بين كلام العقلاء.. والكلام المؤسف في جلسة الشورى حول التقاعد

  • 6/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بين كلام العقلاء.. والكلام المؤسف في جلسة الشورى حول التقاعد أكتب اليوم ونحن في نهاية الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، ونقول لأهل البحرين جميعا وقادة البلاد حفظهم الله عيدكم مبارك، وربي يعودنا جميعا على هذا الشهر سنوات عديدة. يؤسفنا ان نطرح هذه المواضيع قبل العيد، الناس تريد ان تسمع الاخبار الطيبة، تريد ان تخرج في اجازة جميلة مع الاهل والاصدقاء، والناس تريد ان ترتاح من وتيرة الحياة المزعجة، فقد اصبحنا مثل الآلة، نعمل ذات الاعمال، نمشي ذات الطرق، نقابل ذات الوجوه، فما احوج الانسان منا إلى اجازة ولو داخل الوطن، ومن يملك ان يسافر فهذا افضل لتغيير الجو والنفسية. سيطر موضوع التقاعد على الاجواء في رمضان، حديث الناس والمجالس وفي كل مكان نذهب نصادف الناس ونسمع منهم ونسمعهم ايضا، الناس في حالة توتر شديد، يحمّلون الصحافة السكوت عن هذه التعديلات (رغم اننا عملنا ما نستطيع) لكن احسب البعض يلوم بعض الصحف أو بعض الكتاب. اطلعت على اكثر من مداخلة لأعضاء مجلس الشورى في جلسة اليوم (الاربعاء) حول تعديلات قانون التقاعد، منهم من تكلم بحكمة وعقلانية وواقعية مثل الاخ الاستاذ عبدالعزيز ابل، ومثل الاخ سيد ضياء الموسوي، ولا اعرف ان كانت هناك مداخلات اخرى طيبة، ربما لم اطلع عليها. بالمقابل يبدو ان هناك مداخلات مؤسفة تحدث بها البعض، ووصف الناس بأوصاف لا تليق مع الاسف ونقلتها الصحف. طرح بعض أعضاء مجلس الشورى ان هناك (ويبدو انهم يقصدون نوابا) من ثارت حفيظته على التعديلات لأن البعض يستلم راتبين للتقاعد، وهذه النقطة سيلمة ونتفق مع أعضاء الشورى عليها. لكن للحق والحقيقة فإن كاتب السطور العبد لله هو أول من طرح مقالات عديدة وفجر موضوع الراتبين للتقاعد، كتبت في ذلك مرارا وتكرارا، وقلت ايضا ان صندوقا خاصا لتقاعد النواب والشوريين هو خطأ كبير واستنزاف لميزانية الدولة ولمقدرات الشعب. الخلاف يا سادة يا كرام يا أعضاء مجلس الشورى ليس على هذه النقطة، الخلاف على نقطة ان توافقوا على اعطاء صلاحياتكم كمجالس تشريعية إلى مجلس ادارة هيئة الضمان الاجتماعي، وهم يقررون ما يريدون ويسلبون الحقوق ممن يريدون. هنا نقطة الخلاف الاكبر، كيف تقبلون انتم بذلك ويقبل أعضاء مجلس النواب؟ بالمقابل وليعذرني الاشخاص المحترمون في مجلس ادارة الضمان الاجتماعي، فإن هذا المجلس انما هو مجلس فشل في الكثير من الامور وفي سنوات متعاقبة، ناهيك عن السمعة غير الطيبة للهيئة، والاستثمار الفاشل لأموال المتقاعدين على مرور الحق والسنوات، وهذا يظهر بجلاء ان هناك خللا كبيرا في هذا المكان ينبغي إصلاحه قبل ان نذهب إلى جيوب المواطنين ونسدد الفشل والاخفاف وإن شئتم (الـ..... د) من جيوبهم. كل تقارير الرقابة المالية وهي تصدر من جهة رسمية محترمة قد جاءت على كل الامور الخاطئة والمؤسفة والمحبة في هيئة الضمان الاجتماعي ناهيك عن الامور الكثيرة ايضا التي لم يصل اليها تقرير ديوان الراقابة المالية والادارية، بينما لم يتحرك احد لإصلاح هذا المكان من الداخل قبل ان نقول للناس ان هناك عجزا اكتواريا وإفلاسا للصناديق (كيف افلست الصناديق يا سادة)؟؟ الحقيقة ان هناك عجز في الكفاءات والعقول، والايادي المخلصة الوطنية النظيفة، هناك عجز في إصلاح المكان، هناك عجز في تنظيف المكان، هذا هو العجز الحقيقي. تتركون كل هذه الملفات وتأتون إلى جيوب الناس، وتعطون الصلاحيات لمجلس لم ينجح في الادارة اصلا؟ هذا هو الخطأ الاكبر، اعطاء الصلاحيات لمجالس ادارة على هذه الشاكلة امر مؤسف وطامة كبرى. موضوع الراتبين لم يكن لأعضاء مجلس الشورى السبق فيه، وهم ايضا مستفيدون، الموضوع طرح وفجر هاهنا في هذه الزاوية، نحن من طرحناه وكتبنا حوله، فالأمور الخاطئة يجب أن تصحح من اجل المصلحة الوطنية للبحرين وأهلها. بالله عليكم كم مرة تدخل جلالة الملك حفظه الله ورعاه بحكمته وبعد نظره وبمحبته لأهل البحرين من اجل إنقاذ الصناديق التقاعدية، كم من الاراضي وهب، تدخل جلالة الملك في كل مرة كان من اجل الناس وحقوق المتقاعدين فجلالته يعلم ان الانسان في نهاية عمره يحتاج لأن يعيش حياة كريمة لا يكون فيها بحاجة إلى أحد. إذن هناك امور خاطئة داخل هذا الكيان وينبغي تصحيحها وانقاذها، لن يجدي نفعا ان تضخ الاموال والعطايا في جيوب بها ثقوب، هذا لن يجدي. صححوا الامور في هيئة الضمان الاجتماعي، واجلبوا للمكان الايادي النظيفة التي لديها كفاءة وتحب وطنها، حتى تقوم هذه الايادي بتنظيف المكان وسد كل الثقوب، هذه أول خطوات الحفاظ على المال العام، وأموال وحقوق المتقاعدين. تركنا كل ذلك، وذهبنا نريد ان نسد «العجز الاكتواري» من جيوب الناس، وهذه هي الطامة الكبرى. من لا يرى الحقيقة على عينه غشاوة، وهذا لا ينفي وجودها، من هنا نطالب أعضاء السلطتين والحكومة الموقرة بمعالجة ملف هيئة الضمان الاجتماعي برمته/ كما قال الاستاذ عبدالعزيز ابل، الوضع يحتاج إلى دراسة متكاملة حول صناديق التقاعد، وهذه الدراسة يجب الا تستثني الاخطاء والثقوب ومن خلفها. نحن في بلد تغيب فيه المحاسبة، من اجل ذلك تظهر كل هذه الامور الخطيرة في الاماكن التي بها (اموال)..!!

مشاركة :