في الخميس الأول من كل شهر يحتفي مسرح الساقية للعرائس في القاهرة بتراث واحدة من أعظم وأشهر المغنيات العرب، السيدة أُم كلثوم. ويستخدم 10 فنانين مختصين في تحريك العرائس أوركسترا من الدمى المتحركة لإعادة تمثيل أداء حفلات كوكب الشرق. ويجذب العرض جمهوراً غفيراً حيث يحتشد العشرات كل شهر في المسرح لمشاهدة حفل أُم كلثوم حياً من جديد. وإلى جانب صوتها الفريد، نحتت أم كلثوم لنفسها أسلوباً غنائياً مميزاً بطريقة تثير حماس جمهورها الذي كان يتواجد بالمئات في المسرح خلال حفلاتها الشهرية المباشرة. ويتحرى فنانو العرائس الدقة في ما يتعلق بكل التفاصيل الخاصة والمميزة لحفل أم كلثوم. وغنى كثير من الحضور مع صوت أُم كلثوم أثناء الحفل بينما اغرورقت عيون البعض بالدموع وهم يستمعون لأغنيات منها أغنيتا «لسه فاكر» و«سيرة الحب». وقالت طالبة أميركية حضرت الحفل وسط الجمهور تُدعى آن «يختلف عما أشاهده في الولايات المتحدة. الناس هناك أهدأ ولا يغنون مع عرض العرائس. شيء رائع أن أرى الجميع يغنون مع العرض. كان مميزاً جداً بالنسبة لي». وصنع فنانو العرائس في مسرح الساقية للعرائس دمى أعضاء فرقة أم كلثوم من الخشب على مدى أكثر من 10 سنوات، ويجرون الصيانة المطلوبة لعرائس أعضاء الفرقة بمرور السنين. ويشتهر مسرح الساقية للعرائس بتنظيم حفلات غنائية لشخصيات بارزة وفرق غنائية معروفة، محلية وعالمية، قديمة وحديثة. وتستقطب هذه العروض جمهوراً كبيراً لأنها تخلط بين الثقافة والترفيه.