نبّه الداعية سلطان بن مطر العصيمي المتخصص في قسم العقيدة والفلسفة والمحضر للدكتوراه إلى السهر والمنافسة في الطعام والتباهي به بتصويره في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا عبر السنابات شات أو الإسراف في المأكل والمشرب في شهر رمضان أو في عيد الفطر المبارك. وقال الداعية العصيمي إنه لم يكن رمضان ليمر على الأمة الإسلامية دون أن يغير مسارها وسلوكها، فهو حدث يمر على الأمة يلحظ بمروره تغيير في مسارها وسلوكها وهو نفحة من نفحات الله يرسلها على عباده، كي ينهلوا من الأجور، ويهذب النفوس، وقد اتفق أهل العلم على أن رمضان من أفضل الشهور، وأن فيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، وهذا مشهور ومعلوم من الدين بالضرورة، يكفي في هذا الشهر أن من صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. وأشار الداعية العصيمي إلى أنه حينما نتكلم عن مزعجات رمضان فإن مرادنا السلوكيات التي تفعل في رمضان، وقد تضافرت الأدلة على النهي عنها، وأن من المزعجات التي تظهر في رمضان السهر لغير حاجة مما ينتج عنه ضياع حقوق الخالق وحقوق الخلق، فأما حقوق الخالق فتضيع بترك الفرائض كصلاة الظهر والعصر، وأما حقوق الخلق في تضييع ما هو مطالب به شرعًا، كعامل في عمله فهو يأتي في وقت الدوام وهو متعب من السهر مما ينتج عنه ضياع حقوق الخلق. وأضاف الداعية العصيمي: أن من مزعجات رمضان "التباري في الطعام بالتنافس في صنع الطعام، وهذا الفعل ورد النهي عنه فقد صح في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل، مشيرًا إلى أن التباري حاليًا له صور منها المباهاة بالطعام عن طريق شبكات التواصل وخصوصًا السناب شات، وهذا واضح بجلاء لمن تمعن فيما يعرض في السنابات، والمباهاة عن طريق التجمعات العائلية، ويعرف ذلك من حضرها والمباهاة عن طريق العزائم العارضة، في شهر رمضان أو في عيد الفطر المبارك. وأردف العصيمي أن من المزعجات في رمضان "الإسراف"، سواء في المأكل أو الملبس، وقد مر معنا التباري في الطعام وهو صورة من صور الإسراف، مشيرًا إلى أن الإسراف في الملبس يظهر جليًا في رمضان والعيد، وذلك بشراء الملابس فوق المعتاد سواء، مما يخرج هذا الفعل من الفرح والتوسعة المشروعة التي أمر بها الشارع، فالنصوص الشرعية ندبت التوسعة على الأبناء والبنات في العيد، لكن ليس من التوسعة أن يشترى لكل ثوب كمالياته التي تفوق في بعض الأحيان قيمة الثوب. واختتم العصيمي أن من المزعجات في رمضان، ظهور المحرمات في الإعلام فرمضان أمرنا الله فيه بترك المباحات وهي "الأكل والشرب" فترك غيرها من المحرمات من باب أولى، وإن كان تركها أمرًا مطلوبًا في جميع الأوقات، مبينًا أنه ليس من المعقول نترك المباحات ونقع في المحرمات، فهذا من الازدواجية في الفهم والتطبيق، فالذي يدع الطعام والشراب في رمضان وينظر في الأشياء المحرمة لا أظنه قد طابق موارد الشر في تزكية النفوس في رمضان.
مشاركة :