سرمد الطويل(بغداد) أعلنت الجبهة العراقية للحوار الوطني برئاسة صالح المطلك دعمها لدعوة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لطاولة حوار وطني، في حين حذر زعيم ائتلاف الوطنية من أزمة تطيح العملية السياسية في العراق. وعدت الجبهة في بيان الدعوة خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكدة ضرورة أن يتضمن جدول أعمال اجتماع بغداد الخلل البنيوي الذي رافق مسيرة العملية السياسية، وأزمة غياب منطق الدولة والمؤسسات، وضرورة كشف الفاسدين والمزورين الذين تلاعبوا بالحقوق السياسية للمواطنين عندما زوروا وسرقوا أصوات الناخبين. وأضاف بيان الجبهة أن مثل هذه المبادرات تقطع الطريق أمام أي محاولة لإعادة التخندقات الطائفية، واعادة استنساخ تجربة المحاصصة المقيتة. وكان العبادي قد دعا في وقت سابق بكلفة متلفزة من المنطلق الوطني، إلى عقد لقاءات مسؤولة للاتفاق على البرنامج المقبل لإدارة الدولة بجميع مؤسساتها وسلطاتها، وعلى ضوء الدستور والقانون، وأن يكون البرنامج المنشود ملبياً لطموحات مواطنينا في العيش الكريم وحماية الدولة والمجتمع، وأن نضع أسساً قوية ودائمة للتعايش السلمي وللسلم الأهلي، ونستهدف محاربة الفساد والقضاء عليه، والتخلص من المحاصصة الفئوية الضيقة . ووجه الدعوة الى الكتل السياسية لعقد لقاءٍ على مستوى عالٍ بعد عطلة العيد مباشرة، وفي المكان الذي يتم تحديده لاحقا، بعد التشاور لوضع أيدينا بأيدي بعض من أجل حماية الوطن والمواطنين، وضمان سلامة العملية السياسية والمكاسب الديمقراطية، والاتفاق على آليات محددة للإسراع بتشكيل المؤسسات الدستورية بأفضل ما يمكن، وبالاعتماد على قرارنا الوطني، ومصالح بلدنا وشعبنا. وأعلن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني التأييد لمبادرة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لعقد اجتماع، قال: «إنه على مستوى عالٍ للاتفاق على كيفية المضي قدماً نحو تشكيل البرلمان والحكومة». وقال بارزاني، وهو نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان: «إن حزبه وشعب كردستان يسعيان للخروج من الأزمة التي تهدد مجمل العمل السياسي في العراق»، مشيراً إلى أن حزبه يؤيد أي خطوه ومبادره تسعى للخروج من الحالة السياسية غير المستقرة في العراق، والعودة إلى العمل على قاعدة الدستور والاحتكام الى القوانين إلى معالجة المشاكل. وأضاف: «لذا فإن مبادرة، حيدر العبادي رئيس الوزراء، إذا كانت تصب في هذا المجرى، وتؤدي الى مباحثات جدية من أجل تأسيس تحالف واسع ومنطلق لولادة حكومة فعالة، تستطيع حل العديد من المشاكل الداخلية والخارجية، والتي تواجهها العراق، مرحباً بها». وأضاف: «نتطلع، بعد انتهاء عطلة العيد، إلى مباحثات مكثفة ومسؤولة في بغداد ومع جميع الأطراف المعنية، من أجل الغاية المنشودة». وشهدت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو انخفاضاً في الإقبال على التصويت ومزاعم بالتزوير، مما جمد محادثات تشكيل حكومة جديدة. وسمح البرلمان بإعادة فرز يدوي للأصوات في أنحاء البلاد، فيما دعا بعض السياسيين لإعادة الاقتراع. وحذر زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، من أزمة قد تطيح العملية السياسية في العراق. وأضاف علاوي خلال تهنئته بعيد الفطر المبارك: «يمر علينا عيد الفطر هذا العام، ونحن على شفا أزمة قد تطيح العملية السياسية نتيجة عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات وتداعياتها، بالإضافة إلى استمرار نزيف الدم العراقي ومعاناة العراقيين». وأكدأ ن «أي محاولة لاستنساخ التجارب السابقة ستعيد العراق الى المربع الأول، وستنتج شكلاً آخر من المحاصصة التي تسببت بالويلات والخراب للعراقيين». ودعا جميع القوى السياسية لتغليب مصلحة الوطن والمواطن، والنظر بواقعية أكثر لأوضاع العراقيين، لافتاً إلى أن ائتلاف الوطنية يدعم ويساند كل جهد مخلص لتشكيل تحالف عابر للطائفية ضمن الفضاء الوطني. وأثار تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع زعيم منظمة بدر هادي العامري، تساؤلات عدة حول موقف القوى السنية والوطنية من التحالف، ولاسيما أن «سائرون والفتح» شكلا تحالفهما على أساس طائفي، حسبما وصفه سياسيون. وما زاد المشهد تعقيداً، هو أن الطرف الشيعي الأبرز في معارضته لإيران، تحالف مع الشخصية الأقرب إلى طهران، بعدما وصف في وقت سابق تحالف العامري مع العبادي قبل الانتخابات -الذي انفض سريعاً- بأنه «بغيض وتخندق طائفي».
مشاركة :