«أدغال» كاليه من مخيم للمهاجرين إلى موقع طبيعي

  • 6/18/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

غابت الخيم والملاجئ عن المشهد لتحل محلها مستنقعات ومنحدرات اصطناعية تعشش فيها طيور مهاجرة... فبعد أشهر من الأعمال، تحول الموقع السابق لمخيم «أدغال» كاليه للاجئين في شمال فرنسا حيث كان يعيش حوالى تسعة آلاف مهاجر، إلى موقع طبيعي. لدى معاينة المرصد الخشبي المطل على منظر خلاب لمسطحات مائية، من الصعب تخيل أن ما بين ستة آلاف مهاجر وتسعة آلاف عاشوا في هذا المكان بعدما تركوا مناطقهم المضطربة خصوصاً في السودان وإريتريا وأفغانستان وبقوا مكدسين في مستوعبات وأكواخ لأشهر طويلة قبالة السواحل الإنكليزية التي كانوا يحلمون بالانتقال إليها. وفي هذه المساحة الممتدة على حوالى ثلاثين هكتاراً، تشكل أكبر مخيم للمهاجرين في فرنسا في ربيع 2015 ليصبح مدينة داخل المدينة فيها كنيسة ومسجد ومدارس، قبل تفكيكه بالكامل في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 بعد مخاض عسير. وقال المسؤول المحلي في منطقة با دي كاليه فابيان سودري خلال مراسم تدشين الموقع الطبيعي الذي بلغت كلفته 1.7 مليون يورو: «لهذا الموقع تاريخ مضطرب خصوصاً مع المهاجرين. هو عاد إلى تصرف أهالي كاليه وسيسهم في المنافع الكثيرة للمنطقة». وحدها بعض الآثار لا تزال شاهدة على المخيم القديم لـ «أدغال كاليه» بينها لافتات لمركز جول فيري حيث كانت تعيش نساء وأطفال والذي هُدم مذاك، إضافة إلى السياج والجدار البالغ ارتفاعه أربعة أمتار. ويمكن للمتنزهين استخدام جسرين يقود أحدهما إلى قمة ملجأ من الحرب العالمية الثانية مطل على البحر فيما الآخر يؤدي إلى مرصد يطل على الكثبان والمساحات المائية التي تلجأ إليها طيور مهاجرة. وتقول السائحة أنغريد موله حاملة آلة تصوير «جئنا خصيصاً من ألمانيا لمعاينة التحصينات لأن عم زوجي كان متمركزاً في كاليه خلال الحرب». وقام برنار فلويه المقيم في كاليه منذ زمن بعيد، بجولة على دراجته في الموقع الجديد: «هذا الأمر مريح. هو يتباين مع المصانع» المجاورة التي ينبعث منها الدخان، مبدياً قلقه إزاء سبل التوفيق مستقبلاً بين هذا الموقع ومناطق الصيد المجاورة. وتوضح مديرة مرصد الساحل التابع للموقع لوديل غوتييه لوكالة «فرانس برس»: «الفكرة كانت تكمن بإعادة تشكيل مواقع طبيعية رطبة تتيح عودة السنونو لاستعادة مساحات كانت شبه مدمرة ولاستقبال الزوار». ويمكن تالياً رؤية جرافات تنشط لتوسيع ميناء كاليه بحلول 2020. وعلى رغم أن مسارات أولى للنزهات خصصت في المكان منذ الثمانينات، غير أن عمليات تعويض الأثر البيئي لتوسيع البنى التحتية المرفئية توقفت عند بناء «أدغال» كاليه. وتؤكد إيمانويل لافوغل رئيسة شركة «ايدن 62» المديرة للموقع أن «ثمة أصنافاً محمية عادت للظهور بعدما زالت، كما الحال مع بعض النباتات». وجرى تنظيف الأرض (جمع 16 طناً من النفايات) ونبشها وسقفها ونزع الأشجار منها كما جرى تعديل الضفاف المائية اصطناعياً. ولا يزال يتعين إقامة موقف للسيارات وأزقة للمشاة بحلول نهاية العام المقبل في النطاق المجاور الممتد على 300 هكتار المكسو بالأشجار المعروف باسم فور فير والذي يعيش فيه حوالى 250 نوعاً من الطيور بحسب هيئة حفظ الساحل. وتبلغ تكلفة هذا المشروع 520 ألف يورو. وتقول رئيسة البلدية ناتاشا بوشار إن تحويل «أدغال» كاليه إلى موقع طبيعي يشكل «متنفساً بيئياً غير أن الجراح لم تلتئم (...) والصفحة لم تطو بعد». فما بين 350 مهاجراً و400 بحسب البلدية يعيشون في كاليه في ظروف تثير تنديداً مستمراً من المنظمات، على بعد مئات الأمتار من الموقع الطبيعي.

مشاركة :