قال الكاتب الأيرلندي باتريك كوكبيرن إن ادعاءات بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا قلقها حول الوضع الإنساني باليمن تفوح منها رائحة النفاق؛ لأن هذه الدول وفيما تذرف الدموع على ضحايا الحرب، فإنها تزوّد الرياض وأبوظبي بالأسلحة والمستشارين الذين يؤججون تلك الحرب.وأضاف الكاتب، في مقال بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن وزير خارجية أميركا مايك بومبيو أعطى ضوءاً أخضر للإمارات لشن هجوم بري على مدينة الحديدة اليمنية، رغم ما يشكله ذلك من خطر على الوضع الإنساني في شمال البلد كله؛ لمرور 70 % من الأدوية والأغذية عبر ميناء المدينة الساحلية. ولفت الكاتب إلى أن اندفاع المسؤولين الأميركيين لتفادي اتهام بلادهم بالتواطؤ في هجوم الحديدة هو مؤشر على وجود شكوك لديهم بأن نتائج المعركة ستكون مفجعة وكارثية، وهو ما تبدّى في حديث بومبيو المقتضب عن الهجوم على المدينة الساحلية، والذي لم يدعُ فيه الرياض أو أبوظبي إلى وقف الهجوم. ووصف كوكبيرن مقاتلي الميليشيات اليمنية التابعين للإمارات -والذين يُقدّر عددهم بـ 25 ألفاً والمتوجهين للحديدة- بأنهم «مرتزقة تدفع لهم أبوظبي رواتبهم ويتلقون أوامرهم منها». وأضاف أن التحالف الظبياني السعودي يوفر غطاء جوياً للقوات المتقدمة للحديدة، بدعم أميركي عبارة عن إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود، وتوفير معلومات استخبارية حول الأهداف التي ستُضرب. ورغم أن واشنطن تنفي أي دور مباشر لها في الهجوم، فإنه لم يكن ليتم دون موافقتها. يقول الكاتب إن مبرر أبوظبي لشن هجوم على المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر أنها تُستخدم من قبل الحوثيين لتهريب صواريخ، وهو ما يتنافى مع تقرير لخبراء من الأمم المتحدة توصلوا فيه إلى عدم قدوم أسلحة عبر الميناء من إيران؛ لأن السفن تخضع لتفتيش عشوائي. وأوضح الكاتب أن الدافع الرئيسي لتصعيد الرياض وأبوظبي الحرب اليمينة في الوقت الراهن هو أن الصراع لم يجرِ كما كان مخططاً له؛ فهو يدخل عامه الرابع دون إحراز تقدّم، وما زال الحوثيون مسيطرين على العاصمة صنعاء، ولديهم القدرة على ضرب العمق السعودي بالصواريخ. ولفت إلى أن واشنطن تشجع الإمارات وحلفاءها على احتلال الحديدة لكسر الجمود في الموقف الحربي من خلال تطويق الحوثيين، التي حتى إن احتُلت فسيظل الطريق طويلاً أمام احتلال صنعاء وإجبار المتمردين على الاستسلام. وأكد كوكبيرن على أن عملية الحديدة ستحوّل أزمة إنسانية -تصفها الأمم المتحدة بـ «الأسوأ عالمياً»- إلى كارثة كاملة، خاصة أن الإغاثات المتوجهة لهم ربما تتوقف في الأيام المقبلة بسبب القتال. ويرى الكاتب أنه حتى مع سقوط الحديدة، فإن القوات اليمنية المدعومة إماراتياً وسعودياً لن تستطيع شق طريقها إلى المرتفعات الجبلية الوعرة، التي تقاتل فيها الأرض إلى جانب أصحابها. وقال الكاتب إن الحديدة ستتحول إلى الرقة أو الموصل؛ لأن عدم انسحاب الحوثيين سيدفع الإمارات والسعودية إلى القصف العنيف لفتح الطريق.;
مشاركة :