في أعقاب انهيار الاتفاق النووي وخروج أمريكا من هذا الاتفاق الهش يتخبط مسؤولو نظام ولاية الفقيه من شخص خامنئي حتى رئيس جمهوريته حسن روحاني وبقية المسؤولين الاساسيين في هذا النظام وكل منهم يشير بإصبع الاتهام نحو الآخر ويعتبره المتهم الأول في مسألة الاتفاق النووي. في هذا الجدل الحكومي أكثر ما يثير الاهتمام هو أصابع الاتهام الموجهة بين الولي الفقيه خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني نحو بعضهما الآخر. خامنئي بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي قال وهو يستشيط غضبا: لقد قلت منذ البداية إنه لايمكن الوثوق والاعتماد على بأمريكا، من ناحية أخرى، جاء حسن روحاني برد وقال: نحن في مسألة الاتفاق النووي عملنا وفقا لبيانات وأوامر المرشد الأعلى بحذافيرها. وكل ما تفضل به معاليه من أوامر وتوضيحات قمنا بالإعلان عنها والعمل على تنفيذها وإجرائها. كل هذا موجود ومكتوب وموثق ويمكن عرضه في أي وقت. وتستمر الصراعات والجدالات الحكومية بحثا عن المذنب الرئيسي في هذا الاتفاق. في مناسبة ذكرى موت خميني (3 يونيو) الملا حيدر مصلحي وزير استخبارات النظام السابق خلال حديثه حول فشل وانهيار الاتفاق النووي قال: «الشخص الذي كان مسؤولا وأعطى كلمته ووعوده في هذا الاتفاق يجب أن يجيب الآن عن هذه التساؤلات والنظام يجب أن لا يصبح في مرمى الاستهداف». ويتابع حديثه قائلا إننا نواجه فتنة كبيرة. مخطط العدو هو الفتنه الجديدة. إن كلا من الجيش وقوات الحرس وقوات البسيج وقوى الشرطة يقع على عاتقها مهمة كبيرة في الأيام القادمة. واذا كنا تجاوزنا فتنة عام 2009 يجب أن نجهز أنفسنا ونكون مستعدين لفتن أكبر منها قادمة. العدو يسعى للتخطيط لفتنة جديدة يكون محورها الرئيسي أساس نظام ولاية الفقيه. اشارة الملا مصلحي نحو توجيه سهم الاحتجاجات «نحو الولي الفقيه» وخوف الحكومة الدينية من نفور وكره عامة الشعب لشخص خامنئي. الأمر الذي ظهر في انتفاضة يناير الماضية من خلال شعارات (الموت لخامنئي) في اكثر من 142 مدينة إيرانية منتفضة ومعترضة. في هذه الأيام إن فشل الاتفاق النووي يضع خامنئي اكثر فأكثر في معرض المحاسبة الشعبية بسبب الملف النووي والخسارة الفادحة التي ألحقها بالشعب الإيراني بسبب مشروع صناعة القنبلة النووية. الملا علم الهدى ممثل خامنئي وإمام الجمعة في مدينة مشهد كان قد قال قبل أسبوع مضى: «لماذا تذهبون باتجاه عمود خيمة النظام ومسؤول الولاية؟». الحقيقة هي أنه كلما ازداد وتوسع الكره العام والغضب الشعبي ضد النظام الديني أكبر ازدادت شدة الصراع والحرب بين المسؤولين الحكوميين ضد بعضهم بعضا أكثر فأكثر. السبب الرئيسي وراء وجود التناقضات والخصومات داخل الحكومة هو الخوف من انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الإسقاط الحتمي لهذا النظام. بعد أسبوعين على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الفاشل مع النظام الديني، وزير الخارجية الأمريكي وفي أول حديث له يعترف رسميا بانتفاضة الشعب الإيراني في مواجهة الدكتاتورية الدينية وأكبر داعم للإرهاب، وطالب بتشكيل جبهة دولية في وجه النظام الإيراني. وزير الخارجية الأمريكي أشار إلى «النواقص المميتة» في التوافق النووي الذي تم امضاؤه مع النظام، ومنها ما سماه «مال الدم» الذي وضعه الاتفاق تحت اختيار هذا النظام، وتحت اختيار الوحوش ومجرمي الحرب أمثال قاسم سليماني، وأشار إلى قرار مجلس الامن السابق الذي وضع برنامجا مؤلفا من 12 مادة على طاولة نظام الفاشستية الدينية الحاكم في إيران، وأكد أن أي اتفاق جديد مع النظام الإيراني يجب أن يشمل الشروط التالية: وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، السماح بالتحقيقات من دون قيد أو شرط، وقف البرنامج الصاروخي للصورايخ التي تحمل رؤوسا نووية، الاعتراف رسميا بسيادة العراق ونزع سلاح المرتزقة، الخروج الكامل من سورية، انهاء إطلاق الصواريخ وتهديد البلدان المجاورة ووقف الدعم للمجموعات الإرهابية في اليمن ولبنان وافغانستان. ومع إعلان هذه الشروط قال وزير الخارجية الأمريكي مخاطبا رؤوس النظام الإيراني: «اذا قمتم بتغيير سلوككم عندها فقط سنفاوضكم». الشعب والمقاومة الإيرانية يرحبان بالاعتراف رسميا بانتفاضتهم ومطالب الشعب الإيراني العادلة التي بقوا ثابتين عليها مدة 37 عاما. السيدة مريم رجوي في هذا الصدد أكدت: أن تغيير سلوك الملالي سوف يؤدي حتما إلى تغيير نظامهم. التغيير والتحول الديمقراطي في إيران هو الطريق الوحيد لحل المعضلات والمشاكل في إيران والأزمات في المنطقة. الجبهة الدولية ضد الدكتاتورية الدينية والإرهابية الحاكمة في إيران هي ضرورة تاريخية من أجل السلام والامن والتعايش السلمي الإقليمي والدولي. في الحقيقة إن وضع مسؤولي النظام الديني لأصابع الاتهام بعضهم نحو الآخر لا يفيد هذا النظام المتهالك للسقوط السريع في شيء. ان عصر هذا النظام القمعي قد انتهى. والشعب الإيراني ومقاومته العظيمة سوف ينادون بمطالبهم النهائية في 30 يونيو المقبل في قاعة فلبنت في باريس. #FreeIran2018 كلمة الشعب والمقاومة الايراينة هي شيء واحد لا أكثر ألا وهو: السقوط الكامل والتام للنظام الفاشستي الديني الحاكم في إيران وإحلال السلام والديمقراطية في إيران الغد الحرة. { كاتب إيراني Abl.majeed.m@gmail.com
مشاركة :