غزة- فشلت كل الجهود الإسرائيلية في إيجاد حل لمعضلة الطائرات الورقية أو البالونات الحارقة التي يطلقها نشطاء فلسطينيون وتسببت في إحراق الآلاف من الدونمات الزراعية الموجودة في ما يسمى غلاف قطاع غزة. وفي محاولة للتخفيف من وطأة هذا الفشل والإحراج، عمدت حكومة بنيامين نتنياهو إلى استهداف النشطاء بالرصاص الحي، كان آخره الأحد حينما قامت طائرة إسرائيلية بضرب مركبة فلسطيني في قطاع غزة، قال الجيش الاسرائيلي إنه أحد الزعماء في إطلاق طائرات ورقية حارقة على إسرائيل، وأيضا إصابة فلسطيني آخر قرب الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع. وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت مساء السبت إصابة شابين فلسطينيين في قصف إسرائيلي من طائرة دون طيار، قرب السياج الأمني، عند الحدود الشرقية لمخيم البريج، وسط القطاع. وخلال الأيام الماضية أطلقت طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي صواريخ تحذيرية تجاه مطلقي الطائرات الورقية الحارقة قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل. وأدانت هيئة مسيرات العودة الفلسطينية “تكرار جرائم الاستهداف الحربي الإسرائيلي لمستخدمي الطائرات الورقية من بين المشاركين في التظاهرات والتجمعات السلمية على السياج الحدودي”. وحذرت الهيئة، في بيان الأحد، من “محاولات إسرائيل لجر المسيرات السلمية إلى العسكرة وقتل الأبرياء العزل عبر التهويل من خطر الطائرات الورقية”. المسيرة، التي انطلقت كطلب للحق في العودة إلى أراضي الأجداد، تهدف إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على الجيب الساحلي والطائرات الورقية والبالونات الحارقة هي أحدث وسيلة في احتجاج مستمر منذ نهاية شهر مارس، حيث يحتج عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة ضد إسرائيل في إطار فعاليات ما يسمى بـــ”مسيرة العودة الكبرى”. وتهدف المسيرة، التي انطلقت كطلب للحق في العودة إلى أراضي الأجداد، إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على الجيب الساحلي. وقد أدت الاحتجاجات إلى مقتل ما لا يقل عن 120 فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه تم تدمير حوالي 9 كيلومترات مربعة من الأراضي، والمراعي والغابات والحقول بسبب الطائرات الورقية. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن حجم الأضرار يبلغ حوالي 1.4 مليون دولار. وسعت القوات الإسرائيلية إلى التصدي لتلك الطائرات أو البالونات الحارقة عبر استخدام طائرات دون طيار بيد أنها فشلت. ويرى مراقبون أن قيام إسرائيل باستهداف مطلقي الطائرات الورقية من شأنه أن يزيد من الإحراج الذي تشعر به حكومة نتنياهو، خاصة مع تصاعد موجة التنديد الدولي بالسياسة الإسرائيلية تجاه القطاع وسكانه.
مشاركة :