(العربية.نت – الوكالات): أطلقت القوات الموالية للحكومة اليمنية أمس الأربعاء هجوما واسعا بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية عسكرية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات. ووصلت القوات المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية إلى مشارف مطار مدينة الحديدة. وانطلقت فجر أمس الأربعاء عملية «النصر الذهبي» بإسناد من التحالف العربي لتحرير مدينة وميناء الحديدة، والتي قالت الحكومة اليمنية في بيان إنها جاءت بعد استنفاد كل الوسائل السياسية والسلمية لإخراج المليشيات الحوثية من ميناء الحديدة. وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء يوم الثلاثاء مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإخراج المتمردين من مدينة الحديدة. وتحقق العملية عقب ساعات من انطلاقها تقدما ميدانيا متسارعا، ووصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة إلى مشارف مطار الحديدة، وسط انهيار في صفوف مليشيات الحوثي. وقال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أمس الأربعاء إن الحوثيين أفشلوا كل الجهود السياسية لتسليم الحديدة، مؤكدا أن المليشيات تجاهلت المهلة الممنوحة للخروج من الحديدة. وأضاف في مداخلة مع قناة «الحدث» أن القوات تتقدم في محاور عدة، أبرزها محور مطار الحديدة، مشيرًا إلى أن المليشيات زرعت كمية كبيرة من الألغام في محيط الحديدة، مؤكدا أن قوات الشرعية تبعد مسافة 6 كلم عن مطار الحديدة. وقال: تقدُّمنا نحو الحديدة يتم بتأنٍّ بسبب الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي وحفاظًا على المدنيين، مشيرًا إلى أن مليشيات الحوثي رفضت خروج الأهالي من الحديدة. وأكد المتحدث باسم التحالف: «لدينا خطة متكاملة للتعامل مع كل السيناريوهات على الأرض»، مضيفًا: «لدينا أسرى من الحوثيين من كل الجبهات». وأضاف المالكي: لدينا خطط بشأن الجانب الإنساني والإغاثي في الحديدة، مشددًا على أن الحديدة ستكون نقطة انطلاق لتحرير بقية محافظات الساحل الغربي. ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى نحو ثمانية ملايين من السكان معظمهم في المناطق الواقعة تحت سلطة المتمردين، لكن التحالف يرى فيه منطلقًا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ إلى تطلق على السعودية. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم الخميس يبحث فيه الهجوم على الحديدة. ويأتي الاجتماع بناء على طلب المملكة المتحدة، إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، والتي طلبت أمس الأربعاء عقد اجتماع مغلق عند الظهر (16:00 ت.غ). وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان: «أدعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين». واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر ان «تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعا جديدا ويعيد الحوثيين إلى المفاوضات». من جهتها، أعلنت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي «خطة شاملة وواسعة النطاق» وضعها التحالف لتسليم المساعدات الإنسانية إلى مدينة الحديدة والمناطق المحيطة بها. وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية: «لدينا سفن وطائرات وشاحنات مزودة بإمدادات غذائية وأدوية لتلبية الاحتياجات الفورية للشعب اليمني». وأكد محافظ الحديدة الحسن طاهر ان السلطة المعترف بها «قادرة على تولي إدارة الميناء»، مضيفا: «نريدها حربا خاطفة وسريعة، لكن لا يمكن تحديد الحرب بيومين». من ناحية أخرى أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في دولة الإمارات استشهاد 4 من جنودها في معركة تحرير الحديدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، والذي تقوده المملكة العربية السعودية. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية، فإن الجنود الأربعة هم الملازم أول بحري خليفة سيف سعيد الخاطري، والوكيل علي محمد راشد الحساني، والرقيب خميس عبدالله خميس الزيودي، والعريف عبيد حمدان سعيد العبدولي. وتقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهداء، سائلة الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.
مشاركة :