تصدح فيافي وجبال تبوك بأصوات حداء الهجانة في أول أيام العيد في مظهر توارثته الأجيال عند أهل البادية , يرسمون فيه لوحة تراثية فنية وهم يزينون ابلهم بالدويرع والغرضة والبطان وينطلقوا في جماعات منذ الصباح الباكر على ظهور ابلهم بعد أن يؤدي الجميع صلاة العيد , ليعايدوا اقاربهم وأصدقائهم ويتشارك الجميع فرحة العيد ويتبادلوا فيه التهاني والتبريكات بعد أن بلغهم المولى عز وجل صيام وقيام شهر رمضان المبارك . ويتشارك الجميع وجبة الافطار بعد المعايدة التي عادة ما تكون المجللة أو كما يسمها البعض بالخميعا وهي عبارة عن عجينة من (البر) تعد على الصاج الخاص بها ولا توضع في الجمر كما هو الحال في إعداد الفته وعند نضوج قرص الخميعا او المجللة يقطع في اللبن ويعجن ثم يضاف إليه السمن البري وهناك من يميز بينهما فعند إضافة السمن تسمى (المجللة) وعند إضافة اللبن أو الحليب تسمى (الخميعا ) . أو البعض منهم يقوم بإعداد المنسف الذي يتكون من اللحم والرز وخبز الشراك إلا أن اللحم يطبخ باللبن( الجميد ) ثم يفرد خبز الشراك في قاع الصحن ويغطى بالرز وفوقه اللحم ثم يسكب عليه مرق الجميد , وهناك أكلات شعبية اخرى تقدم ايضاً مثل الجريش والمرقوق . ومن مظاهر العيد عند أهل بادية تبوك وهي ممارسة الرماية بأن يوضع هدف على مسافة بعيده ثم يتنافس المشاركون في اصابته برميه ببنادقهم وهو مايعكس المهارة في الرماية لدى ابناء البادية . وفي مساء العيد يكون اللون التراثي حاضرا حيث يجتمع ابناء البادية ليعبروا عن فرحتهم بالعيد بأداء لون الدحه والرفيحي والسامري وسط أجواء من البهجة والفرحة . هكذا هي أجواء الاحتفال بالعيد كما يفضله أبناء تبوك الذي فضل الكثير منهم المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم , بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها وما أفسدته التقنية الحديثة من متعة الاحتفال بالعيد ولمة الأهل والأقارب .
مشاركة :