في ظل استمرار أزمة قطر مع جيرانها، تسعى الدوحة باستماتة لتوسيع جيشها من الاستشاريين ورجال القانون الأميركيين، حيث ضمت مؤخراً وزير عدل أميركياً سابقاً ورجل قانون مقرباً من رودي جولياني محامي الرئيس دونالد ترامب إلى قائمة ممثلي الضغط المأجورين من أجل شراء نفوذ في واشنطن. وذكر موقع «الوحدة» الإخباري أن الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة الأميركية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)، كشفت عن أن الدوحة استأجرت كل من: مايكل موكاسي وزير العدل الأميركي في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وتوني كاربونتي، المساعد السابق لرودي جولياني، للمساعدة في تحسين صورتها أمام دوائر صنع القرار الأميركي. ومنذ يونيو 2017، قطع رباعي مكافحة الإرهاب السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر لدعمها الإرهاب. وتظهر الوثائق التي نشرها محرر شؤون الشرق الأوسط في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية ديفيد كينر، أنه بعد عام من الأزمة لا تسعى قطر إلى أية تسوية، وإنما تستأنف استراتيجية مكلفة للبحث عن مساعدة خارجية لإعادة صياغة صورتها في واشنطن. مساعد ثانٍ وموكاسي هو ثاني وزير عدل أميركي سابق تستعين الدوحة بخدماته بعد جون أشكروفت، الذي عينته خلال العام الماضي، ويأتي تعيينه في إطار عقد مع شركة «ديبيفويس وبلمبتون» للمحاماة. ووفقاً للوثائق، فإن موكاسي، الذي شغل المنصب بين عامي 2007 و2009، سيتقاضى مبلغ 1600 دولار في الساعة مقابل خدماته. وتهدف هذه الخدمات، الموضّحة في رسالة إلى المدعي العام القطري علي بن فطيس المري إلى «تقديم الحجج القانونية لعميله (قطر) في هذا النزاع». ويأتي هذا الكشف بعد 10 أيام من إعلان «بلومبرغ» أن المري قام بتعيين مستشارين من شركة «بلوبرينت»، يرأسهم كل من كاربونتي وكريس هينيك، الذي عمل أيضًا مع جولياني، وستتقاضى الشركة مبلغ مليوني دولار مقابل خدماتها لمدة عام. تأتي تعيينات قطر الجديدة في الوقت الذي استقال فيه مستشاران أميركيان آخران يعملان مع الدوحة فجأة الأسبوع الماضي؛ أحدهما أثارت غضبه صور الأمير القطري تميم بن حمد مع مفتي الإرهاب المثير للجدل يوسف القرضاوي، الذي يملك سجلاً طويلاً في التحريض على العنف. وذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأسبوع الماضي أن مورت كلاين، ورجل الأعمال الأميركي جوي اللحام قطعا علاقاتهما مع قطر، ليلحقا بنيك موزين، المستشار السابق للسيناتور تيد كروز، الذي أعلن تراجعه عن دوره الاستشاري في قطر.
مشاركة :