يسرا الخشاب | طلبة متفوقون مبتعثون، طاردوا أحلامهم في قارات بعيدة ليحصلوا على العلم في جامعات معروفة، ويسهموا في ازدهار بلدهم، لكن الأمر تحوَّل إلى أزمة بعد اكتشافهم أنهم لن يستطيعوا إكمال مشوارهم الدراسي في جامعات وصفوها بالمتعسِّفة. ولم يكن أمام كثير منهم خيار سوى العودة إلى البلاد بخفي حنين، لكن بعضهم لم يتخلَ عن هدفه الذي قطع نصف مشواره، وشرع في البحث عن القبول في جامعات أخرى، لتبدأ سلسلة أخرى من المشاكل متعلقة بعدم موافقة الوزارة على تلك الجامعات، وعدم تقديم حلول بديلة. روى الطالب المبتعث حسن ناصر معاناته لـ القبس قائلا انه تفوّق في المرحلة الثانوية وقُبِل ضمن بعثة الولايات المتحدة لدراسة الطب البشري، وبلغ عدد المقبولين حينها 7 طلاب فقط في الدفعة الثانية التي يتم ابتعاثها لهذا التخصص. وتابع ناصر: درست في أميركا بكالوريوس علوم طبية لمدة أربع سنوات، وبقيت 4 سنوات أخرى للحصول على درجة علمية في الطب البشري كما هو معمول به، لكننا واجهنا تعسفاً شديداً من قبل الجامعة، وشروطاً تعجيزية لاستكمال الدراسة، منها الحصول على درجة خيالية في اختبار MCAT. عودة المبتعثين وأوضح انه «بالرغم من حصولي على الدرجة المطلوبة في الاختبار، فإن الجامعة لم تقبله بسبب انخفاض درجة أحد الأقسام فيه وهو أصلاً يتعلق بالأدب الانكليزي، بينما حصلت على درجات ممتازة في الأقسام العلمية من الاختبار». وأشار إلى أن اغلب الطلبة المبتعثين في الجامعة المعنية عادوا الى البلاد، فمنهم من ارتضى ببكالوريوس العلوم وآخرون استمرت معاناتهم للبحث عن جامعات أخرى، لافتاً إلى أن الملحق الثقافي في أميركا حالياً يعمل جاهداً لايجاد حلول لمشاكل الطلبة لكن الوقت لا يسعفه. حقل تجارب واضاف ناصر: رأيت أن الحل الوحيد هو تحويل مقر البعثة، لذا بحثت عن جامعات في أيرلندا وعملت على تحقيق شروطها للدراسة فيها، وحصلت على قبول من جامعة RCSI، لدراسة السنوات الأربع الأخرى التي تبقت لي، لتفاجئني الوزارة بأن ذلك القبول غير معتمد لأنه لم يتم التعامل مع تلك الجامعة من قبل، رغم أنها من الجامعات المعروفة. وقال: «هناك جهود للبحث عن جامعات أكثر مرونة من حيث الشروط مع الطلبة الكويتيين، بينما كنّا حقل تجارب للوزارة ولا خطة بديلة لتعويضنا، مبيناً أننا لا نرغب بأكثر من حقنا في التعليم واستكمال ما بقي من دراستنا للطب البشري في الجامعات التي نحصل فيها على القبول، بعد التأكد من جودة التعليم في تلك الجامعات». شروط تعجيزية بدوره، قال الطالب عبدالعزيز حسين إن الجامعة التي ابتعثنا لها تتطلب شروطاً تعجيزية ومع ذلك وفرنا الكثير منها، كالحصول على درجات ممتازة في اختبار MCAT، موضحاً أن الجامعة تقبل الأميركيين الحاصلين على الدرجة التي حصلنا عليها، لكن لم تقبلنا نحن ككويتيين «فما فائدة تخصيص مقاعد لنا فيها ودفع أموال لتعليمنا؟!». وبيّن حسين «كنت ضمن أوائل الثانوية العامة وحصلت على بكالوريوس العلوم من إحدى الجامعات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ولم استطع استكمال السنوات الباقية للطب البشري الذي يناسب طموحي، حيث يبدو أن البرنامج كان مجرد تجربة، بينما كان يفترض أن توقع الوزارة عقوداً أفضل مع جامعات ذات مرونة بالنسبة لنا كمغتربين في أميركا، أو أنها تدرس الحالات العالقة لتوفير الحل». وأضاف: أردت تكملة برنامج الطب في أستراليا واخترت جامعة معتمدة من ملحقنا الثقافي هناك ووافق على دراستي بها لكن الوزارة رفضت تغيير مقر البعثة من أميركا إلى أستراليا، وقمت بتجميد البعثة لحين النظر في قرار لجنة البعثات والتأكد من اعتماد البرنامج وتحويل المقر. خيارات قليلة أما المبتعثة في فرنسا فرح الهاشم، فأكدت أنها ابتعثت لدراسة الدكتوراه في باريس، لكن اللوائح غير المرنة جعلت المكتب الثقافي يرفض معظم الجامعات التي نجد القبول فيها، رغم أنها من الجامعات العريقة التي أنشئت قبل عشرات ومئات السنين، منها أقسام وتخصصات في جامعة السوربون. وأضافت أنه عند مراجعة المكتب الثقافي يكون الرد أن لوائح الوزارة لا تسمح بدراستنا في تلك الجامعات، فالخيارات التي أمامنا قليلة تبعاً للوائح ولا بديل متوافر، في حين نبذل جهداً كبيراً ونخاطب أساتذة الجامعات والمعنيين للقبول، ونرجو أن تعمل الوزارة على النظر في اعتماد الجامعات المعروفة وتسهيل الأمر علينا. وأشارت إلى أننا نعاني نقص موظفي المكتب الثقافي ولا نمتلك مرشدا أكاديميا، ونرى الملف ينتقل بين المكاتب من دون حلول واضحة للمشكلة التي نعانيها، كما أن مراجعة الوزارة في الكويت تجعلنا في دوامة، رغم أن حالاتنا لا تسمح بالتأخير ولا يسعفنا الوقت.
مشاركة :