واشنطن تغري بيونج يانج بإعطائها ضمانات أمنية غير مسبوقة

  • 6/12/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الاثنين، أن واشنطن مستعدة لإعطاء كوريا الشمالية ضمانات أمنية غير مسبوقة. ولفت بومبيو إلى أن المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج «تتقدم بسرعة»؛ وذلك عشية القمة التاريخية بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، فيما قال ترامب: إن القمة التاريخية المقرر أن تجمعه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في سنغافورة قد «تنجح بشكل رائع».وقال خلال مؤتمر صحفي «أنا متفائل جداً إزاء فرص نجاح» أول لقاء بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي، مضيفاً أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم «ضمانات أمنية فريدة ومختلفة» عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونج يانج مقابل نزع أسلحتها النووية «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه».وترك بومبيو الباب مفتوحاً بشأن إمكانية سحب الولايات المتحدة لقواتها المتمركزة في كوريا الجنوبية؛ وذلك رداً على سؤال من الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة. وأجَّل بومبيو في البداية الرد على السؤال حول ما إذا كان انسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية مطروحاً على طاولة المفاوضات، قائلاً: إنه «لن يدخل في أي تفاصيل» حول المناقشات؛ ولكنه تابع قائلاً إن الولايات المتحدة على استعداد لاتخاذ ضمانات أمنية «فريدة»، وأن الإدارات السابقة الأخرى لم تكن مستعدة لاتخاذ تلك الضمانات.وأكد أن «النزع الكامل والقابل للتحقق منه وغير القابل للرجوع فيه للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية هو النتيجة الوحيدة التي ستقبلها الولايات المتحدة» في مفاوضاتها مع كوريا الشمالية. وأضاف:«سبق أن أكدت كوريا الشمالية لنا استعدادها لنزع السلاح النووي، ونحن نتلهف لرؤية ما إذا كانت هذه الكلمات صادقة».وصرّح بأن المحادثات مع كوريا الشمالية تتقدم «بسرعة أكبر مما توقعنا»، مضيفاً أن المفاوضات ما زالت جارية قبل ساعات فقط من انعقاد القمة التاريخية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في سنغافورة.وأكد بومبيو مجدداً، أن «العقوبات ستظل» بموجب أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي، حتى توافق بيونج يانج على تقديم دليل يمكن التحقق منه، بأنها تتابع نزع السلاح النووي. وقال بومبيو في مؤتمر صحفي بسنغافورة، إن «الولايات المتحدة تم خداعها من قبل»، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تسمح لذلك بالحدوث مرة أخرى.وأضاف أن هذه القمة توفر «فرصة غير مسبوقة لتغيير مسار علاقاتنا وتحقيق السلام والرخاء» في كوريا الشمالية. وكان بومبيو كرر في تغريدة في وقت سابق، الاثنين، موقف بلاده من السلاح النووي الكوري الشمالي. وقال في تغريدة: «إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ونهائي، ويمكن التحقق منه».وكشفت الإدارة الأمريكية أن ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، سيعقدان لقاء منفصلاً، وجهاً لوجه قبيل انطلاق قمتهما المقررة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية. وقال الناطق الصحفي لمجلس الأمن القومي الأمريكي روبيرت بليدينو للصحفيين من سنغافورة: «نتوقع أن يعقد لقاء وجهاً لوجه في البداية». وأفاد البيت الأبيض بأن اللقاء «التمهيدي» سيبدأ في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (الواحدة فجراً بتوقيت جرينتش) في فندق «كابيلا» داخل جزيرة سنتوسا في سنغافورة.ويقيم ترامب وكيم في فندقين مختلفين في منطقة شارع أورتشارد الشهير في سنغافورة، الذي تكثر فيه المجمعات السكنية والمكاتب ومراكز التسوق الفاخرة. وتعطلت حركة المرور تحت وطأة الشمس الحارقة، وأوقفت الشرطة العديد من المارة لدى خروج ترامب للقاء لي.وتطوق قوات الأمن الفندقين ولا تسمح بدخول أحد. وفي أول تعليق لها على القمة قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في وقت سابق، إن الطرفين سيتبادلان «وجهات نظر واسعة النطاق ومتعمقة» لإعادة العلاقات. ووصفت القمة بأنها تأتي في إطار «عهد مختلف».وأضافت الوكالة، أن المباحثات ستركز على «مسألة تأسيس آلية دائمة وقوية للحفاظ على السلام في شبه الجزيرة الكورية ومسألة تحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة ومسائل أخرى ذات اهتمام مشترك».ومع اقتراب القمة، رفضت كوريا الشمالية أي نزع أحادي الجانب للسلاح النووي. والمعنى الذي تشير إليه وكالة الأنباء المركزية الكورية عادة بحديثها عن نزع السلاح النووي هو أن بيونج يانج تريد أن تزيل الولايات المتحدة «المظلة النووية» التي تحمي كوريا الجنوبية واليابان.ولا يزال عدد كبير من الخبراء في شؤون كوريا الشمالية متشككين في أن كيم سيقدم على التخلي الكامل عن الأسلحة النووية، ويعتقدون أن ما أقدم عليه كيم في الآونة الأخيرة إنما يستهدف تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على بلده الفقير الذي تأثر بشدة.وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية، طالباً عدم نشر اسمه، إن الجانب الأمريكي يمضي إلى المحادثات بإحساس بالتفاؤل مع جرعة مساوية من التشكك؛ نظراً لتاريخ كوريا الشمالية الطويل في تطوير الأسلحة النووية.وتابع قائلاً: إن ترامب وكيم سيجريان اجتماعاً ثنائياً قد يستمر ساعتين. ووصفه بأنه اجتماع يهدف «لتعرف كل منهما إلى الآخر» إلى جانب أمور أخرى. وسيعقد في وقت لاحق اجتماع آخر يشارك فيه مسؤولون وقد يستمر ساعة.وتحدث ترامب في بادئ الأمر عن إمكانية إبرام صفقة كبرى مع كوريا الشمالية تقضي بتخليها عن برنامجها للصواريخ النووية، والذي تطور بسرعة حتى صار ينطوي على تهديد للولايات المتحدة؛ لكنه خفض سقف التوقعات بعد ذلك متراجعاً عن مطالبته الأصلية لكوريا الشمالية بنزع أسلحتها النووية على وجه السرعة. وذكر أن المحادثات ستركز أكثر على بدء علاقة مع كيم في سياق عملية تفاوض ربما تتطلب عقد أكثر من قمة.واقترحت إيران على كوريا الشمالية التي ربطتها بها علاقات شبه استراتيجية أن تتعامل بحذر مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإیرانیة، إن «ماضي أمريكا سيئ» على حد وصفه، متهماً واشنطن ب«الانسحاب من الالتزامات الدولیة الثنائیة المتعددة الأطراف»، وحث حكومة كوریا الشمالیة على «التعامل بحذر تام» في المفاوضات مع الولایات المتحدة. (وكالات)

مشاركة :