لايوجد ما يجبر الممثل على الظهور في كل رمضان بعمل جديد، وليس فرض عين، هل تعلم حياة الفهد الممثلة الكويتية القديرة ذلك؟ لو كانت تعلم ذلك، لما خرجت بصورة باهتة مثيرة للشفقة في مسلسل “مع حصة قلم”، فالمسلسل قارب على الانتهاء دون أن تظهر قصته، هذا إن كان يملك واحدة فعلا. ناهيك عن أداء الممثلين المبالغ فيه، الذي ضاع بين الكوميديا والميليودراما، والتصوير في مكان واحد معظم الحلقات. لم تشفع خبرة السنين لحياة أن تنقي مسلسلها من الألفاظ السوقية، التي للأسف كانت تظهر على لسان طفلة صغيرة، ولا أن تنبئها بأنه لم يكن من المفترض أن تقبل بهذا النص الركيك، والذي كان واحدا من سلسلة أعمال باهتة قدمتها سيدة الشاشة أخيراً. ماينطبق على حياة ينطبق على كثير من الممثلات والممثلين، الذين كان هدفهم هو أن يوجدوا في رمضان، بغض النظر عن كيفية هذا الظهور، لا يهم، المهم الوجود ولو على حساب التاريخ. على العكس من ذلك، كان ظهور رفيقة دربها سعاد عبدالله مميزا في مسلسل (عبرة شارع)، قدمت فيه شخصية مركبة رائعة، امتزجت فيها القسوة والغرور بالطيبة والانكسار بشكل مثير للإعجاب، ظهرت سعاد بصورة مغايرة، وحمل مسلسلها العديد من الأفكار الجيدة، وإن غابت عن الحبكة الرئيسية، فكثرة القصص فيه توهت الفكرة التي أراد المؤلف تقديمها، ومع ذلك كان المسلسل واحدا من المسلسلات القليلة التي كانت جيدة هذا العام.
مشاركة :