ينضم برنامج «أفضل طباخ بيت في بريطانيا» الذي يعرض حالياً موسمه الأول على القناة الثانية لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، إلى برامج المسابقات التي تبحث عن أفضل الطباخين من بين مجموعة من المتنافسين، بيد أن البرنامج الأخير لا يبحث عن الأفضل وسط طباخين محترفين وكما هي الحال في معظم تلك البرنامج، إذ يتنافس في البرنامج الجديد، مرشحون عاديون، يحبون الطبخ وتحضير الطعام في منازلهم ولعائلاتهم وأصدقائهم. يأخذ البرنامج الجديد المتنافسين فيه وعددهم ثمانية إلى بيت ريفي هادئ، ويبقيهم هناك طوال فترة المسابقة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يخلق علاقات صداقة بينهم، وسيتأثرون بصدق واضح عندما تقوم لجنة التحكيم في كل حلقة بإرسال واحد من المتنافسين إلى بيته، كما أن البرنامج سيتابع في دقائق عدة من كل حلقة الأجواء بين المتنافسين، والتي يهيمن عليها المزاح والتعليقات اللطيفة، على عكس أجواء مسابقات عدة، من التي يشعل القائمون عليها أجواء التنافس وحتى الكره بين المتنافسين، لإضافة أجواء متوترة، تثبت كل الإحصاءات أنها نافعة كثيراً في جذب الجمهور الواسع لها. تبدأ الحلقة الأولى بالتعريف بالمشتركين الذين يتم تصويرهم في محيط حياتهم العادي، وتحاورهم من هناك عن علاقتهم بالطبخ، وماذا يعني تحضير الطعام لهم. تتنوع خلفيات المشتركين، لكنهم جميعاً يشتركون بفهمهم الواسع لتركيبات ووصفات الطبخ، والعلاقة بين العناصر الغذائية. تتألف مسابقات البرنامج من أنواع، فهي تترك المجال أحياناً للمتسابقين لطبخ ما يرونه مناسباً، وأحياناً تطلب منهم التحضير لوجبات معروفة، وكما فعلت في الحلقة الأولى عندما كانت المهمة تحضير طبخ هامبرغر غير تقليدي. فيما يباغت البرنامج المتنافسين فيه بتحضير وجبات لم يتم الاتفاق عليها. وهناك مسابقة تتضمن توفير وصفات طبخ مطبوعة على الورق، والطلب من المتنافسين تحضيرها، لتقويم فهمهم وتفاعلهم مع الوصفات المكتوبة. عدل البرنامج قليلاً على تفصيل استبعاد متنافس كل حلقة، فبدل أن ترسل لجنة التحكيم متنافساً في كل حلقة، تجعل المتنافسين اللذين يحتلان أسفل قائمة جودة الطبخ، يتباريان في ما بينهما في مسابقة أخرى، وبعدها يتم استبعاد واحد، على ضوء أدائه في تلك المنافسة. تأمل المؤسسة الإعلامية البريطانية العملاقة بأن يتحول برنامج «أفضل طباخ بيت في بريطانيا» إلى واحد من النجاحات الكبيرة لها، بل إن بعض المسؤولين عن البرنامج كشفوا أن هدفهم أن يقترب عدد مشاهدي البرنامج الجديد، من مشاهدي برنامج «أفضل الخبازين في بريطانيا»، (يبحث عن أفضل صانعي الكيك) والذي كان أحد النجاحات الكبيرة لـ «بي بي سي»، وبيعت حقوق إنتاج نسخ محلية منه إلى العديد من دول العالم. استعانت المؤسسة البريطانية بالطباخة المعروفة ماري بيري، والتي كانت في لجنة تحكيم برنامج «أفضل الخبازين في بريطانيا»، وتعد اليوم من الشخصيات الإعلامية الشهيرة في بريطانيا، والقادرة على جذب جمهور واسع، بخاصة من الجيل المتقدم من العمر، الذي يفضل المسابقات الهادئة التي تتقصد أن تبتعد عن ضجيج برامج تلفزيون الواقع الشهيرة. هذه البرامج الهادئة، والتي تتميز بمشاهدها الطويلة أصبحت تحمل اليوم اسماً جديداً هو «التلفزيون البطيء»، لتتميز عن «البرامج السريعة» التي تهيمن على شاشات التلفزيون اليوم. شارك المقال
مشاركة :