فايننشال تايمز: إيران تعود بـ"خُفَّي حنين" من حرب سوريا

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن إيران قد تخرج من سوريا بخُفَّيْ حُنَيْن، مشيرةً إلى أن الجمهورية الإسلامية تكافح من أجل استرداد عوائد المليارات التي استثمرتها في حماية نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافت الصحيفة -في تقرير ترجمته عاجل- أن الحكومة الإيرانية وكيانات ذات صلة بالحرس الثوري، مُنحت على الورق جوائز اقتصادية كبيرة في سوريا؛ منها مذكرة تفاهم لإدارة مشغل الهاتف الجوال، ودور في أحد أكثر مناجم الفوسفات ربحًا، وأراضٍ زراعية، وخطط لتطوير فروع جامعات. ومضت تقول: "لكن رجال الأعمال والدبلوماسيين في سوريا، يقولون إن تطبيق هذه الاتفاقيات توقف من قبل مسؤولي النظام الأكثر حرصًا على جذب شركات روسية وصينية، والأكثر قلقًا من طموحات إيران الرامية إلى زيادة نفوذها". ونقلت عن أحد رجال الأعمال السوريين: "انظر إلى الاتصالات.. لا يزال لديهم مذكرة تفاهم.. مر عام ولم يتمكنوا من توقيع اتفاق". ونوهت الصحيفة البريطانية بأن إيران كانت أول قوة إقليمية تهب لمساندة نظام الأسد، مضيفةً أنها كانت الوحيدة التي حشدت قوى كبيرة خلفه؛ منها قوات حزب الله اللبناني، وميليشيات شيعية من الأفغان والعراقيين. وتابعت: "لكن رغم كل هذا، يشعر بعض الإيرانيين بالقلق من أن الجهود المبذولة للاستفادة من الموارد السورية وعقود إعادة الإعمار المستقبلية، يمكن أن تعوقها روسيا أكبر داعم دولي لدمشق". ومضت تقول: "يحذر المسؤولون الإيرانيون والروس والأوروبيون من أنه من السابق لأوانه الحديث عن العوائد المحتملة من عمليات إعادة الإعمار المفترضة، التي قدَّرت الأمم المتحدة كلفتها بـ300 مليار دولار؛ لأن الحرب بين نظام الأسد والمعارضة لا تزال مستعرة". وأضافت الصحيفة: "الأهم من ذلك أنه من غير الواضح مَن الذي سيشارك في عمليات إعادة الإعمار، ما دامت الدول التي تمتلك المال ودعمت المعارضة على الهامش". ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إنه لاحظ خلال المعارض التجارية الأخيرة في سوريا، أن الشركات الإيرانية تلتقط الفضلات، مقارنةً بالشركات الزائرة من الصين (القوة الاقتصادية التي تحرص سوريا على جذبها). واعتبرت فايننشال تايمز أن النجاحات التجارية لإيران مهمة؛ أولًا لاستعادة ما يُقدَّر بـ6 مليارات دولار يقول مسؤولون إيرانيون إن سوريا تدين بها لطهران، فضلًا عن أنها بمنزلة قوة ناعمة تحتاجها الأخيرة لتطوير علاقات اقتصادية أطول أمدًا. وأشارت إلى أن الشركات الإيرانية بحاجة إلى جذب شركاء من الصين، ودول عربية لجلب المال اللازم لتدشين مشروعات تجارية في سوريا تعود بالنفع الاقتصادي على طهران. ونقلت عن رجل أعمال سوري قوله: "على الرغم من قوتها الإقليمية، فإن إيران لا تستطيع ممارسة الضغط. في ضوء أهمية سوريا بالنسبة إلى استراتيجية إيران الإقليمية، بماذا يمكن للإيرانيين تهديدنا؟! هل بالانسحاب؟! هم عالقون.. والنظام يعرف ذلك". وكانت إيران قدمت 4.6 مليار دولار في شكل خط ائتماني للأسد، كما أنفقت 16 مليار دولار لدعم النظام منذ 2012 ودعم شركاء آخرين لها في سوريا والعراق واليمن، فيما بلغ حجم تجارتها السنوية مع سوريا 58 مليون دولار؛ وذلك بحسب فايننشال تايمز.

مشاركة :