حافظ سوق الطواقي المصنوعة بالطريقة اليدوية، التي تقوم بصنعها نساء حرفيات توارثن المهنة، ليفترشن جزءا من السوق النسائي وسط الهفوف، على انتعاشه طوال العام كون هذه الطاقية الأندر والأغلى في السوق، متحدية التقنيات الحديثة، وحتى الماركات الكبيرة، فهي ما يبحث عنها الرجال لجودتها وقوتها وطريقة صنعها، ولا يقتصر لبس الطاقية على الكبار، فالأطفال يجدون نصيبهم منها، خصوصا الطواقي المطرزة أو تلك التي تحمل الأسماء. وقالت الحرفية مريم الهزاع، البالغة من العمر 45 عاما، والمختصة في صنع الطواقي، إن صناعة الطواقي حرفة تحتاج إلى إتقان ومهارة ولا يجيدها إلا النساء، وتجد رواجا واسعا طوال العام، وربما حجوزات تسبق الشهر، نظير ندرتها وجودتها. وأضافت: تعلمت هذه الحرفة منذ الصغر، وحرصت على إتقانها وإجادتها من أجل المحافظة على هذه الحرفة اليدوية في الأحساء، ولتكون مصدر رزق لي فهي تعتبر من الحرف الهامة والقديمة التي تقوم بها النساء في الأحساء، وما زالت باقية تتوارثها الأجيال، بل إن هناك من يحرص عليها ويطلب تعلمها. وقالت الهزاع إن حرفة صناعة الطواقي تحتاج إلى صبر وإتقان، ونحن نصنع الطواقي بالطرق التي اعتدنا عليها، وكذلك صناعتها على حسب الطلب، فمن أصحابها من يفضل صناعتها بالزخارف، ومنهم من يطلب كتابة الاسم، وكل يكون على حسب طلبه، مؤكدة أن صناعة الطواقي يدويا تتميز بالقوة والثبات لفترة طويلة وأسعارها ما بين 40 إلى 50 ريالا. وقالت أم أحمد المختصة في صناعة الطواقي يدويا: على الرغم من تطور المصانع وكثرتها وتطورها بالمعدات والآلات وتنوع الصناعة التي منها ما يصنع بالخيوط والتي تكون غالبا مستوردة من الصوف والقطن وكذلك النايلون، إلا أنني أقولها إن الطواقي المنتجة والمصنعة يدويا في الأحساء هي الأفضل، وسوقها طوال العام، لكن قبل وأيام العيد تجد طلبا أكبر، فهي ما زالت باقية، بل وتنافس بقوة في محال بيع الطواقي بالأسواق، ودائما ما يكون الطلب عليها في المناسبات والأعياد، بل إن هناك الكثير من خارج الأحساء ممن يحرص على شراء الطواقي حينما يزور الأحساء، خاصة وأن ما يميز صناعتها نقوشها المتنوعة، وتلك الحواف التي تكون ناصعة البياض، ولذلك عرفت صناعة الطواقي هنا في الأحساء واشتهرعدد من النساء بها وبصناعتها، وقد حرصن على المحافظة عليها. وقال عبدالعزيز السهلي «زبون»: يوجد الكثير ممن يفضل لبس الطواقي المصنوعة يدويا، كما أن هناك من يفضل لبس الطواقي بالشماغ أو لبسها بدون شماغ وخصوصا الصغار، فما يميز الطواقي المصنوعة يدويا أنها قوية وشكلها مميز ويمكن للشخص نفسه أن يختار طريقة تشكيلها بالنقوش والزخارف، كما أن ما يميزها رغم سعرها العالي أنها تبقى وقتا طويلا دون أن تتلف، وفي مناسبات كثيرة منها الأعياد والزواجات وغيرها تجد الإقبال على شراء هذه الطواقي. يذكر أن الحرفيات المختصات في صناعة وبيع الطواقي كن يجتمعن قديما وبشكل يومي مقابل سوق القيصرية، إلا أنه وفي الوقت الحالي يتواجدن في السوق النسائي بالهفوف، وما زلن يتميزن بصناعة تلك الطواقي.
مشاركة :