النفط يواجه ضغوط زيادات الحفارات الأمريكية والإنتاج الروسي

  • 6/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت شركة "جازبروم نفط" - ثالث أكبر منتج للنفط الخام- اجتماع وزراء دول "أوبك" وشركائهم من الخارج في فيينا يوم 22 حزيران (يونيو) الجاري بمناقشة مزيد من خطط العمل المشترك بشأن مستقبل اتفاق تقييد الإنتاج مع النظر في إمكانية رفع حصص الإنتاج وفق التفاهمات التي تم التوصل لها أخيرا، بين وزيري الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح والروسي ألكسندر نوفاك على هامش منتدى سان بطرسبورج في نهاية الشهر الماضي. ونقل تقرير للشركة الروسية عن ألكسندر ديوكوف كبير المسؤولين التنفيذيين بالشركة أن روسيا تريد حصصا مرنة في صفقة خفض إنتاج النفط الخام لأنها جاهزة لاستعادة إنتاجها المجمد بالكامل خلال فترة تراوح بين شهر وشهرين. وذكر التقرير نقلا عن المسؤول الروسي أنه قد حان الوقت للحفاظ على الاتفاق ولكن مع جعله أكثر مرونة فيما يتعلق بالحصص، مشيرا إلى أن الوضع في السوق يتغير وعلى الجميع أن يتفاعل بشكل أسرع مع التغييرات. ولفت التقرير إلى أنه بخلاف ذلك فإن السوق معرضة لخطر ارتفاع أسعار النفط، ما يشجع على إطلاق عدد كبير من الحقول ذات الهامش المنخفض لتحقيق انخفاض جديد في الأسعار وتجنب حدوث تقلبات عالية في السوق. وأشار التقرير إلى أن نظم الضرائب تجعل منتجي الخام في روسيا يقاومون الأسعار المنخفضة ولكن الشركات ما زالت تفضل تحقيق الاستقرار في السوق والحفاظ عليه، مشيرا إلى أن مبدأ وجود أسعار مستقرة ومفهومة ينطبق على الجميع في الاقتصاد العالمي. وشدد التقرير على وجوب تعديل الحصص الإنتاجية في المرحلة الحالية من خلال زيادة تلك الحصص، معتبرا أن هذا التعديل سوف يفيد الجميع سواء المنتجين أو المستهلكين. وأوضح أن صفقة إزالة 1.8 مليون برميل يوميا من المعروض من النفط الخام في السوق، خفضت منها روسيا 300 ألف برميل يوميا وهو التزام امتثلت له منذ أول كانون الثاني (يناير) 2017 قبل تجاوز الإنتاج في الأشهر الثلاثة الماضية فقط. وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بسبب زيادة الحفارات الأمريكية إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات علاوة على تسجيل الإنتاج الروسي لزيادات ملموسة. وتبقى العوامل الجيوسياسية ذات تأثير واسع على السوق خاصة مع عقد قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في سنغافورة لتسوية قضية التسلح النووي في كوريا الشمالية. ويترقب السوق حجم زيادة الإنتاج التي سوف تقرها "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين خلال الاجتماع الوزاري الموسع في فيينا يوم 22 حزيران (يونيو) الجاري مع ترجيح أنها قد تسجل نحو مليون برميل يوميا. وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش آي" للخدمات النفطية، إن اجتماع وزراء "أوبك" المقبل هو من الاجتماعات التاريخية المثيرة للجدل، حيث تواجه المنظمة عدة تحديات أهمها الحفاظ على الوحدة والإجماع ضد متغيرات السوق وخاصة العوامل الجيوسياسية والتي أصبحت مصدر الإزعاج الأول للمنتجين. وأشار إلى أن عودة العقوبات الأمريكية على إيران يعتبر الحدث الأبرز خاصة أنه يطال أيضا فنزويلا ويفاقم الأعباء الاقتصادية على الدولتين ويعزز ذلك احتمال تراجع أسعار النفط الخام. وأوضح أن السعودية وعدد من المنتجين في الخليج جاهزون لزيادة الإنتاج لتعويض هذه الانخفاضات وبالتنسيق مع روسيا والولايات المتحدة، ويبقى إقناع الدول المضارة بالامتثال للعوامل الجيوسياسية والحفاظ على دورهم في "أوبك" والتوافق على قرارات جماعية بزيادة الإنتاج ليس امتثالا لرغبة الولايات المتحدة كما يتصور البعض ولكن للحفاظ على استقرار السوق وعلى علاقات إيجابية مع المستهلكين الذين تأثروا سلبا بصعود الأسعار. من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، إن السعودية وروسيا على قناعة بأن إضافة براميل جديدة إلى السوق في المرحلة الراهنة يعد خطوة ملحة ولكنها يجب أن تكون محسوبة جيدا خاصة أن الأسعار المفرطة في الارتفاع قد تضر بمعدلات النمو الاقتصادي ومن ثم مستويات الطلب كما أنها تحفز على الإنتاج من الموارد عالية التكلفة. وأوضح أن منظمة "أوبك" صاحبة تاريخ طويل من التعاون يمتد إلى قرابة 60 عاما ونجحت من قبل في تجاوز اجتماعات صعبة أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008 وغيرها من الأزمات السابقة، مشيرا إلى أهمية التحضيرالجيد للاجتماع ومحاولة تحقيق التوافق بين الدول الرافضة لزيادة الإنتاج بسبب ضعف قدراتها الإنتاجية وبين الدول المؤيدة لزيادة الإنتاج بهدف تجنب تهاوي في المعروض النفطي والحفاظ على علاقات متوازنة ومستقرة بين العرض والطلب. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة أندريه يانيف، إن السعودية وروسيا قادرتان على إقناع بقية المنتجين بالموافقة على زيادة الإنتاج رغم أن المهمة ليست سهلة في ظل عديد من الصعوبات والتحديات التي تواجه السوق في المرحلة الراهنة خاصة قضية العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب من الولايات المتحدة. وتابع"من الطبيعي أن تتحمل السعودية الدور الأكبر في زيادة الإنتاج كما تحملت من قبل العبء الأكبر في خفض الإنتاج وبإجراءات طوعية فاقت الحصص المتفق عليها في إعلان التعاون المشترك والذي استمر تطبيقه أكثر من 17 شهرا وأسهم على نحو سريع وفعال في خفض فائض المخزونات وامتصاص تأثير الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي". وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس، تحت وطأة تنامي الإنتاج الروسي وزيادة أنشطة الحفر الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات. لكن محللين كثيرين يركزون بدرجة أكبر على العوامل السياسية مع وصول كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى سنغافورة لعقد قمة اليوم قد تمهد لإنهاء المواجهة النووية بين الخصمين القديمين. وبالعودة إلى أسواق النفط، يتوقع المحللون أن يبدأ تنامي الإنتاج الأمريكي في النيل من الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لكبح الإنتاج منذ أوائل 2017 والتي دفعت الأسعار للارتفاع بقوة في النصف الأول من العام الجاري. وكانت العقود الآجلة لخام برنت عند 76.18 دولار للبرميل، في الساعة 0639 بتوقيت جرينتش منخفضة 28 سنتا بما يعادل 0.4 في المائة عن إغلاقها السابق. ونزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 18 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 65.56 دولار للبرميل. وتأثرت الأسعار سلبا بزيادة جديدة في عدد حفارات إنتاج النفط الجديدة بالولايات المتحدة. وزاد عدد الحفارات حفارا واحدا إلى أعلى مستوياته منذ آذار (مارس) 2015 عند 862 وفقا لما قالته شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز يوم الجمعة الماضي. وينبئ ذلك بأن إنتاج النفط الخام الأمريكي سيرتفع أكثر من مستواه القياسي المرتفع بالفعل والبالغ 10.8 مليون برميل يوميا. وتوقع بنك جيه.بي مورجان الأمريكي في توقعاته الفصلية المنشورة يوم الجمعة الماضي، أن يزيد المعروض من خارج "أوبك" بقوة في 2019 بقيادة النمو الصخري الأمريكي إلى جانب روسيا والبرازيل وكندا وقازاخستان، مبينا أنه يراهن على انخفاض سعر النفط في النصف الثاني من العام. وفقد النفط الخام الأمريكي عند تسوية الأسعار يوم الجمعة نسبة 0.6 في المائة، في ثاني خسارة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، كما فقدت عقود برنت نسبة 1.4 في المائة بفعل عمليات تصحيح من أعلى مستوى في أسبوع 77.60 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات رسمية لشركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية ارتفاع منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة "الأسبوع الماضي" بمقدار منصة، في ثالث ارتفاع أسبوعي على التوالي، ليصل إجمالي المنصات العاملة حاليا إلى 862 منصة، وهو أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2015. ومن ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الروسية "انترفاكس" أن إنتاج النفط في البلاد ارتفاع إلى 11.1 مليون برميل يوميا في بداية حزيران (يونيو) الجاري، مرتفعا من أقل بقليل من 11 مليون برميل متوسط الإنتاج في أيار (مايو) الماضي. ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 74.22 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 73.62 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة استقرت تقريبا عند مستوى أول تعاملات شهر حزيران (يونيو) الجاري نفسه، والذي سجلت فيه 74.24 دولار للبرميل.Image: category: النفطAuthor: أسامة سليمان من فييناpublication date: الثلاثاء, يونيو 12, 2018 - 19:45

مشاركة :