باحثون شرعيون: جريمة القرصنة الإلكترونية تعادل «حد الحرابة»

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الباحثين الشرعيين أن جريمة القرصنة الإلكترونية التي تضر بالآخرين، محرمة شرعاً، وتعادل «حد الحرابة»، ودعوا إلى نشر الوعي بتلك الجريمة وتباعاتها للجمهور. واتفق الباحثون على أن القرصنة الإلكترونية، عملية اختراق لأجهزة الحاسوب تتم عبر شبكة الإنترنت، وقد تكون مباحة إذا كانت تستخدم لغايات نبيلة، وأهداف سامية، مثل تدمير المواقع الإجرامية والإباحية للعدو، أما القرصنة الإلكترونية في صورها الأخرى فتعد وباءً سريع الانتشار، ويجب التعامل معه قانوناً وشرعاً.أشار الباحثون إلى أن من مخاطر القرصنة، الدخول إلى الملفات الشخصية، وسرقة المعلومات والبيانات، ومن ثم نشرها، وتحريفها، كما أنها تؤدي إلى نشر الأكاذيب والشائعات، وتزوير الحقائق، والأعظم من هذا هو نسب أفعال وأقوال وصور لغير أصحابها، والتجسس على الناس، ونشر أسرارهم، وانتهاك أعراضهم، وكشف عورات نسائهم، وذلك من أكبر الكبائر، وأعظم الجرائم فقد نهى الله تعالى عن التجسس عموماً، فقال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا}، (الحجرات: 12)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً»، (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها)، فالقرصنة على هذا الوجه محرمة شرعاً، وتعظم حرمتها، ويشتد عقابها إذا كانت لخدمة أعداء الإسلام. وأوضح الباحثون الشرعيون أن القرصنة تعادل في إثمها حد الحرابة، لما فيها من إفساد في الأرض، وتدمير لأمن المجتمع، وانتهاك لأعراضه، وفتك في علاقات أفراده، فكان لا بد من معاقبة الأشخاص الذين يقترفون هذه الجريمة عقاباً رادعاً يقره ولي أمر المسلمين. وأشاروا إلى أن جريمة القرصنة على هذا النحو أضر من الحرابة، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، [المائدة: 33]. وتوعد الله سبحانه المستهترين بأعراض المسلمين بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، [النور: 19]. ولذلك، لا بد من نشر الوعي بخطورة أعمال القرصنة وتبعاتها على بناتنا ونسائنا وشبابنا ورجالنا، لإمكان وقوعهم -من خلالها- في شرك المخادعين، الذين يسعون إلى تدنيس العفة والكرامة، فكم من فريسة وقعت ضحية للقرصنة، من خلال نشر معلوماتها الشخصية، أو وضع صورتها على مواقع الإنترنت بوضعيات مخلة بالآداب، ولا بد لمن بيدهم زمام تشريع القوانين وتنفيذ العقوبات، من وضع عقوبات زاجرة ورادعة للمتاجرين بأعراضنا، والملوثين لسمعتنا، والمهددين لنسيجنا الاجتماعي.;

مشاركة :