كيف انفجرت فقاعة «بيتكوين»؟ ومن يتحكم في السوق الآن؟

  • 6/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ستة أشهر على بلوغ ذروتها، تظل «بيتكوين» هي العملة الرقمية الأكثر شيوعاً، رغم أن سعرها انخفض إلى ما دون 8 آلاف دولار أخيراً بعدما اقترب من 20 ألفًا في ديسمبر الماضي، وهو ما يعني الكثير من الخسائر وربما الضحايا بين المستثمرين. ويقول أستاذ التمويل في جامعة ديوك والمستشار الاستثماري لمجموعة «مان» كامبل هارفي: هؤلاء الناس يبدأون في الشراء بمجرد رؤيتهم لشيء يتحرك، إنهم كمن يقفز على عربة أثناء تحركها، في البداية في عالم العملات الرقمية، كان هناك أشخاص يفهمون التكنولوجيا حقاً، ثم ظهر مستثمرو القفز على العربات المتحركة، والجميع يعلم النهاية المأساوية المعتادة لهذا النمط، وهو ما حدث بالفعل. ولكن ترى كم كانت المكاسب والخسائر من فقاعة «بيتكوين»؟ هذا ما حاولت «فايننشال تايمز» الكشف عنه في تقرير لها، استند إلى بيانات من شركة أبحاث بلوك شين «شين أليزيس» والتي وفرت بعض الإجابات المهمة أو ربما المحيرة حول ما جرى ويجري في سوق العملة الرقمية. بداية النهاية: دخول المضاربين ــــ في نوفمبر الماضي، قبل بلوغ «بيتكوين» أعلى مستوياتها على الإطلاق، كانت الكمية المحتفظ بها من قبل المستثمرين ثلاثة أضعاف ما احتفظ به المتداولون. ــــ بحلول أبريل 2018، أظهرت البيانات أن الفارق في الكمية التي يحتفظ بها المستثمرون (نحو 6 ملايين «بيتكوين») وبين ما يحتفظ به المضاربون أصبح ضئيلاً للغاية، حيث كان بحوزة الفئة الأخيرة ما قدره 5.1 ملايين «بيتكوين». ــــ تقدر «شين أليزيس» أن من احتفظوا بالعملة الرقمية طويلاً باعوا ما قيمته 30 مليار دولار على الأقل لمصلحة المضاربين الجدد خلال الفترة من ديسمبر إلى أبريل، وكان نصف هذه الحركة في الشهر الأخير من 2017 وحده. ــــ يقول كبير الاقتصاديين في شركة التحليلات فيليب غرادويل إن هذا الارتفاع المفاجئ في السيولة (زادت كمية «بيتكوين» المتاحة للتداول بما يقرب من %60 خلال هذه الفترة) كان المحرك الرئيسي وراء انخفاض الأسعار الأخير. ــــ في الوقت نفسه، تراجعت أحجام تداول العملة الرقمية مما يقرب من 4 مليارات دولار يومياً في ديسمبر إلى نحو مليار دولار في الوقت الراهن. هل تعود عقارب الساعة؟ ــــ يتساءل البعض، هل يتفوق سعر «بيتكوين» على قمته المسجلة في ديسمبر؟ جزء من الإجابة يكمن في معرفة من يقتني «بيتكوين» الآن، والحقيقة أن ذلك يظهر تلاشي الثورة التي اشتعلت قبل أشهر. ــــ ظهرت العملة الرقمية في 2009، في أعقاب الأزمة المالية، ويرى المؤيديون (من بينهم خبراء الحواسيب ونشطاء سياسيون) أنها وسيلة صرف متحررة من القيود المركزية، وستشكّل حلاً بديلاً للعملات الورقية التقليدية. ــــ رغم طفرة الأصول الافتراضية الأخيرة، فإن العلامات التي تشير إلى ذلك ليست قوية، وفقًا لبحث أجراه مصرف «مورغان ستانلي»، فإن أربعة فقط من أكبر 500 تاجر تجزئة إلكترونية في الولايات المتحدة قبلوا عملات رقمية في معاملاتهم خلال الربع الأول من 2018، مقارنة بثلاثة في بداية عام 2017. ــــ يشير تحليل «شين أليزيس» إلى أن الأغلبية العظمى من المعاملات التي قام بتحليلها، أظهرت أن «بيتكوين» يتم قبولها في البورصات لكن نادراً ما يتم استخدامها في الدفع مقابل إتمام خدمات شراء السلع أو الخدمات. ــــ يمكن إنشاء عدد محدود من «بيتكوين» يصل إلى 21 مليون وحدة، والمتبقي لبلوغ هذا المستوى حالياً هو 4 ملايين وحدة، ويشار هنا إلى أن العملات الرقمية شأنها شأن العملات التقليدية، يمكن أن تضيع أو يُنسى موضع الاحتفاظ بها. ــــ تشير بيانات «شين أليزيس» إلى أن حجم «بيتكوين» المفقود أو غير المستخدم منذ سنوات يبلغ 3.7 ملايين عملة، بقيمة إجمالية تصل إلى 28 مليار دولار. هيمنة الأقلية ــــ تظهر بيانات «شين أليزيس» أيضاً أن سوق «بيتكوين» مشوه من حيث توزيع الثروة، حيث تستحوذ مجموعة صغيرة من المستثمرين تعرف باسم «الحيتان» على نسبة كبيرة من السوق، وهو ما يعيق حلم «بيتكوين» بجعل القطاع المالي أكثر ديموقراطية. ــــ هناك نحو 1600 محفظة يديريها كل من المضاربين والمستثمرين، كان يوجد داخل كل واحدة منها ألف «بيتكوين» على الأقل بحلول أبريل، وإجمالاً بلغ عدد العملات الرقمية بها خمسة ملايين وحدة، أو قرب ثلث إجمالي المعروض. ــــ من بين هذه المحافظ، يوجد أقل من 100 محفظة يملكها مستثمرو المدى الطويل، وتحتوي على ما يتراوح بين 10 آلاف و100 ألف «بيتكوين»، وتتراوح قيمة ذلك بين 75 مليون دولار و750 مليوناً بأسعار اليوم. ــــ تركيز الثروة هذا يعني أن العملة الرقمية عرضة لخطر التقلبات، لأن تحركات عدد قليل من الناس سيكون لها تأثير هائل. (أرقام)

مشاركة :