إيمان عبدالله آل علي عالم الإعلانات في مختلف مجالاته، يشهد نوعاً ما من الفوضى، سواء على أرض الواقع، أو عبر الهاتف، ناهيكم بالعبث غير المحدود في مواقع التواصل.الحاصل بسوق الإعلانات بحاجة إلى إعادة النظر، ووضع القوانين التي تنظم العملية، حتى لا ينتهك المعلنون خصوصية أفراد المجتمع، في ظل مزاحمتنا في منازلنا وهواتفنا وسياراتنا وحساباتنا ورحلاتنا، فهم موجودون في كل مكان وزمان، رغم أنهم غير مرغوبين في كثير من الأحيان، فضلاً عن خداع المتلقي وادّعاء ماهو ليس حقيقياً في كثير من الإعلانات.العشوائية في الإعلانات الخاصة بالجانب الصحي لا تنتهي، وتشكل الخطورة الأكبر، في ظل الترويج لمنتجات تضر بالصحة، واحتوائها على مواد غير مصرح بها، وتصل في كثير من الأحيان إلى مضاعفات، ووفيات، حسب تحذيرات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من وقت إلى آخر، عبر إصدار التعاميم بسحب المنتجات والتحذير منها. والجهات المعنية رصدت الإعلانات المضللة الخاصة بالترويج للأدوية والمكملات الغذائية، ورغم ذلك ما زالت الإعلانات مستمرة، وما زال الضحايا يلجؤون إليها بحثاً عن الشفاء، لتتحدى الإعلانات مواثيق الشرف الطبية والإعلانية.وثمة نوع آخر من الفوضى، عبر الترويج عن افتتاح مركز أو محل جديد بتوزيع منتجات وهدايا مجانية، والاستعانة بـ«مشاهير» التواصل، للإعلان، من دون التحضير الجيد والمسبق لهذا الحدث، ما يسهم في حالة من الفوضى والازدحام ومظاهر سلوكية تشوّه الصورة العامة الجميلة عن الدولة، ورمي الهدايا على الجمهور في مشهد مبتذل، ومثل تلك الممارسات في ازدياد في ظل الهوس الكبير بعالم الإعلانات.لا بد من فرز الإعلانات التجارية عن الطبية، والتدخل لوضع حد لعرض المنتجات التي تؤثر في الصحة، بحثاً عن الكسب المادي، فنجد الكثير من الإعلانات عن مراكز ومستحضرات التجميل غير الموثوقة والمنتجات المقلدة، وحبوب إنقاص الوزن، والمكمّلات التي تضم مواد مسرطنة، ويقبل على اقتنائها الأفراد، وهذا الأمر يؤثر سلباً في الصحة.الإعلانات مهنة، ولا بدّ منها لضرورتها في جوانب عدة من حياتنا، وأثرها في الاقتصاد، لكن يجب ألا تتحول إلى وسيلة لكسب المال، دون النظر إلى الاعتبارات الأخلاقية والصدقية، فكثير من الإعلانات التي تبث عبر صفحات المشاهير في مواقع التواصل، غير حقيقية، فشهرة صاحب الحساب تضفي بريقاً على المنتج، رغم عدم تمتعه بالجودة العالية كما يدّعون، مستغلين عدد متابعيهم على منصات العالم الافتراضي.سوق الإعلانات، عبر مواقع التواصل، تعاني العشوائية، وباتت هوساً في مجتمعنا، فلا قيود ولا ضوابط تحكم العملية، فالمبالغة في المدح بلا حدود، فضلاً عن ادّعاء ماهو غير حقيقي، والإعلانات غير المباشرة إشكالية أخرى، لكونها تؤثر في الأطفال والمراهقين، فالمطلوب إعلانات تحترم عقولنا قبل جيوبنا. Eman.editor@hotmail.com
مشاركة :