مع اقتراب عيد الفطر المبارك، ينتشر السعوديون في الأسواق لشراء الملابس الجديدة، خاصة الزي السعودي من الثوب والشماغ والطاقية والعقال، لكن الأثرياء يرغبون دائماً بالتميز. ففي عصر السبعينات كانت المنطقة الشرقية تصدر طاقية الأغنياء الملقبة بـ"أم جنيه" التي تحمل شكل الجنيهات الذهبية الدائرية المميزة بلونها. النساء في السوق الشعبي هن من كن يصنعنها يدوياً، وما زالت هذه المهنة متواجدة بالأحساء رغم قلة الكسب منها. أم حسين التي تجاوزت الـ60 عاماً، أوضحت لـ"العربية.نت" أن هذه النوعية من الطواقي لا يستطيع شراءها إلا الأثرياء والأعيان لارتفاع سعرها، ولكونها تصنع من خيوط الزري الذهبي الذي كان يستورد من أوروبا، ويتم إنتاج عدد معين منها لكونها باهظة الثمن، ويستغرق إنتاج الواحدة قرابة 4 ساعات. فرغم دخول الآلات لصناعة الطواقي إلا أن اليدوية لها تميز مختلف. والطاقية أو "القحفية" كما تسمى أيضاً في بعض دول الخليج، أخذت في البداية أشكالاً مختلفة امتازت بخشونتها وسماكتها، نظراً لكونها تُصنع في الماضي من وبر الجمال أو صوف الأغنام، لكن في العصر الحديث ومع إنتاج القماش بأنواعه باتت الطواقي أكثر بياضاً ونعومة. اشتهرت أسر من الهفوف والمبرز بالأحساء بخياطة أنواع متعددة من الطواقي، أشهرها "طاقية الزري"، الاسم الرديف لأم جنيه. كانت تُصدَّر عبر وسطاء إلى وسط وغرب المملكة، وتتراوح الأسعار من 30 ريالاً إلى 150ريالاً. أما الآن فتنوعت زخارفها وأشكالها، وقل تواجدها بعد أن كانت موضة العصر السابق. صانعة الطواقي، مريم الهزاع (40 عاماً)، تمارس حرفة صناعة الطواقي منذ صغرها، لتصبح اليوم مصدر دخلها، مؤكدة لـ"العربية.نت" أن نساء الأحساء منذ القديم هن الأشهر في صناعة الطواقي، وأصبحت علامة فارقة، "فهي الأجود والأغلى"، وفق قولها. وتابعت مريم: "نساء اشتهرن في المهنة من القديم، ففي كل يوم يحملن ما يصنعنه من طواقٍ، ويتوجهن بها إلى سوق القيصرية الشعبي ليبعنها للمتسوقين هناك الذين يفدون إليه من داخل الأحساء وخارجها. ومع مرور الوقت وتغير الأحوال، اخترن ترك السوق والانتقال إلى أماكن أخرى". وتضيف في حديثها: "رغم دخول الآلات في صناعة الطواقي إلا أن المنتجة يدوياً ما زالت تنافس بقوة في محال بيع الطواقي بالأسواق. فالطواقي الأحسائية التي تشتهر بنقوشها الذهبية، وحوافها ناصعة البياض، تجد إقبالاً من كل الأعمار، نظير ما تتميز به من دقة في الصنع وجودة في الخيوط".
مشاركة :