واصلت قوات سورية الديموقراطية (قسد) بدعم من قوات التحالف الدولي تضييق الخناق على تنظيم «داعش» الإرهابي في جيوب صغيرة يسيطر عليها على الحدود مع العراق وشرق الفرات، في وقت كشفت صحيفة بريطانية عن صفقة سرية لتبادل الموقوفين بين «قسد» و «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار القتال في شكل عنيف بين «قسد» مدعومه من التحالف، وعناصر «داعش» في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، في ظل استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين، في محيط الجيب الأخير للتنظيم، والقريب من الحدود السورية– العراقية. وأشار «المرصد» إلى أن «قسد» تمكنت بدعم من قوات إيطالية وفرنسية وأميركية من تحقيق تقدم مهم والسيطرة على بلدة تل الشاير، بالتزامن مع سيطرتها على مزيد من النقاط والمواقع التابعة للتنظيم في محيط البلدة وبالقرب منها. ولفت إلى أن «قسد» باتت قريبة من مركز الجيب الأخير للتنظيم في بلدة الدشيشة التي تبعد نحو 7 كلم عن الحدود مع العراقية. وسيطرت على أكثر من 20 قرية ومزرعة وتلة، خلال أسبوعين من المعارك، ما مكنها من تقليص سيطرة «داعش» ومحاصرته، لافتاً إلى ارتفاع عدد قتلى التنظيم الإرهابي في المعارك إلى 42 عنصراً من ضمنهم قيادي مهم. تزامناً، تجددت الاشتباكات بين «قسد» و «داعش» في الجيب الأخير للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأفادت مصادر بأن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين الطرفين عند أطراف بلدة هجين في محافظة دير الزور، إثر هجوم لـ «داعش» على نقاط القوات ذات الغالبية الكردية، ترافق ذلك مع تحليق مكثف لمقاتلات التحالف وتنفيذها ضربات عدة على مواقع «داعش» في البلدة. وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، كشفت أن «قسد» أطلقت سراح «دواعش» أجانب، بينهم فرنسيون وألمان، خلال صفقات سرية لتبادل محتجزين. وأوضحت أن مواطنين فرنسيين وألماناً بين المتشددين المفرج عنهم، مضيفة أن 3 أسرى بريطانيين تحتجزهم «قسد»، يمكن إدراجهم أيضاً في الاتفاقات المقبلة لتبادل المحتجزين. وأشارت إلى حدوث 3 عمليات تبادل بين «قسد» و «داعش»، الأولى في شباط (فبراير) شملت 200 مسلح، معظمهم من الشيشان والعرب، و «بعض الفرنسيين وألماني واحد على الأقل». وفي المقابل، أفرجت داعش عن عدد مماثل من الأكراد الذين تم أسرهم خلال معركة دير الزور، ووعدوا بعدم مهاجمة حقول النفط والغاز الخاضعة إلى سيطرة «قسد». وكانت آخر عملية تبادل حصلت مطلع الشهر في مدينة هجين في محافظة دير الزور، وضمت 15 امرأة من زوجات المسلحين المتشددين. إلى ذلك، فضت قوات «الأسايش» و «الانضباط العسكري» التابعين لـ «الإدارة الذاتية» الكردية، بالقوة احتجاجات غرب محافظة الرقة، (شمال شرقي سورية)، كما اعتقلت بعض المشاركين فيها. وقال ناشطون وسكان محليون، إن عشرات من قاطني المخيمات العشوائية قرب قريتي الأندلس والرشيد، خرجوا في تظاهرات احتجاجية على قرار إخلائهم من المخيمات صدر الجمعة. وتطورت الاحتجاجات إلى شجار مع «الأسايش» و «الانضباط « التي فضتها بالقوة واعتقلت أكثر من 12 شخصاً. وأنذرت الاستخبارات التابعة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية الجمعة، النازحين في مخيمات عشوائية عدة بريف الرقة الغربي، بضرورة إخلائها خلال 72 ساعة. وعلى الجبهة الغربية لنهر الفرات، شهدت بادية السويداء تجدد العمليات العسكرية لقوات النظام والمليشيات الإيرانية ضد تنظيم «داعش»، وذلك بعد وصول مزيد من التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى المنطقة بهدف إنهاء وجود التنظيم في المحافظة، وإعادة فرض سيطرته عليها. واندلعت اشتباكات بين الجانبين فجر السبت، ترافقت مع قصف جوي ومدفعي على مواقع «داعش». وقال ناشطون، إن الاشتباكات اندلعت في منطقة «الهرمية» (شمال شرقي السويداء)، وقصفت مقاتلات يرجح أنها تابعة للنظام منطقة «الكراع»، كما استهدف قصف مدفعي آخر مناطق «الهبيرية» و «خربة المباشي» و «الطمثونة».
مشاركة :