سندباد البحراوي.. منبر المثقفين وقبلة الفنانين بممر البورصة

  • 6/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مكان صغير مكون من طابقين أحدهما خشبى يفصل بينهما سلم خشبى صنع بمهارة عالية، بشارع أبوبكر خيرت وبجوار الإذاعة القديمة بممر البورصة، كانت مكتبة «سندباد» أو مكتبة «عمر» كما كان يطلق عليها مريدوها من الشباب والتى أنشأها الدكتور سيد البحراوى وزوجته الدكتورة أمينة رشيد والتى أصبحت منذ سنوات ملكًا للكتب خان.تأسست مكتبة «سندباد» فى منتصف التسعينيات، وكانت وجهة نظر الدكتور سيد البحراوى -رحمه الله - وباقى المؤسسين، أن تكون المكتبة الوليدة منفذًا للكتب التقدمية والتنويرية، ولتكون إضافة للساحة الثقافية المصرية، وهو الشيء الذى حققته المكتبة بالفعل.وفى وقت قصير تمكنت «سندباد» أن تصبح منفذًا مهمًا لإصدارات دور النشر العربية التنويرية، لا سيما الكتب التى تمت طباعتها فى سوريا ولبنان والمغرب العربى، والتى كانت تشهد حركة ترجمة واسعة فى مجالات عدة. وكان لهذه الكتب المختلفة والحالة المختلفة التى قدمتها المكتبة بموقعها المتميز بوسط البلد والبورصة، عامل جذب مهم لقطاعات واسعة من المثقفين والأدباء، إضافة إلى قطاع كبير من الشباب المترددين على منطقة وسط البلد، فكانت طبيعة الشارع الصغير المغلق تجعل المكتبة بمثابة ملتقى ثقافى، ليستطيع مريدوها الجلوس أمامها وعمل ندوات ثقافية محدودة، بعيدًا عن ضجر المقاهى القريبة منها. فبين جلسات العزف الموسيقى وإمكانية الاطلاع على أحدث الإصدارات بمصاحبة كوب من الشاي، وغير ذلك الكثير، كان يحدث بترحيب شديد وتشجيع من الدكتور سيد البحراوى الذى لم يكن يتدخل أبدًا أو يبدى أى اعتراض أو مخاوف من أن تثير هذه التفاعلات أى مشكلات أمنية. لم يكن «البحراوي» يعترض على مسألة بيع الكتب بالتقسيط لمن لا يملك سعر الكتاب، خاصة أن أسعار الكتب اللبنانية مرتفعة بالفعل على القارئ المصرى، إضافة إلى أنك ستفخر بالذهاب إلى مكتبة سندباد، لأنك تعلم جيدًا أنك شئت أم أبيت ستلتقى بأحد رموز الحركة الثقافية أو الفنية أو السياسية أو الصحفية، ولو ذكرنا أسماء هؤلاء لبدأنا وما انتهينا، فحتى المستشرقون الغربيون الذين يزورون القاهرة كان الكثير منهم يتردد على المكتبة. ومن بين المترددين على المكتبة، مئات الأسماء الكبيرة فى كل المجالات، ومنهم الممثل عمرو سعد الذى كان ضيفًا دائمًا بالمكتبة فى بدايات حياته السينمائية، والمخرج تامر السعيد، والمخرج أمير رمسيس، والدكتور فوزى فهمى، والدكتور محمد أبوالغار، ورؤوف عباس، ومعظم الأدباء الشباب والفنانين والفرق الغنائية الحديثة كفرقة «وسط البلد» وغيرهم الكثير، فلن تجد مثقفًا مصريًّا إلا ومر بسندباد البحراوي. كما أسهمت المكتبة فى تقديم مجموعة من الكتب الجادة التى أضافت للمثقفين كثيرًا، كما لعبت دورًا مهمًا فى تشكيل الوعى الثقافى والمعرفى، لا سيما أنها اهتمت بشكل كبير بتقديم الأعمال المترجمة من الثقافات المختلفة، وقدمت مئات العناوين المترجمة من الثقافة الألمانية والتى لم تكن متوافرة فى أى مكتبة أخرى.ولكن لأن العمل الثقافى غير مربح فى معظم الأحيان، ودعت سندباد البحراوى شارع أبوبكر خيرت للأبد منذ أكثر من ٣ سنوات، وكان القرار الذى اتخذه الدكتور «البحراوي» بتأجير المكان لمكتبة الكتب خان، وذلك أيضًا بعدما لم يجد شخصا متفرغا للإشراف على «سندباد» بعد عمر قناوى الذى كان همزة الوصل بين الكتب والمثقفين والفنانين والشباب، بسبب عزفه على العود ومجلسه الطيب وتنظيمه للعديد من الأمسيات الفنية والثقافية، ومعرفته الواسعة بكل الكتب والترجمات الحديثة.

مشاركة :