أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حرص مصر على المساهمة فى التنمية بالقارة الإفريقية، إيمانًا بوحدة المصير وانطلاقًا من الدور المصرى الرائد بمحيطها الإقليمي.وقال الرئيس فى كلمة ألقاها بالنيابة عنه مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، فى الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لجمعية البنوك المركزية الإفريقية، بشرم الشيخ، إنه يجب أن تكون هناك إرادة قوية لدى الجميع لتطوير القارة السمراء، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تدفق الأموال غير المشروعة لما لها من تأثيرات سلبية على التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى والاستثمارى بين دولنا.وأشار إلى أن مصر بدأت بالفعل إصلاحًا اقتصاديًا نال إشادة من المؤسسات العالمية، موضحا: «نحن فى مصر حريصون على مشاركة تجربتنا الاقتصادية الناجحة مع الدول الشقيقة فى إفريقيا، خاصة أننا تخلصنا من مشكلات كبيرة منها السوق السوداء وعجز ميزان المدفوعات».وشدد الرئيس على أهمية العمل على تعزيز جهود الإصلاح المالى والاقتصادى وزيادة التعاون بين البنوك والاقتصادات الإفريقية خلال الفترة المقبلة، مع التحلى بالإرادة القوية لتطوير القارة.وقال الرئيس: «نستطيع أن نصنع مستقبلا أفضل لقارتنا ونفتح آفاق مستقبل مشرقًا لأولادنا». من جهته، قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إن الرئيس اتخذ قرارات صائبة وجريئة لحل الأزمات التى تواجهها مصر نتيجة لسياسات وتراكمات سنوات طويلة، وذلك لبناء مستقبل أفضل لبلادنا.وأضاف عامر: «مرت بلادنا، خلال السنوات الماضية، بأزمات عنيفة أدت إلى تدهور المؤشرات الاقتصادية، لكننا بدأنا نرى تغيرًا ملحوظًا بعد تطبيق برنامج الإصلاح، ولاسيما ميزان المدفوعات».وشدد على أن البنوك تعمل بشكل قوى لتسهم بأكبر قدر فى التنمية بمعناها الواسع والشامل والدفاع عن مقدرات الشعوب فى ظروف وتحديات كبرى.وقال: «أصبح من المحتم أن تتحد الدول الإفريقية لمواجهة التحديات، وناقشنا ذلك مع مجلس محافظى البنوك المركزية، واتجهنا إلى أنه فى حالة عدم إصلاح الموازنات العامة لن تستطيع البنوك المركزية مواجهة الأمر».وتابع: «لنحمى بلادنا، لا بد من مراجعة الكثير من الأمور والمفاهيم الخاطئة التى عشنا عليها لسنوات، وكلفتنا مليارات الدولارات وكانت كفيلة بعمل نهضة صناعية وتكنولوجية، ويجب علينا فى المرحلة الحالية العمل على تطوير الإنسان والتركيز على التعليم لبناء الإنسان وتحقيق التنمية».وأشار إلى أننا نستطيع أن نبذل كل جهد ووضع سياسات واقعية لتحقيق مستقبل آمن ومستقر لمجتمعاتنا ككل. من جانبه، قال فيكتور هاريسون، ممثل مفوضية الاتحاد الإفريقى، إن إفريقيا تحتاج إلى سوق مشتركة لدعم التبادل التجارى بين دول القارة.وأضاف «هاريسون»، خلال كلمته، أن المناقشات التى ستطرح خلال الاجتماعات السنوية لجمعية البنوك المركزية الإفريقية تشمل وضع حلول وإجراءات خاصة بمكافحة تدفق الأموال غير المشروعة وإنشاء مؤسسات مالية قوية ومواجهة التحديات التى تواجه اقتصاديات الدول الإفريقية.وأضاف أن الاتحاد يستهدف الوصول لإنشاء بنك مركزى إفريقى موحد بالتعاون مع جمعية البنوك المركزية الإفريقية يضم تحت لوائه جميع البنوك المركزية الإفريقية.