قال طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، إن مصر اتخذت خطوات إيجابية لمعالجة الاختلالات على مستوى الاقتصاد الكلي لتتحسن مؤشرات أدائنا الاقتصادي على نحو فاق التوقعات وشجع صانعي السياسات في مصر على اتخاذ المزيد من الخطوات الإصلاحية،لافتا إلى أن البنك خطي خطوات توعية وتثقيف المجتمع رغم اتخاذ الإجراءات الصعبة وتحمل مجتمعنا الوضع الصعب بشجاعة وإصرار.وأضاف "عامر"،في تصريحات له على هامش مشاركته باجتماعات البنك الافريقي للتنمية بمدينة بوسان بكوريا الجنوبية، أن مصر مستمرة في طريقها لنقل الاقتصاد لمكانة غير مسبوقة، وهو الأمر الذى لم يكن من الممكن تحقيقه بدون وجود قيادة شجاعة، وإرادة سياسية،مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أظهر بالفعل شجاعة كبيرة في مواجهة المشكلات والتصدي لها، وإعطائنا الدعم والتأييد اللازمين لاتخاذ القرارات الصعبة.وأوضح أن قرار تحرير سعر الصرف في مصر كان أحد القرارات الاقتصادية العظيمة التي اتخذت، حيث أدى إلى تحسن الحساب الجاري في مصر بنحو 64% في عام واحد، وارتفع صافي الاحتياطيات الدولية ليغطي 9 أشهر من الواردات، بعد أن كاد أن يُستنزف بالكامل، وانخفض معدل البطالة بنسبة 3%، كما تراجع التضخم من 33% إلى 13%، وهذه المؤشرات تؤكد الأداء القوى للاقتصاد حيث حقق معدل النمو الاقتصادي 5.3% خلال الربع الأخير.وأضاف أن مصر بحاجة إلى التعاون والعمل معًا في إفريقيا من أجل شعوبنا جميعا، كما إننا في حاجة إلى أن يكون لدينا ثقة متبادلة فيما بيننا، فنحن ندرك جيدًا في مصر أن مصيرنا هو مصير واحد ومشترك، ويجب أن نؤمن جميعًا بذلك ونفكر من هذا المنطلق وإنني آمل أن تأخذنا المناقشات التي سوف تتم خلال الأيام القليلة القادمة صوب هذا الاتجاه.وقال إن مصر تؤمن بقاراتها وبإمكانياتها، ودائما ما أقول بأننا في مصر لا يمكن أن نستمر في استيراد المواد الغذائية من خارج إفريقيا، بينما يمكن أن تمدنا إفريقيا بكثير من احتياجاتنا من الغذاء، وأعتقد أن رجال الاقتصاد ومؤسسات التمويل يمكنهم فعل الكثير لحل العديد من مشاكل إفريقيا، وليس فقط رجال السياسة، فبجانب رجال السياسة لا بد من تمكين رجال الاقتصاد ومؤسسات التمويل وصانعي السياسات والبنوك المركزية ووزارات المالية ويجب أن نمنحهم السلطات والصلاحيات التي تمكنهم من إبرام العقود والاتفاقيات وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية، فنحن مهتمون للغاية بهذا الأمر ونبذل فيه جهودًا كبيرة، ونحن على ثقة بأن يومًا ما سوف نرى نوعًا جديدًا ومختلفًا من العمل والتعاون على المستوى الإفريقي، وأخيرًا فإنني أؤكد مرة أخرى على سعادتي بوجودي هنا في كوريا الجنوبية، فهي حقا تجربة استثنائية.
مشاركة :