برلين (د ب أ) تخلى لارس هاتفيج عن التدخين وقضاء العطلات والخروج مع الأصدقاء، كما أنه يضيء مصباحاً كهربائياً واحداً داخل شقته السكنية بالعاصمة الألمانية برلين، وعندما يأتيه زائرون، فإنه يطلب منهم استخدام صندوق الطرد داخل دورة المياه في أقل حدود ممكنة، وهو يفعل كل هذا من أجل تحقيق هدفه، ألا وهو التحرر من قيود العمل والرواتب. وتقاعد هاتفيج منذ ثلاث سنوات، ويبلغ حالياً من العمر 47 عاماً، وهو من بين عدد لا بأس به من الألمان مخلصين لفكرة الاقتصاد في الإنفاق، وهي فلسفة تتعلق في المقام الأول بتبسيط الأمور والتواضع والاعتدال. ويدخر هؤلاء الأشخاص، الذين يطلقون على أنفسهم اسم المقتصدين في الإنفاق، دخلهم قدر المستطاع، وكثيراً ما يستثمرون أموالهم في الأسهم وصناديق الادخار. وإذا ما أثمرت جهودهم، فإنهم يجنون ثروة بشكل تدريجي كي يعيشوا من ريعها حتى نهاية حياتهم، دون أن يضطروا للعمل مرة أخرى. ويقول خبراء الاقتصاد الألمان إن هذه الفكرة نبعت في الولايات المتحدة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وذكر معهد الاتجاهات وأبحاث المستقبل في مدينة هايدلبرج أن «كثيراً من الأميركيين أصبحوا أكثر وعياً بالرغبة في الاحتفاظ بأموالهم»، مضيفاً أن «نمط الحياة القائم على الاقتصاد في الإنفاق يمكن أن يساعدهم في هذا السلوك الاستهلاكي القائم على الوعي». وبدأ حلم التحرر المالي لدى هاتفيج في توقيت كان يعاني فيه من الإفلاس. ... المزيد
مشاركة :