احترموا عقولنا وعيوننا

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إبراهيم الهاشمي ها هو شهر رمضان المبارك يشارف على الانقضاء، ومعه تنتهي الحزمة الإعلامية التي تقدمها لنا سنوياً قنواتنا الفضائية وشركات الإنتاج التلفزيوني المختلفة من مسلسلات وبرامج ومسابقات، بعد تصريحاتها أنها تستعد لها مبكراً وتصرف عليها الملايين المؤلفة، وتدّعي بأنها تنتج كل ذلك لتواكب روحانية هذا الشهر الفضيل وخصوصيته، وتسهم في توعية المشاهد وتثقيفه، ومن ثم الترفيه عنه بعد عناء الصيام.لو نظرنا لجردة المسلسلات والمسابقات والبرامج لما وجدناها تختلف عن جردة كل عام من الإسفاف والسخف والتسطيح، بل ازدادت في عامنا هذا كمية الألفاظ الجارحة والشتائم والصراخ في أكثر تلك المسلسلات الخليجية، والتي لا تجد إلا المثالب لتضخمها وتسلط الضوء عليها بشكل سيّئ وتحليل ضعيف ومعالجة درامية ضحلة لا تقدم إلا نماذج سيئة للمشاهدين، ولا تضيف لهم أية قيمة إنسانية أو اجتماعية، ناهيك عن المسلسلات التاريخية التي لا تعالج وتقدم التاريخ إلا من منظور الجواري ودورهن، ولا تستنكف عن ليّ عنق الحقائق لتقول ما تريد بعيداً عن الرؤية الحقيقية للتاريخ أو أدوار أصحابها.ولم تسلم البرامج الدينية من الشد والجذب والضرب تحت الحزام في قضايا دينية واضحة المعالم، مع إثارة البلبلة في زمن تضاربت فيه الآراء وتطاولت فيه أعناق المدّعين والمارقين والمتحدثين باسم الدين من دون معرفة ووعي، حتى برامج المسابقات لا زالت تلوك أسطوانتها السنوية وبرتابتها المعتادة والتي تتعامل مع المشاهد وكأنه شخص غبي يريد الفوز بجوائز المسابقة من دون عناء أو جهد، حتى وصل الحال بإحدى القنوات إلى تقديم مسابقة حول أسماء وأدوار الممثلين وأحداث ما تعرضه من مسلسلات، لم نشاهد ما يوحي بأن تلك القنوات فعلاً عملت للتحضير لهذا الشهر بما يناسب قدسيته، أو أنها فعلاً تعي ما يجب أن تقدمه، وهل هي مجرد تابع لجهات الإنتاج تلقف ما تصنعه من عبث لتعيد بثه بما فيه من سموم تضرب المجتمع وتشوه صورته.هل تعجز مؤسساتنا الإعلامية المختلفة عن التعامل مع هذا الشهر بما يناسب خصوصيته وفضله ومكانته سواء دينياً أو اجتماعياً أو إنسانياً ؟ هل تعي كم التخريب الذي تمارسه في حق المجتمع وأفراده ؟للأمانة قد يكون هناك برامج جيدة لكنها لا تبث إلا في أوقات صلاة العشاء والتراويح، لكن الكم الهائل من الإسفاف الذي يقدم يدمي القلب ويغطي على نقاط الضوء مهما كانت.قنواتنا الفضائية محصلتكم في رصيد رمضان خاسرة بل سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمتى تعيدون حساباتكم وتتعاملون مع هذا الشهر بما يستحق وتحترمون عقولنا وأعيننا؟. sibrahimalhashmi@gmail.com

مشاركة :