«تقدر يا الأخضر»

  • 6/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداً الخميس يبدأ منتخبنا السعودي مشواره في كأس العالم بروسيا، وستكون مباراة الافتتاح بين منتخبنا والمنتخب الروسي، لتكون فرصة سانحة لنقول للعالم كله: «هذه هي السعودية». كرة القدم لم تعد مجرد رياضة فقط، بل تجاوزتها لتصبح حراكاً يصنع اقتصادات دول ومنظمات، ويتسابق رجال السياسة من الاقتراب منها ليحصدوا النقاط تلو النقاط في علاقاتهم مع شعوبهم. أصبحت الرياضة عنصراً مهماً لتجاوز مشكلات اقتصادية وسياسية في بلاد عدة، وصار فوز الفريق الوطني فرصة لتحقيق نجاحات على صعد مختلفة، وقد يكون كذلك لتجاوز عقبات ونسياناً لكثير من الأزمات ولو لفترة بسيطة. الفرح الذي تمنحه الرياضة أمر غريب ولافت للنظر، ومن يرى تهافت الكل للحصول على تذكرة لمباراة أو البحث عن اشتراك في قناة لمتابعة مباراة فريقهم، سيعرف معنى جديداً للحب والولاء والانتماء. قيادتنا أولت الرياضة اهتماماً منذ زمن، ولكن في المرحلة الحالية رأينا دعماً ليس بالسهل لكل القطاعات الرياضية والألعاب المختلفة، إيماناً من القيادة بالرياضة وأثرها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وكيف أنه من خلال الرياضة نستطيع ضبط جودة الحياة وتنمية قيم مثلى في التنافس والعزيمة والإصرار. مباراة الافتتاح لمنتخبنا سيراها أكثر من بليون متابع، يتقدمهم ولي العهد الأمير الشاب، الذي يؤمن بشبابنا وبقدرتهم على صناعة الفارق والمختلف في المشهد الرياضي العالمي، يؤمن تماماً أنه على رغم فارق الإمكانات بيننا وبين كثير من الدول المشاركة، إلا أننا سنذهب بعيداً في مشاركتنا هذه، وهو على يقين أنه من هذا المونديال لن يغيب العلم السعودي عن أي مونديال آخر بعده. في حفل الافتتاح، سترفع فتاة سعودية علم المملكة، فتاة لها تميزها في رياضة الغطس، لنقول من خلالها إن من يتفوق ويجتهد سينال فرصة رفع علم بلاده في المحافل، ولنرسل رسالة من خلالها للعالم كله، أن المرأة السعودية شمسها لا تغيب، وحضورها مهم في المشهد العالمي، وأن ما من أحد ينتصر للمرأة يسعى للرفع من قيمتها مثل بلادنا كشريعة وكفكر يؤمن بها كياناً مستقلاً وفاعلاً. مباراة الافتتاح ستكون ليلة العيد، لذا عيدنا هذا العام سيكون مختلفاً، وستكون الشاشات والفعاليات المصاحبة هي صبغة عيدنا وسماته، ستحرص المقاهي وأماكن الترفيه على أن تقدم نفسها وتستثمر الفرصة في الكسب المادي وتقديم خدمات يسعد بها من يرتادها. ستكون ملاعبنا الرياضية والأندية والساحات العامة، جزءاً من هذا الكرنفال.. فما كنا نراه في الدول الأخرى سنراه عندنا بلغتنا وهويتنا الجميلة في المدن والمحافظات، وينطق كل أحد: «كلنا معاك يالأخضر». شهر شوال بالكامل سيتحدث العالم كله لغة واحدة ويجمعهم محفل واحد، ويركضون جميعاً خلف تلك الكرة، يرون أين ستذهب ومن سيفرح بها أكثر. الغريب في المنافسة الرياضية أن بمقدار فرح طرف هناك حزن عند الطرف الآخر، معادلة ما من حل لها، إلا التحلي بالروح الرياضية ونبذ التعصب، والبعد عن المناكفات والمشاكسات التي لا تمت للرياضة بصلة. مواقع التواصل، ستكون هي المضمار والملعب الثاني لكأس العالم، وسنرى تفاعلات لا حد لها، وسنرى تعليقات داعمة وأخرى جارحة، وكلنا أمل أن نبتعد عن الشخصنة في الأمور وفي العلاقات بين الدول، ونتفرغ للرياضة بمفهومها الجميل حماسة وإثارة ومنافسة شريفة. منتخبنا السعودي سيكون مع المنتخب المصري الشقيق في مجموعة واحدة، وستكون المنافسة داخل الملعب وخارجه على أشدها، وكلا الفريقين يملك قوة إعلامية وبشرية ليست بالسهلة، وكلنا أمل أن ينتصر صوت العقل ونكون معاً يداً واحدة ولساناً واحداً لنصرة الفريقين في مشوارهما بالمونديال. قرابة 30 يوماً سيتفق فيها العالم على شاشة واحدة وحوار واحد وتفاعل تجاه أمر واحد، سينسون الحروب والمظاهرات، وكل شيء غيرها، ستكون مساحة للنسيان وفرصة لأن يحب كل بلده، ولأن يستمتع الكل برياضة نظيفة ومنافسة حلوة، ونقول نحن وكل الشعب السعودي: «تقدر يالأخضر أن تصل بنا أبعد، ونفرح بك أكثر». taghreed_i_t@

مشاركة :