وضع ليونيل ميسي مدينة برونيتسي الروسية، التي لا يتجاوز تعداد سكانها 20 ألف نسمة على الخريطة العالمية بعد الإقامة فيها. قبل أن يحل ليونيل ميسي ورفاقه الأرجنتينيون في برونيتسي، كان الهدوء سائداً في هذه البلدة، التي لا يتجاوز عدد سكانها العشرين ألف نسمة والواقعة على بعد حوالي 50 كلم جنوب شرق العاصمة موسكو، لكن وضع هذه البلدة تغير إذ أصبحت على الخريطة "العالمية" بعدما اختارها الأرجنتينيون مقراً لهم في مونديال روسيا. أعلام بوجه ميسي، لوحة جدارية عملاقة عليها رسم نجم برشلونة الإسباني بقميص المنتخب الوطني "تشرف" على المارين ذهاباً وإياباً. لم يسبق لهذه البلدة أن اختبرت هذا الاهتمام الإعلامي والجماهيري، وربما لن تختبره مجدداً بعد رحيل ميسي ورفاقه. توافد قرابة 400 شخص الاثنين إلى مقر تمارين المنتخب لحضور أول حصة تدريبية مفتوحة للمنتخب الساعي إلى إحراز اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1986 وتعويض خيبة خسارة نهائي 2014 أمام ألمانيا. لم يكن أحد من الحاضرين يهتف "أغويرو" أو "ماسشيرانو" أو "هيغواين"، كان الجميع بانتظار خروج ميسي الى أرضية الملعب من أجل رؤيته عن كثب، ثم سرعان ما علت الأصوات بعد "ظهوره" من داخل المبنى. "ميسي! ميسي!" كانوا يصرخون، محاولين جذب انتباه النجم الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات. لم يتجاهلهم نجم برشلونة ورد لهم التحية، حتى أنه بقي بعد التمارين من أجل التقاط الصور معهم والتوقيع لهم على التذكارات. كانت المشاعر الجياشة طاغية في المدرجات، لكن الحماس لم يكن محصوراً بالمشجعين وحسب، بل حتى أن السفير الأرجنتيني في موسكو أرنستو لاغوريو جاء إلى البلدة من أجل رؤية "البعوضة" عن كثب. وفي حديث مع وكالة فرانس برس، قال لاغوريو: "كان الأمر رائعاً، سارت الأمور على ما يرام، كانت فترة بعد ظهر لطيفة". آخرون مثل معلم التربية البدنية لوكاس ليديزما، الذي انتظر وصول حافلة الفريق يوم السبت، خالجته المشاعر نفسها بعد الرحلة الشاقة التي خاضها إبن الثلاثين عاماً على دراجته الهوائية. وإذا كان هناك أي شيء على قدم المساواة مع ميسي في هذا العالم، فهو على الأرجح هذه اللوحة الجدارية الضخمة، التي يحدق بها المارة في أحد الشوارع المجاورة للطريق الرئيسي في البلدة. "عندما كنت أرسم ميسي، كنت أرسم أسطورة من عصري. ميسي هو أحد أفضل اللاعبين (في العالم)"، بحسب ما لخص الفنان سيرغي إروفيف الذي كُلف إعادة تصميم الجدار بعد فوزه بمسابقة. يعترف إروفيف، والطلاء ما زال متناثراً على سرواله، بلغة إسبانية ركيكة تعلمها أخيراً أن لديه حلمه الخاص: "أريد من ميسي أن يأتي لرؤية عملي". على مقربة من مركز تمارين الأرجنتين، هناك منزل تم تحويله موقتاً إلى حانة رياضية تقدم "ماتي ليستو"، وهي نسخة من المشروب الأميركي الجنوبي الشعبي المليء بالكافيين.
مشاركة :