يدخل المنتخب المصري الجمعة غمار مونديال 2018 من بوابة أوروغواي سعيا لفتح الشهية بعد مواجهة روسيا والسعودية، فيما "أسود" المغرب يواجهون إيران في مباراة لا تخلو من خلفيات سياسية وبانتظار موقعة المساء بين منافسيهم في المجموعة الثانية، إسبانيا المتأزمة والبرتغال الطموح. دقت ساعة دخول المنتخبين المصري والمغربي غمار كأس العالم 2018 لكرة القدم إذ يواجه "الفراعنة" أوروغواي في إيكاتيرنبورغ لفتح شهية الانتصارات، في حين يكون "أسود الأطلس" في مهمة تخطي إيران بسان بطرسبورغ في لقاء يحمل خلفيات سياسية قد تؤثر بشكل أو بآخر في الأداء والنتيجة. ويختتم هذا اليوم الثاني من مونديال روسيا بموقعة العملاقين الجارين، إسبانيا المتأثرة من إقالة مدربها والبرتغال الطموح لكسر النحس أمام "الروخا". ويسعى منتخب مصر إلى بداية موفقة قد تعبد له طريق المرور إلى ثمن النهائي وهو يتحدى أوروغواي العنيدة بقيادة ثنائي الهجوم الرهيب لويس سواريز وإدينسون كافاني، عند الساعة الثانية بتوقيت باريس (الواحدة بتوقيت غرينتش). والتحدي ستختلف طبيعته وشدته بحضور النجم العربي المحبوب محمد صلاح أو غيابه. الكل يتساءل: هل يشارك محمد صلاح في مواجهة أوروغواي؟ ولم يسارع المدرب هكتور كوبر الخميس خلال مؤتمره الصحفي الذي يسبق المباراة إلى تأكيد مشاركة مهاجم ليفربول "مئة بالمئة" سوى لأهمية وجوده ضمن التشكيلة الأساسية. وهذا لأسباب متنوعة منها الرياضية والسيكولوجية: فالهجوم المصري تتضاعف قوته وفعاليته بحضور صلاح، هداف تارة وصاحب تمريرات حاسمة تارة أخرى. وحضوره يرهب الدفاع الخصم ويثير قلقه بقدر ما يرفع من تجنيد طاقته، ما من شأنه إتاحة الفرصة لخط الهجوم المصري لتشغيل الثغرات وتسجيل الأهداف. ولن يكون المصريون مرتاحين للتعادل أو الخسارة في مجموعة تتزعمها روسيا الفائزة على السعودية 5-صفر الخميس في مباراة الافتتاح وتحت أنظار فلاديمير بوتين. وبالتالي، بات الفوز حتميا أمام منافس أنهى تصفيات أمريكا الجنوبية أمام الأرجنتين ونجومها المتعددة. منافس لديه سواريز وكافاني، وليس إلا. فدفاع قوي متماسك بزعامة لاعب أتلتيكو مدريد دييغو غودين وخط وسط خانق متجانس يقوده لاعب إنتر ماتياس فيتشينو. وردد لاعب أوروغواي مرارا أن أهم مباراة بالنسبة إليهم في المجموعة الأولى أمام مصر، ما يعني أنهم يولون أهمية بالغة لهذه المواجهة لتحديد مصيرهم في البطولة. وللإشارة، سيصبح الحارس المصري عصام الحضري (45 عاما) في حال خاض المباراة أكب لاعب يشارك في منافسات كأس العالم. "أسود الأطلس" أمام فرصة سانحة من جانبه، يأمل المنتخب المغربي في الإطاحة بإيران في مباراته الأولى ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تجري على ملعب سان بطرسبرغ المذهل عند الساعة الخامسة بتوقيت باريس (الرابعة بتوقيت غرينتش). ويشترك الفريقان أصلا في هذا الطموح لأن كلا منهما يتوقع ارتفاع نسبة التحدي أمام المنافسين الآخرين، إسبانيا والبرتغال. ويتساوى المغرب وإيران في عدد المشاركات بكأس العالم، خمسة لكليهما، لكن الأول يسعى لتكرار إنجاز عام 1986 عندما تأهل لثمن النهائي فيما الثاني يرغب بتحقيق هذا الحلم على أراضي روسيا. وإذا كان "أسود الأطلس" أكملوا حملة التصفيات وجملة المباريات الودية التي خاضوها منذ تشرين الثاني/نوفمبر من دون أي خسارة، فإن لاعبي المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لم ينوسا أنهم ثاني منتخب حجز مكانه في مونديال 2018 بعد البرازيل، وهو أمر لا يستهان به. هذه المعطيات تنذر بمواجهة شيقة مثيرة قد لا تخلو من خلفيات سياسية بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والجمهورية الإسلامية في أيار/مايو بقرار من الرباط في قضية تتعلق بالصحراء الغربية. ولكن الجماهير تركز على الجانب الرياضي، وبهذا المجال تبدو الأمور متكافئة رغم أن تشكيلة "الأسود" بقيادة مهدي بنعطية في الدفاع وكريم الأحمدي في الوسط وحكيم زياش بالهجوم تعطي الانطباع بأنها أقوى. فهل يفرط لاعبو الفرنسي هرفي رونار بالثقة؟ البرتغال يريد الثأر من إسبانيا وفي ختام اليوم الثاني من منافسات المونديال الروسي، قمة جميلة مثيرة بين جارين مرشحين للعب الأدوار الأولى، قمة بنهكة إيبيرية تدور في فلكها نجوم متقاربة في المستوى، فيما يميل الطموح إلى الجانب البرتغالي الساعي للثأر لخسارته في ثمن نهائي جنوب أفريقيا في 2010، والتي فاز بها زملاء أندريس إنييستا بهدف من دون رد سجله دافيد فيا في الدقيقة 63. ويبدو الطموح البرتغالي واقعيا وفي المتناول نظرا للأزمة التي عصفت بـ "الروخا" عشية المونديال إثر إقالة مدربها خولن لوبيتيغي الذي تعاقد مع ريال مدريد من دون إبلاغ الاتحاد الإسباني للعبة. وكان لوبيتيغي الرجل الذي أعاد منتخب بلاده إلى سكة الانتصارات والتوازن والاستقرار بعد خروجه المذل من الدور الأول بمونديال البرازيل (2014) ثم خسارته المبكرة في "يورو 2016" أمام إيطاليا بثمن النهائي. وإذا كان السؤال هل بإمكان خليفة لوبيتيغي، أي المدافع الدولي السابق فرناندو ييرو، الحفاظ على ثقة اللاعبين وتوازن الفريق، فالجواب غير واضح. وأما إذا كان السؤال هل بإمكان راموس وزملائه التركيز على مهمتهم الرياضية بغض النظر عن كواليس القضية الوطنية فالجواب هو "نعم". ولكن السؤال أيضا هل بإمكان كريستيانو رونالدو وبقية الترسانة البرتغالية من تحقيق فوز نادر على إسبانيا في إحدى البطولات الكبرى، فالجواب كذلك "نعم". فبين أبطال العالم 2010 وأبطال أوروبا 2016، تبدو القمة الإيبيرية مفتوحة على كل الاحتمالات، ما يزيد من إثارتها وترقب موعد بدايتها (الساعة الثامنة بتوقيت باريس، السابعة بتوقيت غرينتش). علاوة مزياني نشرت في : 15/06/2018
مشاركة :