العنوان... مطلع قصيدة للشاعر المتنبي، يتحسر فيها على زمن مضى، حينما كان الحُرّ حُرّا، وأصبح العبد هو من يتحكم في الأحرار، والقصيدة تقول:عيد بأية حال عُدت يا عيدُبما مضى أم بأمر فيك تجديدُأما الأحبة فالبيداء دونهمفليت دونك بيدا دونها بيدُلم يترك الدهر من قلبي ولا كبديشيئا تُتيمه عين ولا جيدُوهذه حال أمتنا العربية التي أصبحت كلها رهن العبودية والذل والهوان، فعندما تقدمت دولة الكويت العروبة بقرار لإدانة الكيان الصهيوني على جرائمه في غزة، وقدمت إلى مجلس الأمن مقترح قرار لحماية الشعب الفلسطيني، خرج العبيد يهددون ويرعدون ويزبدون، من موقف الكويت الحُر الأبي.وكما يقول الكاتب محمد سيف الدولة: «لا تحارب لا تقاوم لا تتحدى لا تستقل لا ترفع رأسك لا تناصر فلسطين لا تعادي الصهاينة». هذه هي الوصايا السبع الأساسية، لكي تبقى الكراسي والرؤوس في أماكنها، بل ويريدون من الشعوب العربية تطبيق هذه الوصايا، لكن هذا حلم إبليس بالجنة، فكما أرادوا التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني والتركيع للأنظمة العربية عن طريق الاتفاقيات والمعاهدات، يريدون الآن بث سمومهم بين الشعب العربي لخلق المناصرين والأذناب لهم، لكن أيضا الشعب لن يطبّع ولن يركع ولن يخضع لكل أساليب التخويف والابتزاز، ولدينا في الشعبين المصري والأردني مثال ساطع على رفض التطبيع الرسمي، ورفض اتفاقية وادي عربة، وكامب ديفيد التي تم توقيعها قبل حوالي ثلاثين عاما.وما يفعلونه في الأردن حاليا واضحة أهدافه ومقاصده، على الرغم من معاناة الشعب الأردني والضغوطات المعيشية الهائلة التي يتم استغلالها لتحقيق مآربهم، فأي ثورة شعبية بحاجة إلى قيادة وطنية حكيمة لكي لا تذهب دماء الثوار سُدى ولكي لا يستفيد منها الخونة، فمشروع توطين الشعب الفلسطيني في الأردن مشروع قديم جدا، طُرح منذ ظهور الكيان الصهيوني في الأربعينيات، لكن أُعيد إحياء الفكرة من جديد، بعد أن استجدت الأمور والأحداث، فلقد صفا لهم الجو في العديد من الدول العربية، لكن حساباتهم تغيّرت قليلا في بعض الأقطار الأخرى، ولم تسر الأمور كما يريدون ويشتهون، لذلك لابد من إعداد العدة لضمان وجود هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب زمنا أطول، عبر طرح الفكرة مجددا بإزالة الأسرة الهاشمية وإحلال مجموعة من الخونة والعبيد التابعين والمخلصين لهم محلها، لتحويل الأردن إلى فلسطين، وإزالة المملكة الأردنية الهاشمية من خارطة العالم، بأسرتها الحاكمة!لكن أيضا ستفشل خططهم وسيبقى الأردن حصينا محصنّا، حيث إما التوجه نحو حل المشاكل المعيشية الأساسية العالقة للشعب الأردني، وهو الطريق الذي اختاره الأردن، وإما السير نحو المجهول كما صرّح الملك.الاجتماع الماسوني السري (بلدربيرغ) يُعقد الآن في مدينة توريين الإيطالية بين جهابذة الشركات المعلوماتية والإعلامية والمالية العالمية مثل غوغل، وول ستريت، والأكاديميين والسياسيين، ورجال الاستخبارات من المخابرات الفرنسية والبريطانية والأميركية والموساد الصهيوني، لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي، للتحكم في العالم والبشر، ونحن نتقاتل على ديك ودجاجة! بأي حال عدت يا عيد، والأمة العربية متشرذمة والأوطان مُقسمة والشعوب مُشردة، والقلوب متباعدة، فلا اليمن يمن، ولا ليبيا ليبيا، ولا السودان ولا العراق ولا سورية ولا لبنان كما نعرفها، وفلسطين يمر السبعون عاما على نكبتنا فيها، ولا يوجد أي قطر عربي إلا ويعاني من الأهوال والويلات. لكن يظل الأمل يدّق النوافذ والأبواب لتصحو الأفئدة والأرواح، والأمل يحتاج إلى عمل، الأمل المنبعث من عيون عهد التميمي، ومن روح كل طفل فلسطيني يضم تراب الأرض إلى قلبه ويرفع الحجر بيديه ليقذفه في وجه المحتل الصهيوني الغاصب، يقاوم ويصرخ: يسقط المحتل، آخر احتلال على وجه البسيطة، وسيزول حتما، كما سقط وزال كل احتلال قبله، نتمسك بالأمل دوما ونصلي له، وآنذاك سيكون العيد عيدين.
مشاركة :