . وشكك باضروس في انخفاض الأسعار في السوق، مؤكدًا أنها لم تتغير كثيرًا رغم الركود وأن أي نقص في السعر العالمي سيغطي الارتفاع المحلي في التكلفة، مطالبًا المستهلك بضرورة التثقيف قبل الشراء لمواكبة أي تضخم في الأسعار.
مشاركة :